رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل نصبح »محظورين«؟!

 

يبدو أن جمعة الثورة الثانية، أو جمعة الغضب قد أحدثت فتنة، في صفوف جماعة الإخوان المسلمين.. ففي الوقت الذي كانت »الجماعة« تعتبر جمعة الغضب، بأنها »جمعة الوقيعة بين الشعب والجيش«.. كان هناك رأي آخر داخل الجماعة أيضاً، يتبناه الدكتور عصام العريان.. وهو أن المليونية كانت رائعة، وانتهت بسلام.. كما أن الشعب الثائر اكتسب الثقة والخبرة، وهو ما يعني أن الإخوان قد خسروا بعدم المشاركة، وأن الثورة نجحت من غير الإخوان.. وهو رأي نحترمه جداً، ويشعرنا بالإطمئنان، في ظل رأي عام داخل الجماعة، يغضب لأي نقد، ويحارب أي رأي مخالف.. ويتحول رد الفعل إلي شتائم  أحياناً.. وأقلها أن يرد عليك أحد.. ثم يقول لك »اتق الله« .. أو ربنا يشفيك.. وهي بداية تجعلنا نستعد لخوض ثورة أخري لتحرير العقول.. فليس معقولاً أن ندافع عن »الجماعة المحظورة« بالأمس، ثم نجد أنفسنا في مرمي سهامها اليوم.. لأننا نقول رأينا.. أو نعارض تصرفات الجماعة!

ولا أخفي سعادتي بموقف الدكتور العريان.. لأنه موقف موضوعي.. أشاد بالثورة وأشاد بجمعة الغضب.. وتحدث عن قدرة الشباب علي التنظيم والتأمين، وإنهاء مظاهرات الجمعة برقي شديد.. دون أن تحدث أية مشاكل.. البعض يراه انقساماً في صفوف الجماعة.. لكنني أراه اختلافاً في الرأي.. فمن حق »العريان« أن يحتفظ برأيه، أو يبديه.. ومن حقه أن يقدم لنا نموذجاً في الليبرالية، وحق الاختلاف.. لكن يبدو أن ذلك لم يعجب جماعة الإخوان ولا الحزب، ولا موقع الإخوان.. وهدد الزملاء في الموقع باستقالة جماعية.. لا لشيء إلا لأن »العريان« انتقد طريقة تعاملهم مع الحدث.. الذي كانت تذيعه الفضائيات كلها.. الموقع يري أنها »جمعة الوقيعة بين الشعب والجيش«.. والواقع يقول إنه لا وقيعة ولا مخاوف ولا انقسامات، ولا اعتصامات.. وحين انتقد

»العريان« ما يحدث.. هدد الصحفيون باستقالة جماعية.. لأنهم لم يخرجوا عن تعليمات الجماعة.. وتحدثوا عن كونها جمعة وقيعة.. وهنا يثار الكلام عن تحرير الإعلام من التبعية.. خاصة أن التليفزيون الرسمي، لم يفعل أكثر مما فعله موقع الإخوان مع الثورة.. فقد جري مع الموقف الرسمي .. انتقد الثورة واتهم الثوار.. وأذاع صوراً للكورنيش!

إذن نحن أمام فرصة ذهبية لمراجعة تبعية الإعلام.. ونحن أمام فرصة للإجابة عن السؤال: هل نطبق معايير المهنة؟.. أم نطبق تعليمات الجماعة؟.. أو تعليمات الحكومة؟.. أو تعليمات صاحب المحل؟.. نريد أن نفهم قبل أن يغضب زملاؤنا ويهددوا بالاستقالة.. هل أخطأ »العريان« أو »كفر«؟.. لأنه انتقد موقع »إخوان أون لاين«؟.. وهل كان علي الصحفيين أن ينفذوا التعليمات بأنها جمعة الوقيعة، أكثر مما ينفذوا المعايير الصحفية والمهنية؟.. فيكون الموقع في واد، والثوار في واد آخر؟.. ما هي الحكاية بالضبط؟.. وماذا يحدث لو شكَّل الاخوان الحكومة؟.. هل يضيقون بالرأي الآخر؟.. هل يحاكمون أصحابه؟.. هل يقيمون المحاكمات العسكرية.. هل نصبح »محظورين«؟.. هل يصبح إعلامهم »ملاكي«؟.. هل ينفذ التعليمات؟.. وهل عليه السمع والطاعة فقط؟.. وإن خربت مالطة؟.. فما هو الفرق بين »الإخوان« ونظام »مبارك«؟