رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق أخري تسقط قريباً!

 

الثأر ليس في الصعيد وحده.. الثأر أيضاً في أمريكا.. فحين أعلن أوباما مقتل بن لادن، في عملية عسكرية، كان يعلن أخذه بثأره، واسترداد كرامة بلاده.. لكن يبقي السؤال: هل استراح العالم بمقتل بن لادن؟.. أم سيدخل في سلسلة جديدة من العمليات الانتقامية؟.. الإجابة في علم الغيب.. فمن المؤكد أن الحركات الجهادية، أو التي تسمي نفسها جهادية، لن تستسلم لمقتل قائد تنظيم القاعدة.. لأنه رمز أيضاً.. ومسألة كرامة!

استيقظنا صباح أمس، علي أخبار تعيد إلي أذهاننا، حواديت القاعدة وبن لادن.. كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يعلن مقتل زعيم القاعدة، في عملية نفذتها القوات الأمريكية، خارج العاصمة الباكستانية، إسلام أباد.. كان هناك شعور بالانتصار.. وقوبل النبأ بفرحة في الشارع الأمريكي.. وقال أوباما إنه أصدر أوامره لاقتناص بن لادن، بعد جمع معلومات استخباراتية وافية، لاستهداف منزله.. طبعاً لم تكن العملية سهلة.. لكنها أدت إلي مواجهات مسلحة بين الطرفين، غير أنه لم يكشف تفاصيل العملية!

لا يعرف أحد ما إذا كان أيمن الظواهري، قد راح في العملية نفسها، ولا يعرف أحد سبباً لهذا التوقيت.. فلابد أن التوقيت له معني.. أو ربما كان هذا هو الوقت، الذي توصلت فيه الاستخبارات الأمريكية، إلي اللحظة القاتلة.. والاستخبارات الأمريكية هنا أيضاً تدافع عن كرامتها.. فقد انتظرت سنوات عديدة لتنفيذ العملية.. لاعبت فيها تنظيم القاعدة.. ولاعبها فيها تنظيم القاعدة.. حتي ظننا أن أمريكا نسيت ثأرها.. ونسيت بن لادن أو تواطأت معه.. خاصة أنها هي التي صنعته، وحاربت به الاتحاد السوفييتي القديم، حتي تمزق وتفكك!

الآن سقطت ورقة بن لادن.. كما سقطت أوراق كثيرة في المنطقة العربية.. الخريف يأتي علي الجميع.. ويبدو أن أمريكا تحاول تغيير قواعد اللعبة.. وتنتخب عملاء جدداً.. وتتعامل مع رجال آخرين.. طبعاً غير بن لادن، وغير أسماء كثيرة في المنطقة.. تركت الثورات تجتاحهم في طريقها، ورفعت الغطاء عنهم..وهكذا فإن السياسة بلا قلب مثل رأس المال.. لا يعرف العواطف ولا لغة القلوب!

لا أتصور أن خبر مقتل بن لادن فرقعة إعلامية.. هو خبر حقيقي تماماً، وإن كذبته بعض الأصوات في اللحظة الأولي.. لكنها مالبثت أن هددت بالويل والثبور، والانتقام من أوباما ومن أمريكا والغرب كله.. لذلك سألت السؤال: هل استراح العالم بنهاية بن لادن؟.. والسؤال الآخر: ماهي مصلحة أمريكا في الإعلان عن عملية لم تحدث؟.. ثم هي تنشر الصور، وتذيع تفاصيل محددة، وتتحدث عن الحامض النووي.. لا أظن أنه فيلم أمريكي من إخراج هوليوود.. وأعتقد أن العملية نجحت، خاصة أن إسرائيل تحدثت عن انتصار للديمقراطية!

الأمريكان جاءوا إلي البيت الأبيض، يهللون ويفرحون لنبأ مقتل بن لادن.. فلا أظن أنهم نسوا ما حدث لهم في 11 سبتمبر.. ولا يمكن أن ينسوا أبداً.. من هول ما حدث وبشاعة ما حدث.. ويأتي مقتل زعيم تنظيم القاعدة مخالفاً للتوقعات، حيث رجحت الأجهزة الاستخباراتية، اختباء قيادات القاعدة في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.. الجديد في القضية أنه لا أحد يعرف من الذي قتل بن لادن؟.. هل هو رصاص العناصر الأمريكية، أم العناصر الباكستانية؟!

علي كل حال.. بالأمس انتهت أسطورة بن لادن.. واسترد الأمريكان ثأرهم وكرامتهم.. علي يد أوباما وليس بوش.. ما يعني أن الثأر أمريكي.. وليس ثأر الرئيس الجالس في البيت الأبيض.. كما تنتهي أساطير أخري في المنطقة العربية قريباً!