رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صورة شرف!

 

اهتم الرأي العام بصورة طيرتها وكالات الأنباء، للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، في قمة الثماني الكبري.. وتخيلوا حين تصبح الصورة حلماً.. وحين يصبح وجود مسئول مصري في الصف الأول، شيئاً يشغلنا.. مع أنه لا يشغل أحداً غير المصريين.. وتخيلوا حين تصبح الصورة أقرب إلي الخبر الأول.. كأنها إنجاز من إنجازات الثورة.. تخيلوا كل شيء.. لأن البعض يقارن مصر قبل الثورة، ومصر بعد الثورة.. لذلك نشرت المواقع صورة شرف، كأنها إنجاز عالمي، أقرب إلي تحقيق »حلم المونديال«.. رغم أن الدكتور شرف لم يتعمدها.. ورغم أن أوباما لم يقف في الصف الأخير، لأن أمريكا تتراجع ومصر تتقدم.. ولا لأن »شرف« ينبغي أن يقف في الصف الأول بعد الثورة.. لا شيء من ذلك حدث.. هم لا يهتمون بذلك.. لا أوباما ولا بيرلسكوني.. ولا حتي شرف.. فقد جاءت الصورة بالمصادفة البحتة!

أتفهم أن السبب وراء الاهتمام بالصورة، يرجع إلي ما قامت به جريدة »الأهرام« حين نشرت صورة تعبيرية للرئيس مبارك.. خالفت الواقع وخالفت الحقيقة، حين نقلت الرئيس مبارك، من الصف الأخير إلي الصف الأول، عن طريق تقنية »الفوتوشوب«، وكانت فضيحة دافع عنها أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام، وقال: إنه سوف يقدم منحة مالية كبري، لصاحب الصورة التعبيرية، باعتبارها سبقاً صحفياً عالمياً.. وجري بيننا اتصال.. وجاءتني الصورة الأصلية، والتعبيرية، مع شرح كبير، لم أهتم به في حينها.. واليوم يتجدد الكلام عن الصورة المفبركة قبل الثورة، والصورة الحقيقية بعد الثورة.. كأنها كانت حلماً مصرياً أحرزته الثورة المصرية

العظيمة!

الفارق كبير بالطبع بين معنويات المصريين، في عصر ما قبل الثورة، وعصر ما بعد الثورة.. والتفسيرات كلها تصب في رصيد الثورة.. وإن كنت أظن أن مصر الثورة، ليست في حاجة إلي صورة، يتقدم فيها »شرف« زعماء العالم في قمة الثماني.. فقد حصلت مصر علي شهادات من أوباما وبيرلسكوني، وساركوزي، وكل زعماء العالم.. وقال أوباما: نحن نريد أن نعلم أبناءنا أن يكونوا مصريين.. لأن الثورة أظهرت أهم ما في المصريين.. إذن الصورة تحصيل حاصل، وهي ليست مقصودة ولا متعمدة، لا من جانب شرف، ولا من جانب أوباما.. لكنها بمعايير المهنة لقطة صحفية.. وهي بمعايير النجاح لقطة تستحق النشر، وتدخل في باب المعنويات، أكثر مما تدخل في باب إنجازات الثورة، التي يجب أن تتجاوز الصورة إلي أي شيء آخر.. علي كل المستويات.. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. فالإنجاز حين نتجاوز هذه المرحلة، بانتخابات تشريعية ورئاسية.. ندخل بها التاريخ، أكثر مما ندخله عبر صورة.. سقط فيها »مبارك« مرة، ونجح فيها »شرف« هذه المرة!