رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خطب.. ولم يعتذر!

لماذا لم يعتذر " مبارك" الرئيس السابق عن جرائمه؟.. ولماذا يصر علي التصرف كرئيس للجمهورية، مع أنه تحت الإقامة الجبرية؟.. ولماذا اختار قناة "العربية" تحديداً؟.. ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟.. أخيراً، لماذا لم نسمع رد فعل المجلس العسكري علي الخطاب؟.. الأسئلة فعلاً تحتاج إلي إجابات.. وتحتاج إلي تفسيرات.. لأن خطاب مبارك أثار الغضب، ولم يثر الشفقة.. كما أنه ضايق الرأي العام، أكثر مما أثار تعاطفه.. حتي إن قرار النائب العام، باستدعائه كان قراراً صائباً، حين صدر بمجرد ظهور الخطاب!

استفزني أن مبارك لم يعتذر، رغم أن رجاله جميعاً تورطوا في قضايا فساد.. المؤسسات كلها فاسدة ورجالها فاسدون.. مجلس وزراء ومجلس شعب ومجلس شوري.. يعني لم تكن مصر دولة مؤسسات.. ولكنها كانت دولة فساد.. عمولات وسمسرة وصفقات سلاح، وبترول وأراضي الدولة.. تضخمت الثروات بطرق غير مشروعة.. ومازال الرئيس يتكلم ولا يعتذر.. يتألم كما يقول مما نقوله عنه وعن عائلته.. فمتي يحس هذا الرجل بنا؟.. ومتي يشعر أن ما حدث، كان جريمة وكان خيانة للوطن؟!

لا يري مبارك حتي الآن أنه يجب أن يعتذر، ولا يري أنه أجرم في حق الوطن.. ولا يري أنه يتصرف كرئيس للجمهورية، رغم أنه تحت الإقامة الجبرية.. ولا يري أنه أحرج المجلس العسكري، ويجعله هكذا في حالة دفاع عن النفس.. لأنه يتصرف كرئيس له سكرتارية، وله من يدير شئونه كرئيس.. يكتب الخطابات ويتعامل مع الإعلام.. ويستقبل الوفود.. وكان آخر الذين استقبلهم "سكوبي"، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية.. وقيل إنها تناقش معه الرئيس القادم لمصر.. بالذمة ده كلام؟!

ماذا تفهم من هذا؟.. أفهم أنه مازال يستخف بنا ويسخر منا.. وأفهم أنه لا يدرك أنه سوف يحاكم.. وأفهم أنه يجد من يحميه هو وعائلته.. ولا أستسيغ لغة خطابه، التي تحدث بها.. فلم نصدقه حين قال: لا أمتلك أنا أو أسرتي، أية أرصدة

أو عقارات في الخارج.. ومستعد للتعاون مع النائب العام.. وأحتفظ بحقي في مقاضاة كل من أساء لي.. ولا أصدقه حين يقول: "لقد آثرت الابتعاد عن الحياة السياسية، متمنياً الخير لمصر.. ولكني لا أملك أن ألتزم الصمت، أمام الطعن في سمعة ونزاهة أسرتي.. ولقد انتظرت علي مدار الأسابيع الماضية، ليصل النائب العام المصري إلي الحقيقة، التي تفيد بعدم ملكيتي أي أموال أو عقارات أو حسابات بالخارج"!

يعني حضرته ما عندهوش حاجة.. يعني كان أحمد عز، أغني من رئيس الجمهورية.. ويعني كان جرانة والمغربي، وإبراهيم سليمان، عندهم مليارات والرئيس يتسول.. معقول الكلام ده؟.. ثم كيف يقول إنه آثر الابتعاد عن الحياة السياسية؟.. ألم تقم عليه ثورة فخلعته؟.. ألا يؤمن بالثورة؟.. هل يدرك أنه مخلوع؟.. وهل يعرف أن فساد رجال الرئيس، كان يستحق الاعتذار؟.. ثم لماذا خطب وهو لا ينبغي أن يفعلها؟.. ولماذا اختار قناة العربية؟.. الإجابة لأن السعودية، ما زالت حريصة علي إنقاذه، مهما كلفها الأمر.. وهو ما يؤكد أن دولة خليجية كبري، ناقشت مع المجلس العسكري، عملية إنقاذ مبارك وعائلته.. وتبين أنه لا مريض ولا مسافر.. إنما قاعد يخطب لسه.. خ ط ب، ولم يعتذر.. فهل هناك خطبة أخري، للوداع والاعتذار معاً؟!