رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رئيس الجمهورية بالتليفون!

 

العلاقة مع أمريكا، لا يمكن أن تدار بالتليفون.. هكذا قال عمرو موسي، المرشح لانتخابات الرئاسة.. وأظن أنه  قد وضع يده علي مكمن الخطر وأصل الداء.. وأظن أيضاً أن العلاقات الخارجية المصرية، كانت كلها تدار بالتليفون، وليس مع أمريكا وحدها.. ومن هنا تراجعت الدولة المصرية إقليمياً ودولياً.. وهي جريمة ينبغي أن يحاسب عليها الرئيس السابق، حتي لو لم يكن هناك، ما يحاسب عليه غير هذه الجريمة!

الصحف الأمريكية تحاول الاقتراب، من مرشحي الرئاسة المصرية.. كما تحاول أن تفهم رؤية كل مرشح، للعلاقات المصرية الأمريكية من جهة، والمصرية الإسرائيلية من جهة أخري.. وتستطلع في الوقت نفسه، مواقفهم من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.. صحيفة الواشنطن بوست، أجرت حواراً مع عمرو موسي.. ربما لأن العلاقات المصرية الأمريكية لها طبيعة خاصة.. وربما لأن أمريكا لأول مرة، لا تعرف من هو الرئيس القادم.. ولا ما هي رؤيته الاستراتيجية!

سألت الواشنطن بوست، عن رؤية عمرو موسي الاستراتيجية، وما إذا كانت متطابقة مع رؤية مبارك.. رد موسي قائلا: هذا يعتمد علي الرؤية الاستراتيجية نفسها، وما إذا كانت ستناسب المرحلة الجديدة أم لا؟.. وأضاف أنه في أوقات التغيرات الكبري، يتعين إعادة النظر في الاستراتيجية.. ومن هنا فلا بد من مراجعة محاور هذه الاستراتيجية.. ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن هناك ديمقراطية ناشئة، وأن الأمر لم يعد يجري كالسابق، بمجرد مكالمة تليفونية لشخص واحد، يملك وحده الإجابة بنعم أو لا!

وهنا أتوقف أمام هذه المقولة.. فقد كانت مصيبة مصر، أن الرئيس لا يقدر قيمة الدولة، التي يحكمها.. وكان يتصور أنه يدير عزبة.. وكان يظن أنها ضيعة.. يديرها بطريقته العقيمة، التي جعلتنا في ذيل العالم.. صحيح هناك من يستطيع أن يرد علي عمرو موسي، بأنه كان وزيراً للخارجية لمدة عشر سنوات، وأنه كان مسؤولاً بدرجة أو بأخري، عن سياسة مصر الخارجية.. لكن التفسير كان عند الوزير أحمد أبو الغيط، بأن وزير الخارجية

واحد من سكرتارية الرئيس.. وإن كان ذلك لا يعفي موسي ولا أبو الغيط!

للأسف كان الرئيس مبارك يشتري دماغه.. كما ذاع عنه الفيديو الشهير: يا عم كبر دماغك.. وقد كان ذلك بمثابة الكنز الاستراتيجي لإسرائيل وأمريكا، وليس مجرد الحليف الاستراتيجي.. فليس معني أن تكون حليفاً أن تركع.. وليس معني أن تكون رئيساً قوياً أن تهدم الاتفاقيات.. وحول معاهدة كامب ديفيد قال عمرو موسي: المعاهدة معاهدة..  وبالنسبة لنا المعاهدة تم توقيعها، وهي من أجل إقرار السلام.. ولكن الأمر يعتمد علي الجانب الآخر.. وهي رسالة قوية ينبغي أن تعلمها إسرائيل!

ومن المعروف بالطبع، أن أي مرشح للرئاسة، لابد أن يبني حملته علي نقد الحكم السابق.. لكن نقد عمرو موسي، يقف عند حدود الإنشاء، وليس الدخول في التفاصيل.. فهو مثلاً لا يستطيع أن يتهم مبارك بالفساد.. وحين سألته الصحيفة عن ذلك قال: النائب العام سيأخذ هذا بجدية في اعتباره، وسيخبر الشعب عما حدث.. وحين سألته عن البرادعي قال: لقد عشت هنا وأدركت مشاعر الناس، وما يريدون وما يحبون وما لا يريدون وما لا يحبون، ومتي يتسامحون، ومتي يرفضون؟.. مصر تحتاج شخصا منها.. جزء لا يتجزأ منها.. في إشارة إلي غياب "البرادعي" عن مصر.. وإذاً فلا هو المرشح الغائب.. ولا الرئيس بالتليفون!