رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفساد لا يسقط بالتقادم

 

التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم.. والفساد أيضاً.. وهكذا أحيت الثورة معاني كثيرة ومبادئ ماتت.. فلا كان التعذيب جريمة حاضرة ولا قديمة.. ولا كان الفساد شيئاً مذكوراً.. فالدولة كانت ترعي الفساد.. وكانت تحمي رجالها.. وكانت تحمي رجال الرئيس والوزراء.. فلا المحاكم تطال أحداً.. ولا القضاء يمكن أن يقترب من وزير.. لا في الحكم.. ولا بعد الحكم.. إلا المغضوب عليهم فقط.. هكذا كانت مصر قبل الثورة.. وهكذا كان نظام مبارك.. ولذلك حين فتحت الثورة ملف الفساد.. عشنا لحظات أمل.. كاد يتبدد حيناً، وكاد يموت أحياناً.. لكنه كان أيضاً ملفاً مزعجاً في طريقة للمعالجة.. بحيث يهدد مصر اقتصادياً، ويهدد التنمية.. ويهدد بهروب رجال الأعمال!

الرأي العام يسأل أحياناً أين هرب رجل الأعمال الفلاني؟.. وأين اختفي رجل الأعمال العلاني؟.. لماذا لم يقدم فلان للمحاكمة؟.. كان هناك من يري ضرورة محاكمة الفاسدين القدامي، وليس شرطاً أن يكونوا قد خرجوا من الحكم في الوزارة الأخيرة.. البعض طالب بمحاكمة عاطف عبيد أو التحقيق معه.. ولم يقترب منه أحد.. وقيل إنه الآن لم يغير شيئاً من عاداته.. لا فيما يختص بالذهاب إلي النادي العريق، ولا شرب الليمون، ولا لعب الكروكيه.. وكأنه لا يشعر بأي حالة من الهلع، أو القلق مثل آخرين.. هكذا كتب شريف العبد الكاتب المشاغب في »الأهرام« أمس.. كما أن هناك من تحدث عن ملف الفساد في القطامية.. والذي أهدر فيه عشرة مليارات جنيه.. وأخيراً يجري التحقيق مع عبد الرحيم شحاته، وعبد العظيم وزير محافظي القاهرة.. والقائمة تضم فريد خميس وحسن راتب والمرشدي وشفيق جبر وعبد الحكيم عبد الناصر.. ومن

هنا فإن جريمة الفساد لا تسقط بالتقادم!

أتصور أن النظام السابق حاول أن »يعوص« الجميع.. ويترك الجميع حتي يعيثوا في الأرض فساداً.. وحتي يكون الجميع »متعاص« وتكون لكل واحد زلة.. وإلا كيف تفسر هذه الأعداد الضخمة من المسئولين والكبراء والوزراء.. كلهم فاسدون؟.. كيف كانت تدار مصر؟.. لا أحد يدري.. ولا يمكن أن يتصور أحد حجم الفساد الذي كان في البلاد.. الثورة قامت بتقليب الأرض.. خرج الفئران وخرج اللصوص من الشقوق.. فوجئنا أن الجميع لصوص.. طبعاً هذا المعني يعطي انطباعاً سيئاً، ويجعل الثائرين لا يهدأون.. كما أنه يعطي نوعاً من القسوة في التعامل.. ويهرب المحترمون أيضاً خوفاً من السقوط.. وأعرف كثيرين الآن يهربون.. وهي كارثة.. يقولون »مصر مش بلدنا«.. هناك شعور بنوع من الانتقام.. وهناك شعور بأن العاطل رايح في الباطل.. صحيح لا يمكن أن نتسامح مع الفساد.. وصحيح أن جريمة الفساد، ينبغي ألا تسقط بالتقادم.. وينبغي أن تطبق علي الورثة، كما حدث في حالة كمال الشاذلي.. لكن لا ينبغي أن نأخذ الجميع بالباطل، فنحرق مصر.. أو نخربها!!