عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كذبة كبري.. وفتنة أكبر!

 

لم يسمع أحد قصة عبير، من الشيخ محمد علي، شيخ السلفيين بإمبابة.. ويبدو أن أحداً لا يريد أن يسمع.. فقد كان الرجل شاهد عيان علي الكارثة.. وهو الذي وصفها بأنها كذبة كبري.. فالقصة مختلقة، من أولها لآخرها.. يرويها شاب تزوج من الفتاة عبير، المسيحية التي أسلمت في أسيوط.. وأشعلت النار في إمبابة.. لم يصدق الشيخ محمد علي رواية الشاب، وراح يحذر المتجمهرين.. غير أن بعض الأقباط هاجموهم.. فحدث ما حدث.. هناك لواء شرطة، كان يرافق الشيخ محمد علي، سمع القصة كاملة.. ولا نعرف إن كان قد تحفظ علي الشاب أم لا؟.. لكنه عبر عن دهشته من القصة ومضي!

تقول القصة إن شاباً مسلماً تزوج من مسيحية، تحولت إلي الإسلام منذ 5 سنوات، وكانا يعيشان بأسيوط، إلا أنه كما يقول تم اختطافها، علي يد أشقائها المسيحيين، منذ شهرين. ثم تلقي منها اتصالاً هاتفياً، حيث قالت إنها مختطفة وموجودة في العباسية.. ولاحظ الشيخ محمد علي ولواء الشرطة، أن الشاب كان مرتبكاً ويتحدث بلا منطق.. ثم روي أن عبير اتصلت به من جديد، وقالت له إنها محتجزة داخل كنيسة مار مينا، بشارع الاعتماد في إمبابة.. وهكذا كانت إمبابة مسرح الجريمة!

المدقق في الرواية، يعرف ويفهم أن إمبابة كانت الهدف، فهي جمهورية إمبابة.. وهي جمهورية الشيخ جابر.. وهي أكبر منطقة تشهد كثافة للسلفيين.. إذاً المسرح مستعد بمجرد الصفارة.. وهنا أتذكر ما كان يحدث أيام الثورة، واللجان الشعبية.. كانت مجرد زعقة أو صيحة واحدة تقول: الحق أو امسك.. تنطلق علي الفور رصاصات الآلي والخرطوش.. ثم تجري جماعات هنا وجماعات هناك.. بعضهم كان يجرب استعداد الرجال.. وبعضهم كان يهزر.. والبعض الآخر كان متوجساً بالفعل.. ولكن في كل الحالات كان هناك استنفار للجميع.. هذا الاستنفار هو ما حدث مثيله في إمبابة!

فلماذا نترك أمثال هؤلاء ليقودونا للضياع؟.. ولماذا يضيع صوت العقل في هذه المناسبات؟.. ولماذا لم يسمع أحد ما قاله الشيخ محمد علي؟.. لا في الأول ولا في الآخر.. حتي سقط كل هؤلاء القتلي.. كأنها موقعة حربية.. استخدموا فيها كل شيء.. هل كان السلفيون يظنون أنهم يجاهدون؟.. وما هو فهمهم للدين الصحيح؟.. ولماذا ضاعت أيضاً هتافات مثل" مسلم ومسيحي.. إيد واحدة" في الزحام؟.. وبالتالي قتل من قتل وأصيب من أصيب.. لماذا أصبحنا مستعدين للسقوط في الفتنة؟.. ولماذا نستمع لروايات وشائعات تافهة، ولا نستمع لصوت العقل؟.. ماذا يقول السلفيون بعد أن حاصروا الكاتدرائية مرة.. وحرقوا كنيسة مار مينا مرة أخري؟.. ماذا يريدون أن يقولوا بالضبط؟!

أخيراً، ما هو موقف المجلس العسكري؟.. هل يريد أن يسلم الدولة لحكومة مدنية؟.. هل الأجواء الآن تسمح بذلك؟.. هل تسمح بانتخابات تشريعية، وانتخابات رئاسية؟.. هل العمليات التي تحدث الآن مدبرة؟.. ومن وراءها؟.. هل الأحداث الطائفية قد تصبح مبرراً، للحكم العسكري والأحكام العرفية؟.. من الذي يشعل هذه الفتنة؟.. هل هم فلول النظام فعلاً؟.. أم أن هناك أطرافاً أخري لها مصلحة.. سواء كانت هذه الأطراف من الداخل أو من الخارج؟.. نريد أن نفهم مصر رايحة علي فين؟!