نقطة ضعف حكومة "شرف"!
منذ يومين دعانى صديق، كى أتحدث عن التغيير الوزارى، فى قناة فضائية شهيرة.. وكأن التغيير قد حدث، أو كأنه خلال ساعات.. ويبدو أن إحدى الجرائد وأظنها " الجمهورية" قد روجت لهذا التغيير.. وتسابقت القنوات الفضائية، لتتحدث عن التغيير كأنه واقع.. وكأن المجلس العسكرى، يوشك أن يصدر القرار.. وتكهنت الصحف والفضائيات، بعدد الوزراء الذين سيدخلون الوزارة، والذين سيخرجون منها.. ربما لأن هناك وزيراً أو اثنين، لا يرضى عنهما الرأى العام!
اعتذرت بأدب عن دعوة الصديق.. وتذكرت أغنية الراحلة العظيمة فايزة أحمد.. وهى تقول "نقطة الضعف اللى فيا.. عذبتنى".. وتذكرت ما يحدث فى مجلس الوزراء.. وكدت أنظر فى وجه الدكتور عصام شرف، وأنا أعرفه جيداً، حين يحمر وجهه لأقل شيء.. فلابد أنه يعرف أن نقطة ضعف وزارته، هى الدكتور يحيى الجمل.. الذى فتحت تصريحاته أبواب الجحيم.. فضلاً عن الانفلات الأمنى والاقتصادى، الذى لم يعالجه " شرف" حتى الآن!
ولا أتصور أن أحداً يتابع ما يجرى حالياً فى مصر، إلا وهو يتابع ما يصدر عن الدكتور الجمل تحديداً.. وكثيراً ما يصدر عن "الجمل" من تعليقات أو تشبيهات، تكون مادة خصبة لرسامى الكاريكاتير، وراغبى الكتابات الساخرة.. فهو مثلاً يقول عن رئيس الوزراء إنه "حتة بسكوتة".. ومرة يقول عن نفسه بأنه طود راسخ.. وأخيراً يقول إنه فى إعارة إلى مجلس الوزراء، على حد تعبير أستاذ الجامعة!
وربما تكون أول مرة نسمع فيها، أن نائب رئيس الوزراء، فى إعارة لمجلس الوزراء، وأنه سوف يعود إلى منصبه بالجامعة، حين يترك منصبه الحالى.. ولا أريد أن أذكركم أنه أول من فتح النار على الوزارة، وعلى نفسه، حين تعرض للذات اللإلهية، وهى مسائل جعلت الرأى العام يستشيط غضباً، ويضع "الجمل" كل حين على لائحة المطلوب إقالتهم من الوزارة.. وأخيراً أصبح الدكتور شرف مطلوباً أيضاً!
فالرأى العام لا يريد رئيس الوزراء البسكوتة، ولا قلب الخساية.. ولا الرأى العام يريد نائب رئيس الوزراء، من عينة الجمل.. الآن الرأى العام شريك فى الحكم.. يعين ويعزل.. ويحرك المليونيات ضد الحكومة، وضد المجلس العسكرى.. وضد مبارك وعائلته.. وأعتقد أنه لا يريد إقالة الجمل وحده، ولا شرف وحده.. وإنما معهما سبعة وزراء.. وإن كان الدور على "شرف" لم يحن حتى الآن!
فى مصر الآن خمس منظمات حقوقية، هى: مؤسسة عالم جديد للتنمية، ومرصد الإصلاح والمواطنة، وشبكة مراقبون بلا حدود، وشبكة المدافعين عن حقوق الإنسان، وتحالف المجتمع المدنى للحرية والعدالة والديمقراطية.. هذه المنظمات تطالب د.عصام شرف، بإجراء تعديل وزارى وشيك، للوزراء، غير القادرين على التعامل بإيجابية، مع تطلعات الثورة عن العدالة الاجتماعية!
تغيير الوزراء ليس ترفاً.. لكنه أصبح مطلباً جماهيرياً، لدى ثورة تقيم أداء الوزراء على مدى 24 ساعة.. تريد أن يتصرف رئيسها بحزم وحسم.. وليس ك " حتة بسكوتة".. تريده أن يكون لديه حلول للمشاكل الحقيقية، السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية، لتلافى أخطاء الحكم الفاسد.. لكن يبقى السؤال: هل هذا الوقت مناسب للتغيير الوزارى؟.. وهل كان نفى مجلس الوزراء، عن التعديل نفياً سياسياً؟.. أم أنه نفى حقيقى أصبح يملكه الآن فعلاً؟!