رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العب‮.. ‬لوحدك‮!‬

العب لوحدك.. العب مع نفسك.. لأنك أنانى.. ولأنك غبى.. ولأنك اخترت، أن تكون بلا شريك.. اخترت أن تلاعب نفسك، وأن يكون ما عداك "كومبارس".. لا تؤمن بأن الدنيا تتغير.. ولا تؤمن بأن عجلة الزمان، لن تعود إلى الوراء.. لم تصدق أبداً أن الانسحاب واقع.. كنت تتصور أنه مجرد تهديد بالانسحاب.. وأنه أبداً لن يحدث.. وكنت تتصور أن الجميع يدور فى فلكك أنت.. ترضيه منك التهنئة فى المناسبات السعيدة، وترضيه منك التعزية، حين يكون هناك واجب عزاء!!

 

أردت أن تكون وحدك.. وجاء اليوم حتى نحقق لك رغبتك.. فتركناك وحدك، فلماذا تأسف الآن؟.. ولماذا تحزن، حين تركناك وحدك؟.. ولماذا تنزعج؟.. السبب، لأنك لم تكن  تتصور قرار الانسحاب.. ولأنك لم تكن تتصور أن هناك من يجرؤ على الانسحاب.. هذه هى الحقيقة التى تؤمن بها.. وهذه هى الحقيقة التى لا تعرف غيرها.. مازلت تتصرف بعقلك القديم، و»دقتك القديمة«.. ونسيت أن إدارة الأوطان شىء، وإدارة محلات السوبر ماركت شىء آخر.. نسيت أن العمل العام شىء، وأن العمل الخاص شىء آخر!

المفترض الآن أنك تفرح، والمفترض أنك تسعد.. فكم كنت تريد أن تبقى وحدك فى الساحة.. وكم كنت تريد أن تصبح وحدك على القمة.. لكن ما حدث شىء آخر.. هو أنك حزين، وأنك مكشوف، وأنك مفضوح.. لا تجد من يستر عورتك، ولا تجد من يوفر لك غطاء شرعياً.. ولا تجد من يلاعبك حتى تتفوق عليه.. تستطيع أن تتفوق على نفسك.. وأن تختار طريقة اللعب.. وأن تقسم نفسك فريقين.. كل فريق يلاعب الآخر.. دون عناء الهزيمة، ودون عناء تقسيم الأدوار.. ودون اتهامات بالتزوير، ودون اتهامات بالاغتصاب.. ودون اتهامات بالعبث فى الصناديق، وإفساد الحياة السياسية!

فيا أيها الحزب الوطنى القابض على

الحكم.. يكفى أن تكون وحدك.. ويكفى أن تلاعب نفسك.. ويكفى أن تكون سبباً فى تدمير مصر.. ويكفى أن تكون سبباً فى تدمير البلاد.. لم تفهم أبداً أن القهر له آخر.. ولم تفهم أبداً أن دولة الظلم إلى زوال.. ولم تفهم أبداً أن السياسة تعنى تداول السلطة، وتعنى أن الأحزاب لا تبقى طوال العمر فى السلطة، بينما غيرها يبقى طوال العمر فى المعارضة.. لا تتخيل نفسك خارج السلطة!

لا تظن أنك نفذت خطة لعب لهزيمة ما تقول إنها »محظورة«.. بل نفذت خطة لعب هزمت مصر أولاً.. نعم هزمت مصر، قبل أن تهزم أحداً.. ودمرت مصر قبل أن تدمر أحداً.. وحققنا »صفر الانتخابات«، كما حققنا من قبل »صفر المونديال«.. وخسر الجميع وخسرت مصر.. وخرج الكل من سباق الانتخابات.. فهل كان كثيراً عليك الانسحاب؟!

الآن.. فقدت شرعيتك.. وفقدت غطاءك.. وفقدت من يلاعبك.. دون أن تنتبه لخطورة الموقف.. ودون أن تنتبه لبطلان البرلمان.. ودون أن تعرف أن مآل هذا المجلس إلى البطلان.. ودون أن تعرف أن عمره قصير.. فلا هو يستطيع أن يقدم شرعية للبرلمان.. ولا هو يستطيع أن يقدم شرعية للرئاسة القادمة!