عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عنبر السيد الرئيس!

 

غاب أم تغيب؟.. أم يحاول الغياب؟.. مريض أم تمارض؟.. أم ما زال يشعر أنه فوق القانون؟.. بالأمس غاب جمال مبارك أو تغيب، عن أولي جلسات التحقيق، أمام جهاز الكسب غير المشروع.. لاندري إن كانت الأسباب أمنية، أم تدخلات رئاسية؟.. ولا ندري إن كانت الأسباب نفسها، التي تمنع من محاكمة أبيه الرئيس؟.. أم هي أسباب تخص جمال وحده؟.. هل يتصور أنه مازال يحكم؟.. أم ما معني محاولات اللحظة الأخيرة؟.. هل حالته، كما تأخذ ذبيحتك، إلي قدرها، فتحاول الفكاك، وتجري في الفضاء؟.. حقيقة لا أدري.. والسبب أن مسألة التأمين والإجراءات، وتوفير الحماية كانت معلومة بالضرورة، ولم تظهر فجأة.. فلماذا لم تكن في حسابات جهاز الكسب غير المشروع.. ولماذا بدت مشكلة، في اليوم المحدد لإجراء التحقيقات؟!

هل كانت أجهزة التحقيق، تخشي من الهجوم عليه، والانتقام منه؟.. فلماذا لم تحدد الزمان والمكان الملائمين؟.. وهل المصريون من السذاجة، بحيث يفعلون ذلك أمام الدنيا، وقد قاموا بثورة يشهد لها العالم؟.. وهل المصريون يريدون الانتقام، أم يريدون أن تأخذ العدالة مجراها؟.. أتصور أننا لا نريد الانتقام.. وإنما نريد أن تأخذ العدالة مجراها.. لنقدم للعالم نموذجاً جديداً.. الأول كان نموذج الثورة.. والثاني نموذج إقرار العدالة.. صحيح هناك من يتعجل النتائج، وهناك من يريد أن يشفي غليله.. وهناك من يخرج يستقبل اللصوص.. لا لكي يضربهم، ويهجم عليهم وينتقم منهم.. وإنما لينادي عليهم بالاسم الجديد.. يا حرامي.. يا حرامي.. قالوا ذلك للمغربي وعز وجرانة.. وقالوا ذلك لزكريا عزمي.. وكانوا ينتظرون بالأمس حين يشاهدون جمال مبارك.. ليقولوا من ده بكرة بقرشين.. ولكنه غاب ليقهرنا من جديد.. وأفلت من هتافات تقول: يا حرامي!

وعلي ما يبدو فإن المستشار عاصم الجوهري، رئيس جهاز الكسب غير المشروع، يبحث

عن مكان سري.. ويبدو أنه لن يعلن عن الموعد المحدد.. ونقول له " لا" يا سيادة المستشار.. المحاكمة علنية.. خذوه في سيارة مصفحة، كما فعل النائب العام مع العادلي.. المهم أن نري ونعرف ونطمئن.. والمهم أن نشفي غليلنا.. فقد أفسدوا علينا الحياة كلها، ومرمطوا اسم مصر.. وأهانوا كبرياءها.. وأهانوا كرامتها.. ولم يعرفوا قيمتها.. والآن جاء الدور علي المصريين، ليستردوا بعض حقوقهم.. وينظروا للمجرمين بعين الاحتقار.. نفس العين التي كانوا يرونها في عيون العصابة الحاكمة.. فليست الحكاية بإعلان نتائج التحقيقات.. فلا يوجد لدينا شك أن أجهزة القضاء تتصرف بكبرياء.. ولا يوجد لدينا ذرة من شك، بأننا سنحصل علي حقوقنا غير منقوصة.. ولو كانت لدينا رغبة في الانتقام، لذهبنا إليهم في شرم الشيخ.. لا يمنعنا مانع.. ولكننا نعرف قيمة حضارتنا، ونعرف قيمة ثورتنا!

بالأمس كنا ننتظر جمال مبارك، لأنه الأهم في سلسلة محاكمات الثورة.. وكان هو الدليل علي أن الثورة تمضي في طريق التطهير.. وغاب جمال وجاء محمد إبراهيم سليمان.. قادماً في سيارة ترحيلات، من عنبر الوزراء.. فمتي يأتي جمال في السيارة نفسها، من عنبر عائلة الرئيس.. وليس من منتجع شرم الشيخ؟!