رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

معركة الجمل!

 

بينما كان الدكتور عصام شرف يأكل الفول، كان نائب رئيس الوزراء، يواجه معركة الجمل.. وعليه فنحن الآن أمام معركتين أو موقعتين تتعلقان بالجمل.. الموقعة الأولي كانت يوم الأربعاء الأسود.. وراح ضحيتها مئات الشهداء.. وهي محل تحقيق قضائي، يطال مبارك نفسه.. المعركة الثانية تتعلق بجمل آخر.. قامت عليه القيامة، إلي الحد الذي قال البعض إنه تم استبعاده.. فقال إنه طود راسخ، لا يطاح به من السلطة!

 

لا أعرف إن كان الدكتور عصام شرف، قد تخلي عن صديقه ونائبه؟.. ولا أعرف إن كان شرف قد قرر أن يتصرف من تلقاء نفسه؟.. يدير شئون مجلس الوزراء، ويذهب إلي المحلات الشعبية.. أم أنهما ما زالا يعملان معاً.. ويتحركان بتنسيق مشترك؟.. لكنني أعرف أن الدكتور شرف يتصرف بهدوء كبير، دون أن يجرح أحداً.. وأعرف أيضاً أن الدكتور الجمل، يتصرف بعشم كبير.. جعله يري الأمور أبسط مما يتصور البعض.. وربما انفرد ببعض التصريحات وبعض القرارات.. ما لفت أنظار المراقبين!

إذن هناك كلام عن استبعاد.. وإطاحة وإقصاء.. وهناك غموض من جانب رئيس حكومة الثورة.. فلا هو أعطي إحساساً، بأن رئيس الحكومة يستطيع، أن يعيد القوة إلي المنصب الرفيع.. ولا هو خرج ليؤكد أن الحكومة تعمل ك"تيم وورك".. ولا قال لنا ماهي صلاحيات نائب رئيس الوزراء؟.. ومع هذا كان الجمل أول نائب رئيس وزراء، يعمل كشريك لرئيس الوزراء.. وليس مجرد صفر علي الشمال.. كما كان قديماً.. وربما كانت ظروف الثورة، وراء هذه الحالة الجديدة!

الدكتور شرف يحب الفول، أكثر من الكباب.. وهو يتصرف طبيعياً دون تمثيل.. والدكتور الجمل يحب الإعلام أكثر من الوزارة.. أيضاً دون تمثيل.. ولعل حبه للإعلام كان مدعاة لكثير من القلق، الذي أصاب الإعلاميين والصحفيين بعد القرارات الأخيرة.. فقد غضب منه الصحفيون، وغضب منه الإعلاميون.. وأتصور أن هذا الغضب، هو الذي جعله في مرمي النيران.. وأشاع جواً من البلبلة حوله، ومن الجائز أنه كان وراء وقيعة بينه وبين صديقه شرف.. فقال لا توجد خلافات!

فهل انتهي شهر العسل بين شرف والجمل؟.. لا أظن.. ولا أظن

أن شرف يغضب إلي حد قطع خط الرجعة.. هذا هو ما أعرفه عن الدكتور عصام شخصياً.. ويمكن أن تعرفوا أنه لم يستبعد المتحدث الرسمي مجدي راضي.. رغم أنه كان يعبر عن حكومة ضد الثورة، وهو الآن يعمل مع حكومة الثورة، ويدلي بالتصريحات.. لهذا أقطع بأن العلاقة لا يمكن أن تصل بين رئيس الوزراء ونائبه إلي حد القطيعة.. ولا يمكن أن تصل إلي حد الإطاحة والإقصاء.. سواء كان النائب طوداً راسخاً أو حتي جملاً!

ربما أسفرت موقعة الجمل عن شهداء وضحايا.. ولكن معركة الجمل، قد لا تسفر عن شهداء ولا ضحايا في الوقت الحالي.. فالجمل مرتبط برئيس الوزراء.. بقي أو رحل.. مهما كانت الانتقادات التي وجهت له في الفترة الأخيرة.. وهو نفسه قال إن المجلس العسكري كلفه، بإدارة ملف الدستور الجديد حتي يري النور فكيف يتردد كلام عن إعفائه؟.. إذن هناك غبار كثيف حول الجمل.. وهناك من يتهمونه بالتدخل المباشر وغير المباشر في السلطة!

يبقي أن نقول إن معركة الجمل، بدأت منذ تحدث عن الذات الإلهية.. ثم عندما أجري الحوار الوطني بطريقة أدت إلي سحب الملف منه، وإسناده إلي الدكتور عبد العزيز حجازي.. ثم حركة التغييرات الصحفية.. وكلها أدت إلي تصاعد موجات الرفض ضده.. ولكن كل ذلك لا يؤدي إلي خروجه من المشهد، إلا في يد الدكتور شرف نفسه.. والأيام بيننا!