رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وفد الثورة.. مع الرئيس!

 

تخيل معي العنوان، وتصور لو أن وفد شباب الثورة، التقي الرئيس السابق مبارك.. كيف يكون الحوار بينهما؟.. وهل يكون حواراً أم شروعاً في قتل؟.. هل يكون حواراً مرتباً، مثل أي حوار كان يجري مع الرئيس؟.. هل يكون فيه زكريا عزمي، وأنس الفقي في المرحلة الأخيرة، ويكون فيه صفوت الشريف في مرحلة سابقة؟.. كيف يكون الحوار الآن؟.. وهل يتم اللقاء أصلاً؟.. الأسئلة افتراضية بالطبع.. فلم تكن هذه اللقاءات تتم ولا في الأحلام.. فقط كانت هناك لقاءات معسكر إعداد القادة في حلوان.. كان الشباب يظهرون كأنهم مقبوض عليهم.. وكانت الأسئلة من المحفوظات.. وكأنها تحت تهديد السلاح.. وربما بالإكراه!

الآن لم يطلب الرئيس السابق المقابلة.. ولم يطلبها صحفي كبير ولا صغير.. ولم يطلبها شباب الثورة.. ولم يسع أي من الطرفين إلي هذا اللقاء.. ولو علي سبيل استطلاع رأي الرئيس، فيما انتهي إليه حاله.. هل كانت طريقته في الحكم خطأ؟.. هل كانت صواباً؟.. هل يري أن رجاله خدعوه، أم أنهم أوفياء له؟.. من الذي أدي به إلي هذه النهاية المأساوية؟.. ما هو رأيه في نجليه علاء وجمال؟.. ما هو رأيه في السيدة حرمه؟.. من منهم كان وراء الكارثة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً؟.. وأخيراً ما هو رأيه في الجيش؟!

كيف يري الرئيس أصدقاءه وحلفاءه في الغرب؟.. وكيف يري أصدقاءه العرب.. الملوك والأمراء والرؤساء؟.. من منهم وقف معه ومن منهم باعه؟.. لو عاد به الزمن ماذا يفعل؟.. هل يفتح قصر الرئاسة للشعب؟.. هل يستبعد الشريف وسرور وعزمي وابنه جمال وعز وغيرهم؟.. هل تبقي سوزان ثابت ربة بيت؟.. هل يغير الوزارات تلبية لرغبات الشعب، أم يتذكر دكتوراة العند؟.. هل يكون رئيساً في جمهورية برلمانية؟.. أم يظل فرعوناً في جمهورية مبارك، وليس جمهورية مصر العربية؟.. هل يكون رئيساً خادماً، أم يكون رئيساً صاحب عزبة، يديرها جمال، وتلعب فيها سوزان؟!

تذكرت هذه الأسئلة الافتراضية، وأنا أتابع زيارة وفد شباب الثورة إلي تركيا.. وقد التقي بالرئيس عبدالله جول.. لا يهمني كيف تم انتقاء شباب الثورة؟.. ولا أعرف من هم

شباب الثورة الآن؟.. ولا من غير شباب الثورة؟.. المجلس العسكري التقي 1200 شاب.. كيف عرفهم وكيف حددهم؟.. من وسط الملايين التي خرجت.. وهل هم من القاهرة وحدها، أم ن المحافظات كلها؟.. من الأعلي صوتاً، ومن الذي يظهر علي الشاشات؟.. هل صنع الإعلام شباب ثورة غير الشباب الحقيقيين؟.. لا أعرف.. المهم أن هناك مجموعة سافرت إلي تركيا للقاء الرئيس جول!

ولابد أن نشير إلي أن تركيا أكثر فرحاً بثورة المصريين، من أي دولة عربية.. مثل السعودية أو الإمارات وغيرهما بالطبع.. ربما تطير إيران أيضاً من الفرح.. هناك أسباب لا مجال لذكرها.. لكن كان اللقاء رائعاً بين الشباب والرئيس التركي.. الكلام بلا حدود وبلا سقف وبلا تحفظ وربما بلا رسميات.. التجربة التركية حاضرة في الأذهان.. لا إعداد للحوار.. لا زكريا عزمي ولا أنس الفقي.. الشباب يحيط بالرئيس.. يسمع كلامه ونصائحه حول الإصلاح والتعددية، والمرحلة الانتقالية.. وتجاوز الانتقام.. كي تنجح الثورة!

لا أخفي عليكم لقد شعرت بالغيرة.. وهو الشعور الذي كنت أحسه، كلما سافرت إلي دولة غربية.. قصر الرئاسة في قلب المدينة.. لا توجد إجراءات استثنائية.. المرور طبيعي في شارع قصر الرئاسة.. الشعب يزور القصر في أوقات محددة.. وكنت أسأل هل الرئيس موجود؟.. وكانوا يقولون "نعم".. عرفت لماذا يبقي الرئيس هناك طبيعياً؟.. ولماذا تحاصر الحاشية الرئيس هنا بلا ثورة، فتحاصره الثورة.. ثم تسقطه وتحاكمه؟!