رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أزمة المحافظ اللواء!

هل الدكتور عصام شرف، مسئول مسئولية كاملة عن حركة المحافظين؟.. الإجابة بوضوح كالآتي: رسمياً هو المسئول طبعاً.. عملياً غير مسئول بالمرة.. ولا يعرف معظم المحافظين، ولا يسمع عنهم.. وبالتالي لم يخرج يدافع عن اختياراته.. تحديداً في أزمة محافظ قنا.. الذي ثار عليه أبناء المحافظة، وطالبوا بتغييره.. ولأن الموقف أصبح واضحاً قال "النعماني" لأهالي قنا: لن نفرض عليكم شخصاً تكرهونه.. بمعني أن الأهالي ينتظرون الآن قراراً آخر!

ولكن.. هل ثار أبناء قنا لأن المحافظ مسيحي، ولأنه ميخائيل وليس أحمد؟.. آخر شيء يفكر فيه أبناء قنا، هو ديانة المحافظ.. بدليل أن القناوية كلهم ثاروا علي المحافظ.. مسلمين وأقباطاً.. وأسباب هذه الثورة يرجع إلي كونه لواء شرطة.. هذه واحدة.. الثانية أنه لواء أمن دولة.. الثالثة أنه متهم بقتل المتظاهرين.. الرابعة أنه لا يفهم في الإدارة المحلية.. الخامسة أنه حكمدار، وليس مدير أمن.. وهكذا شعر القناوية بالإهانة!

والقناوية ينظرون إلي بقاء المحافظ، باعتبارها مسألة حياة أو موت.. ولديهم إصرار كبير علي ضرورة تغيير المحافظ.. الشعب يريد إسقاط المحافظ.. كون ما يحدث يمس هيبة الدولة.. أو يعتبر لوي ذراع الدولة.. أو مسألة لا تحتمل.. هذه نقرة أخري.. لا يريد أن يتوقف أمامها الشعب الثائر في قنا.. وعلي فكرة ليس الشباب فقط.. ولا الطبقة المتوسطة فقط.. وإنما كبار القوم والمثقفون.. لا لأن الثورة كانت وراء هذا الحراك.. وإنما لأن التراكم الذي حدث في هذه المحافظة تحديداً، هو الذي فجر الموقف، بقدوم المحافظ اللواء ميخائيل!

حاولت قبل الكتابة، أن أستطلع رأي أصدقاء كبار من أبناء قنا.. كان الموقف ثابتاً.. لا حل سوي تغيير المحافظ.. ولا يمكن اعتبارها مشكلة طائفية.. هي مشكلة دولة تعاملت مع حركة المحافظين، في كل مرة بعشوائية شديدة.. وجعلت نظام الكوتة هو سيد حركات

المحافظين.. كام لواء جيش.. وكام لواء شرطة.. وكام أستاذ جامعة.. وكام مستشار.. وخلصت الحركة ودمتم.. واتفضلوا أدوا اليمين الدستورية!

وهذه هي الكارثة.. فدائماً تتعامل الدولة مع قنا علي أنها محافظة لواء.. لازم لواء.. ثانياً قبطي.. لازم قبطي.. تقليد غريب جداً.. سواء لأنه لواء، أو لأنه قبطي.. وهنا ثار المسلمون والأقباط.. لواء كأن شعب المحافظة من المتمردين.. ولابد من تربيتهم وتأديبهم.. فلماذا لا يكون مستشاراً؟.. ولماذا لا يكون أستاذا جامعياً؟.. ولماذا لا يكون من الإدارة المحلية؟.. كأن يكون سكرتير عام محافظة.. يفهم في التعامل مع المواطنين، ويفهم في المحليات.. هذه أسئلة لاترد عليها الحكومة.. ولا تريد أن تشرح لنا معني هذا التقليد، في حركة المحافظين.. ولا تعرف كيف تدافع عنه حتي الآن!

وفي ضوء هذه الأسباب التراكمية، لم تنجح زيارة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية، ولم ينجح اللواء محسن النعماني مهندس الحركة.. وربما لهذه الأسباب أيضاً،التزم الدكتور عصام شرف الصمت.. خاصة أنه لا يجد ما يقوله.. فعلي ما يبدو أن الثورة، لم تغير شيئاً في الأفكار.. إنما كانت تمشي علي خطي نظام مبارك، بالقلم والمسطرة.. وليس بالأستيكة التي ينبغي أن نمسح بها ما قبل الثورة!!