عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل نكره الثورة يوماً؟!

 

هل بدأنا نكره الثورة؟.. وهل يأتي يوم نلعن فيه ثورتنا؟.. هل بدأت فرحة الثورة، تخبو شيئاً فشيئاً؟.. هل لم يعد لها نفس الحلاوة، ونفس الأثر في النفوس؟.. هل وصلنا لمرحلة لايمكن السكوت عليها؟.. هل مصر داخلة علي مرحلة الخطر؟.. ولماذا يظن كل منا أنه صاحب إنجاز الثورة؟.. الشباب يتصورون ذلك.. يريدونها ثورة شباب لا ثورة شعب.. والأمريكان يريدونها ثورة فيس بوك، لا ثورة مصرية خالصة.. ضد القهر وضد سرقة الوطن.. يعدد الشباب أفضالهم علي الثورة.. كما يعدد الأمريكان، المزايا والمنح والمساعدات الأمريكية!

في اليوم الأول للحوار الوطني، حدثت مشادات واتهامات بالتخوين، وشباب الثورة يطرد أعضاء الحزب الوطني من المؤتمر.. ثم انتهت الحكاية بانسحاب »ائتلاف شباب الثورة« وحركة »6 أبريل«  من الحوار.. حدث ذلك احتجاجاً علي حضور أسماء من الحزب الوطني، في الصفوف الأولي.. وبعد ارتفاع الهتافات المطالبة برحيل أعضاء الحزب الوطني المنحل، اضطر حمدي خليفة، نقيب المحامين، والكاتب الدكتور عمرو عبدالسميع، والدكتور صبري الشبراوي، خبير التنمية البشرية، إلي الانسحاب!

فهل نمارس نفس الاحتكار، الذي كان يمارسه جمال مبارك وأحمد عز؟.. هل كل الذين شاركوا في مرحلة ما قبل الثورة، لا يصلحون لهذه المرحلة الثورية؟.. ماذا يفعل شباب الثورة عندما يجد 25٪ علي الأقل، في البرلمان القادم من الحزب الوطني؟.. هل يطعنون بالتزوير في الانتخابات؟.. حاجة بالعقل فيه ناس كانوا حزباً وطنياً، لأن الحزب الوطني استولي عليهم.. وليس لأنهم الذين استولوا علي الحزب الوطني.. هناك ناس لم يجدوا فرصة للممارسة السياسية، إلا من خلال الحزب الوطني.. لكن لهم عائلات وعلاقات وقبائل وعزوة!

هذه دعوة للتفكير بمنطق وحكمة.. لا ننكر أن هناك من أفسد الحياة السياسية ومن ينبغي أن يستبعد ومن كان منافقاً يستحق الحرق.. أيضاً هناك محترمون.. أكرهوا علي العمل مع النظام.. وهم علي يساره.. نحن معكم  »الحزب الوطني بره.. وبقايا النظام بره« و»يسقط أتباع النظام« لكن ليخرجوا بره عن طريق

الديمقراطية.. وعن طريق صناديق الانتخابات.. ينبغي أن نحرص علي " نموذج الثورة".. وينبغي أن نقدم الصورة المشرقة للثورة.. التي أحببناها.. وكنا نشعر معها بالفخر.. ونهتف " ارفع رأسك فوق أنت مصري"!

صحيح هناك حضور استفزوا الشباب.. وصحيح أن بعض الشباب يفقد أعصابه، ويجعلنا نشعر بالخوف من المستقبل.. إن كانوا في البرلمان.. أو إن أصبحوا وزراء.. مع أنني أول من كان يشجع علي وجود وزراء شباب، بجوار الوزراء الخبرة.. لكن لابد أن الخبرة عملت مع النظام السابق.. وليس كل من عمل مع النظام السابق، كان خائناً أو عميلاً.. رئيس الوزراء عصام شرف، عمل وزيراً في ظل النظام السابق.. وغيره كثيرون علي شاكلته.. وكنت أنتظر أن تكون هذه الرسائل، من الدكتور شرف لشباب الثورة.. فكما قال »من أجل مصر نحتاج إلي الحوار الآن« كان عليه أن يقول: "من أجل مصر نريد الاحترام المتبادل".. فهكذا تؤتي الثورة ثمارها.. لا احتكار ولا انتقام ولا استبعاد!

يدعوني للدهشة أن الحكومة قد تبرأت من أي شيء، يحدث داخل الحوار.. وكأن الدكتور عبدالعزيز حجازي مسؤول وحده.. والدكتور يحيي الجمل مسؤول مرة أخري.. أبداً فالحكومة مسؤولة، لأن الحوار يتم تحت إدارتها.. سواء كان المسؤول عنه "حجازي" أو "الجمل"؟.. وتقديم النموذج للشباب مسؤولية "شرف" أولاً وأخيراً!