رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أظنه ينتحر!

 

 

لم أسأل صديقي الدكتور محمود جامع، المقرب من الرئيس الراحل أنور السادات، وصاحب كتاب »عرفت السادات«، عن موقف »السادات« فيما لو كان مكان الرئيس مبارك الآن.. لم أسأله بالقطع هذا السؤال.. ولكني أستطيع تخمين الإجابة من عدة نواح.. الأولي: أن السادات كان يستطيع بدهائه، أن يتجاوز مرحلة الوصول إلي لحظة الإطاحة به.. الثانية: أنه لم يكن ينتظر أن يعزلوه أويحاكموه.. ثم بعدها ينقلوه إلي مستشفي طرة، أو يحاكموه في القاهرة الجديدة.. الثالثة كان من الممكن أن ينتحر!

والذين شاهدوا حادث المنصة عام 1981، وعاصروه، يعرفون أن السادات لم يصدق أن أبناء القوات المسلحة، يطلقون عليه الرصاص في يوم 6 أكتوبر.. ووقف شامخاً يتلقي الرصاص في صدره وقلبه.. وهي تدل علي إحساس عارم بالكرامة، أكثر من الإحساس بالصدمة.. وبالتالي وقف صامداً لا يصدق.. ولا أعرف ماذا يفعل مبارك، الذي اختبأ في ذلك الوقت تحت الكراسي، هرباً من الرصاص النازل كالمطر؟!

لا أعرف أيضاً ما هو تفسير، عالم النفس الكبير أحمد عكاشة لهذه الحالة؟.. هل هو عناد مبارك الذي قيل إنه حاصل علي دكتوراة في العند؟.. أم رغبته الشديدة في الحياة؟.. أم أنه يعرف بطريقة أو بأخري أنه لن يناله سوء.. وأنه في مأمن من التصفية والبهدلة في المحاكم؟.. أسئلة كثيرة لم أسأل فيها محمود جامع.. لا عن السادات ولا مبارك.. ولم أسأل فيها أيضاً الدكتور عكاشة!

الشيء المؤكد أن مبارك لم يعتذر حتي الآن.. وليس لديه عقدة ذنب، وليس عنده شعور بالذنب.. وبالتالي فإن الرئيس السابق الذي لم يعتذر حتي الآن.. لا يمكن أن ينتحر.. ولكن لا أستبعد أن يدخل في حالة اكتئاب.. تنتهي بصدمة نفسية.. يعقبها الوفاة لسبب أو لآخر.. لكنه ليس من عينة المسؤولين الذين ينتحرون.. كما في اليابان أو أمريكا..

والسبب أنه يشعر بالغدر ويشعر بالخيانة.. هو يشعر بأنه صاحب فضل.. وليس ظالماً.. لذلك لا أظنه ينتحر أبداً!

ربما كان السادات ينتحر.. وربما كان عبدالناصر ينتحر.. لكن مبارك لا يفعلها.. لا لأنه بلا كرامة.. ولكن لأن طريقته في الحكم تشعره بأنه رئيس مغدور به.. ومن الجائز أنه حين يري القذافي وصالح، يتولد عنده شعور آخر بأنه يستحق التكريم أكثر مما يستحق المحاكمة، ثم الإعدام.. هذا هو الفارق بين ناصر والسادات ومبارك.. ولهذه الأسباب لا ينتحر ولا يندم، ولا يشعر أنه خرب البلاد، وقهر العباد.. وهي جرائم تتضاءل أمامها أية انجازات حققها مبارك طوال ثلاثين عاماً، بما فيها الضربة الجوية!

لا يعتذر مبارك ولا ينتحر.. وأظن أنه لو عاد به الزمن، سوف يفعل مثل القذافي، وصالح.. لن يستسلم ولن يتنحي.. ولن يتخلي عن السلطة، ولن يقبل الوساطات ولا المبادرات.. وكل شيء جائز.. فلا أعرف بالضبط كيف يتصرف مبارك؟.. فلم أسأل محمود جامع ولا أحمد عكاشة.. فربما يكون لهما رأي آخر.. لماذا لم يعتذر، ولماذا لم ينتحر؟.. وهل الحكاية ترجع إلي أسباب سيكولوجية، أم اسباب سياسية؟.. تجعله يشتري دماغه، بعيداً عن وش المحاكم، وصخب ميدان التحرير؟!