رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرشح رئاسي عسكري!

ليس لدينا مرشح رئاسي.. ولن نساند أحداً.. بهذه الجملة القاطعة الحاسمة، قرأت الحوار الذي أجرته "الجمهورية"، مع اللواء إسماعيل عتمان باهتمام شديد.. توقفت أمام الأسئلة، وتوقفت أمام الإجابات.. كنت أريد أن أطمئن.. وكنت أبحث عن إجابة شافية، تريح الصدور.. وتجيب عن أسئلة مهمة، في مرحلة بالغة الحساسية.. كما قال الزميل عبدالرازق توفيق صاحب الحوار..  كان هناك مبرر لهذا الحوار.. ربما بسبب حالة الغموض وعدم الوضوح، وعدم معرفة فلسفة بعض القرارات.. رغم أن المصريين يثقون في إخلاص ووطنية المجلس العسكري.. وحرصه علي المصلحة العليا للوطن!

وأتصور أن الحوار أجاب عن السؤال الأهم.. وهو هل يرشح الجيش، أحد قياداته لانتخابات الرئاسة؟..  وأتصور أنه شرح أيضاً، كثيراً من النقاط الملتبسة، حول قصر الفترة الانتقالية، والتعديلات الدستورية، وطبيعة القرار داخل المجلس الأعلي، ومرشح الرئاسة.. ولماذا يتم البدء في الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية، والقوانين الجديدة التي تنظم الحياة السياسية عقب الاستفتاء، في حالة الموافقة علي التعديلات الدستورية، وما هي البدائل في حالة عدم الموافقة.. فضلاً عن ملف الفساد والفتنة الطائفية؟!

وحول خارطة الطريق التي يتبعها الجيش، في تسليم السلطة خلال 6 أشهر.. قال عتمان: المجلس الأعلي، لا يطمع في سلطة أو مناصب، ولا يتمني أن يكون موجوداً في الشارع، لأن المهمة الرئيسية هي الدفاع عن حدود مصر.. وهناك أسباب أخري مهمة لقصر هذه الفترة قدر الإمكان، فوجود الحكم العسكري أو القوات المسلحة في الشارع، يعكس حالة من عدم الاستقرار، الذي يضر بالاقتصاد القومي، وبمسار الاستثمار، ورغبة بعض الدول في التعاون الاقتصادي لمساعدة مصر، وهذا العنصر بالذات لن يأتي إلا بعد عودة الاستقرار تماماً.. وأهم ركائزه وجود برلمان بانتخابات حرة وشفافة، ورئيس جمهورية يعبر عن إرادة الشعب.. وأيضاً دستور جديد للبلاد.. السبب الثالث أن القوات المسلحة، ليست شرطياً تحرس البيوت والمنازل، ولها دور أكبر من ذلك هو حماية حدود مصر، والفترة الطويلة في الشارع، تفقد قواتنا حاسة التدريب العسكري، علي مهمتها الرئيسية!

ونأتي للسؤال الأهم وهو: هل القوات المسلحة سيكون لها مرشح رئاسي؟.. هل

تدفع في هذا الاتجاه بأي مرشح؟.. وهل ستدعم وتساند مرشحاً بعينه؟.. قال إسماعيل عتمان بشكل حاسم وقاطع: الجزء الأول من السؤال محسوم، فلن نرشح أحداً.. والجزء الثاني بكل وضوح وصراحة لن ندعم، ولن نساند مرشحاً بعينه.. ولن ننحاز لمرشح علي حساب آخر.. الجميع مصريون.. فمن يأتي يأتي.. ولكن نأمل أن تأتي الانتخابات الحرة والنزيهة، برئيس يحفظ لمصر حريتها وشعبها وأمنها.. وان يسير بها دائما إلي بر الأمان ويحقق طموحات وتطلعات المواطنين.. وأظن أنها إجابات واعية.. وربما تحسم شائعات، حول ترشح الفريق سامي عنان!

ولم يشأ عبدالرازق توفيق، أن ينهي حواره الثمين، قبل أن يوجه اتهاماً ساورنا أحياناً.. حين قال: هناك اتهام من البعض، ببطء قرارات المجلس الأعلي، وغياب عنصري الحسم والحزم.. قال عتمان: لو اطلعنا علي الموقف الآن، وإلي اين وصلت الأمور، سنجد أن القرارات كانت صحيحة تماماً، ومنها قرارات المجلس جاءت في المكان والتوقيت المناسبين، واذا نظرت للقرار بعد شهر أو أيام من صدوره، ستجد أنه القرار الأفضل والصحيح، لأنه نتاج دراسة وضبط نفس.. وليس نتيجة تسرع وحماسة.. وهذا ما يميز القرار في القوات المسلحة.. وأيضاً يعكس حسن قيادة المشير حسين طنطاوي.. ولكم أن  تتفقوا أو تختلفوا مع كثير مما جاء فيه.. لكنكم سوف تتفقون أنه حوار رائع بالمعايير المهنية.. التي كانت أثراً من آثار ثورة 25 يناير!