عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وضع الجيش في مصر الجديدة!

ما هو وضع الجيش في الجمهورية الجديدة؟.. بمعني، هل يكون القائد الأعلي، هو رئيس الجمهورية؟.. هل يكون الجيش للشعب لا للرئيس؟.. هل يقف علي الحياد؟.. هل هو يحمي البلاد فقط؟.. أم ينفذ أوامر القائد الأعلي؟.. اضرب في المليان، يضرب في المليان.. علي طريقة ادبح يا زكي قدرة، يدبح زكي قدرة؟.. هل هو جيش يحمي الشعب، ولا يحمي النظام؟.. كما حدث في ثورة يناير؟!

أولاً أريد أن أشير إلي قرار المجلس العسكري، بعدم التواجد في جمعة الثورة الثانية أمس.. فالقرار يترك الأمر للثوار أنفسهم، بحيث يديرون ثورتهم.. بلا جيش وبلا شرطة.. ربما أتفهم هذا القرار، ولكني أتحفظ عليه وأختلف معه.. لأنه درس علي كبير للثوار، ولعب علي كبير من المجلس العسكري.. يشبه عملية التأديب للثورة، أكثر مما يعني إتاحة الحرية الكاملة لها!

أعرف أن هناك اتجاهاً، بأن الثورة الثانية كانت موجهة ضد المجلس العسكري.. وأن جمعة الغضب كانت ضد الجيش، وليس ضد النظام.. فأراد المجلس العسكري، أن يقول لهم.. تخيلوا أنفسكم بلا جيش وبلا شرطة.. وهذا القرار يشبه عندي نوعاً من الانسحاب، الذي قررته الشرطة، ولم ترجع عنه حتي الآن.. صحيح أن الجيش يجرب، ولكن ليس هذا هو وقت التجريب أبداً!

أعود من جديد إلي السؤال الأول: ما هو وضع الجيش؟.. ولماذا يثار هذا الكلام الآن؟.. وهل هو في مصلحة الجيش، أم في مصلحة الشعب ومصلحة الوطن؟.. الحقيقة أن هذه المطالبة، صدرت عن اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس العسكري.. وكان هدفه تحقيق وضع خاص للجيش في الدستور الجديد، يحميه من »هوي الرئيس«.. ولابد أن نضع تحت هذه العبارة ألف خط!

ودون لف ولا دوران، لا نعرفه ولا يعرفنا.. أتفق مع ما قاله اللواء شاهين.. فهو لم يطلب شيئاً فيه ميزة للجيش، بقدر ما فيه ميزة للوطن.. ثم إن هذا المطلب يحقق للقوات المسلحة »نوعاً من التأمين حتي لا تكون تحت هوي رئيس الدولة، أياً كان شخص أو شكل هذا الرئيس « ..

هناك أيضاً رأي بعدم طرح الأمور الخاصة بالقوات المسلحة في البرلمان.. كأنه يريد تطبيق النموذج التركي!

هناك أسباب لهذه المطالبة الآن، منها أن الدساتير القديمة، كانت تنص علي أن الجيش يحمي الشرعية، أما في النص الحالي فدوره حماية البلاد فقط »وهو ما رأيناه في تواجد القوات المسلحة في الشارع، لحماية الشعب أثناء الثورة..« كما يقول " شاهين".. هناك أيضاً مخاوف من تغيير النص.. فقد كنا علي شفا حرب أهلية، لو أن الجيش استجاب لطلب مبارك، بتسوية ميدان التحرير بالأرض!

فما هو شكل العلاقة بين المؤسسة العسكرية والرئيس الجديد، الذي قد يكون مدنياً خالصاً، أو مدنياً بخلفية عسكرية? هذا هو السؤال الذي ينبغي الإجابة عنه، الآن وليس غداً.. فالهدف منه هو الحد من سلطة رئيس الجمهورية علي الجيش.. وهنا فقط نطمئن علي الجيش، ونطمئن من الجيش.. لأنه سيكون جيشاً يحمي الوطن، لا جيشاً يحمي شرعية النظام القائم!

أخيراً، ما علاقة وضع الجيش، بما حدث أمس في جمعة الثورة الثانية؟.. أقول العلاقة قائمة وواضحة.. لأن تقنين وضع الجيش، سيريح الجميع.. وسيكون مصدر قوتنا وحمايتنا.. لا نخاف منه وإنما نخاف عليه.. لا نتظاهر ضده.. وهو أيضاً يعرف أن التظاهر حق مشروع.. وساعتها لا يمكن للجيش، أن ينسحب ولا يغضب.. رداً علي جمعة الغضب الثانية، أو الثالثة.. لا فرق!