عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. ولو كان بيرلسكوني!

 

حين تعود إلي أرض الوطن، وتنظر من شباك الطائرة.. تعرف الفارق بين مشهدين.. مشهد مصر من الطائرة.. ومشهد أي بلد أوروبي آخر.. وأنت في السماء، لا تستطيع أن تكذب.. الشهادة سوف تكون في صالح، أي بلد آخر غير مصر.. أما حين تهبط إلي الأرض، ولا تري غير وطنك، وتنسي كل شيء، لا تلبث أن تسجد ثم تقبل تراب الوطن.. فأنا وأنت نعشق مصر كما هي.. بكل ما فيها من عشوائيات مادية، وفكرية أيضاً!

الفارق في النظام، أو السيستم.. الكلمة التي نرددها كثيراً، ونحن في الخارج.. مصر من الطائرة تثير الشفقة.. ومصر من الأرض تثير الألم أكثر.. مع أننا كنا ننتظر أن تتغير الدنيا بعد الثورة.. فتتحرك آلة الإنتاج وتبدأ ساعة العمل.. لكن يبدو أن زلزال الثورة له توابع.. وتحول الجميع إلي ثوار فجأة.. مع أن بعضهم لم يكن ليجرؤ علي الكلام.. الآن في كل ساعة مظاهرة، أو وقفة احتجاجية!

كنا في باليرمو بإيطاليا.. ونزلنا في "مازارا".. وهي قرية في باليرمو، بجزيرة صقلية الإيطالية.. تتعجب إن كانت هذه قرية فأين المدن؟.. وتتعجب أكثر أن الريف الأوروبي، أفضل مليون مرة من العواصم العربية، وعواصم محافظات مصر.. البنية الأساسية رائعة.. المياه والكهرباء وشبكة الطرق الحرة والمطارات.. تستطيع أن تلمس هيبة الدولة في كل مكان.. دون جهد كبير!

كل شيء مختلف.. فلا يعني أنك في الريف، أن تكون منسياً.. أبداً، فالدولة عند أطراف أصابعك.. أنت تأمر.. ولا فضل لسكان المدن والحضر، علي سكان الريف.. أبداً فكلهم مواطنون.. لهم حقوق واحدة.. ولو كان أحدهم يسكن في حضن الجبل.. وربما يكون الأخير أفضل درجة.. الهواء والخضرة والوجه الحسن.. فالحكومة تعمل في خدمة البشر.. خادمة لهم، لا سيدة عليهم!

في إيطاليا تسمع اسم بيرلسكوني ألف مرة، وربما لا تعرف اسم الرئيس الإيطالي.. تسمع اسمه كرئيس للوزراء، أو كواحد من أغني أغنياء إيطاليا.. وتسمع اسمه

في المحاكم.. وتسمع اسمه في غرامياته المتعددة.. لكنه في كل الأحوال، لا يتجاوز حدوده كرئيس وزراء.. وإلا ما كان الشعب الإيطالي ينتخبه، ثم يبقي عليه في الحكم ساعة واحدة.. ولكننا لا نتناول غير غرامياته فقط!

وحين تركب الطائرة وتطل علي أوروبا، سوف تعرف أن الحكومات لا تغط في غرامياتها وفسادها، كما كانت تفعل حكوماتنا.. الحكومات هناك لا تنام.. ولو نامت سقطت فوراً.. وهذه هي الانتخابات.. كنا قبل ثورة يناير مختلفين عن الغرب في كل شيء.. المشهد من الطائرة، والمشهد من الأرض، والمشهد السياسي.. الآن اتفقنا في شيء واحد، وهو أننا لا نعرف من هو الرئيس القادم؟!

حالياً لا نعرف من هو الرئيس القادم؟.. وإن كنا نعرف أنه لن يكون فرعوناً.. وإن كنا نعرف أنه لن يكون مبارك.. وإن كنا نعرف أنه لن يبقي، حتي آخر نبضة في قلبه.. ونعرف أنه لن يكون ديكتاتوراً.. لكن لانعرف إن كان رئيساً قوياً، يعيد بناء الدولة من جديد.. ويجعل مصر مثل أوروبا.. هناك آخرون يقولون إن الرئيس القادم، ربما لم يعلن اسمه حتي الآن!

لايهمنا من يكون الرئيس؟.. المهم أن يشعرنا بأن الدولة حاضرة، ويجعل مشهد مصر من الطائرة، مثل مشهد عواصم العالم.. حتي وإن كان الرئيس مثل بيرلسكوني!!