رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة الخليج.. وثورة مصر

 

السؤال الذي شغل المصريين في الأيام الماضية، هو: هل الخليج العربي ضد الثورة المصرية علي نظام مبارك؟.. وهل هم يتخوفون من تداعيات الثورة علي استثماراتهم في الأراضي المصرية؟.. وهل كان أمراء الخليج، مستعدين لدفع فدية ثمينة بمليارات الدولارات، لعدم محاكمة الرئيس المخلوع وأسرته؟.. وهل حدثت وساطات فعلاً، لعدم تنفيذ هذه المحاكمة، مهما كان الثمن؟!

وهل بعض دول الخليج قررت تسريح العمالة المصرية، كنوع من الضغط علي قرار الثوار؟.. وهل حدثت مفاوضات من هذا النوع مع المجلس العسكري؟.. وماذا كان رد فعل مصر الثورة؟.. وهل كانت جولة رئيس حكومة الثورة، معرضة للتأجيل مرة، والإلغاء مرة أخري؟.. ومن هو الأمير العربي الذي عرض ثلاثة تريليونات دولار، لعدم محاكمة مبارك؟!

وأخيراً.. هل التقارب المصري الإيراني يهدد أمن دول الخليج، ويكون علي حسابهم؟.. وهل.. وهل؟!.. أين الحقيقة في كل ذلك؟.. وأين الصواب؟.. وهل هناك توتر حقيقي منع زيارة شرف والوفد المرافق له من زيارة الإمارات؟.. ولماذا كانت الكويت المحطة الأكثر حميمية في جولة شرف الخليجية؟.. ولماذا كانت تحفل بالكرم الحاتمي، للوفد الرسمي المصري، والثورة المصرية؟!

ولماذا أكد أمير الكويت، الشيخ صباح، علي دعم ومساندة مصر الثورة؟.. وهل كانت الكويت تنحاز لمبارك علي حساب الشعب، في محاولة لرد الجميل، بوقوف مبارك مع تحرير الكويت في مواجهة صدام؟.. الأسئلة السابقة كلها كانت تلعب برأس المصريين.. وربما لا يتفق البعض علي إجابة واضحة بشأنها.. سواء ب"نعم" أو "لا".. وهو ما أدي إلي حالة من الغموض والضبابية!

وربما كان هناك من يغذي هذا الشعور، في الاتجاه السلبي.. بحيث يجعل الخليج أعداء للثورة.. وبالتالي فإن مصر الثورة، ينبغي ألا تمد يدها للخليج.. ويكون الرد هو صفحة جديدة فوراً مع إيران.. وهو كلام يملأ المواقع الإلكترونية والمنتديات.. ويثير الخوف والبلبلة بين مصر والعرب.. كما يدفع لهروب رؤوس الأموال العربية..

ويجعل الصورة أن إسرائيل أرحم من إيران!

وأبدأ حل الألغاز الكثيرة السابقة، وعلامات الاستفهام الضخمة من هذه النقطة.. هل إسرائيل أرحم من إيران؟.. هل ينزعج الخليج بالتقارب المصري الإيراني؟.. وهل هذا التقارب يمس أمن الخليج؟.. وعندئذ سوف تعرف، أن الإجابة علي ماسبق كله.. لا خوف من الثورة، ولا عداء للثورة.. ولا خوف من علاقات ثنائية بين القاهرة وطهران.. ولا ضغوط علي مصر أبداً.. ولا يصح أن تكون!

فلا يمكن أن نقبل بالتدخل في الشئون الداخلية.. ولا بالضغوط علي المجلس العسكري.. ولا يمكن أن يطالبنا أحد، بعدم محاكمة الرئيس السابق.. فلا يوجد أحد يعادي شعباً من أجل نظام.. مهما كانت العلاقات، ومهما كانت الصداقات.. لكن من المؤكد أن هناك يداً تعبث، وتلعب وتعكر صفو الماء بين القاهرة وعواصم الخليج.. ثم تروج للعداء تارة، وتسريح العمالة تارة أخري!

فلا السعودية تهيج أحداً ضد مصر.. ولا الكويت تقايض علي محاكمة مبارك.. ولا الإمارات يمكن أن ترفض التأشيرات والإقامات.. ولا صحة لوجود خلافات أو توتر.. ولا ملاحقة لمستثمرين، بوضعهم علي قوائم الترقب والوصول.. الحكاية كلها أوهام وشائعات.. فتشوا عن صاحب المصلحة فيها.. فالموقف الثابت أن أمن الخليج خط أحمر.. والثورة المصرية خط أحمر، أولاً وأخيراً!