رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محام لكل صندوق‮!‬

 

اليوم.. إمِّا انتخابات أو مهزلة.. والذي يفصل بين الانتخابات والمهزلة، هو عدم التزوير.. فالمعروف أن انتخاباتنا كلها مزورة.. من أولها لآخرها.. ولذلك فكر المصريون في فكرة محترمة، وهي »محام لكل صندوق«.. في مقابل تجربة »قاض لكل صندوق«، التي لم تعجب الحكومة، وتم إلغاؤها في الانتخابات الحالية.. الفكرة قادمة من مدينة المحلة، وترفع شعار »معًا ضد التزوير«.. والحقيقة أنني أتابع هذه الحملة »الشريفة«، من خلال ما يرد إليّ من رسائل علي الموبايل، أو إيميلات علي بريدي الالكتروني.. وكلها تدعو إلي الوقوف صفاً واحداً ضد التزوير.. وعرفت أن المحامين في المحلة، قرروا الدفاع عن شرف الانتخابات، بتكوين فريق من المحامين، انضم إليهم بعض النشطاء، وعلي رأسهم حمدي الفخراني، صاحب حكم بطلان عقد مدينتي، وابنته الدكتورة ياسمين الفخراني.. والحقيقة أن بنت الوز عوام فعلاً.. فهي لا تنام إلا وهي مشغولة، ومهمومة بهموم الوطن، مثل أبيها.. فلا هي ولا والدها، قد اكتفيا بشرف الدفاع عن الأرض، في عقد مدينتي، وإنما انتهزا فرصة الانتخابات، للدفاع عن كرامة المصريين في الانتخابات!!

لم أصدق أن هذه الفتاة التي تمتلئ براءة، هي نفسها التي تمتلئ وطنية، وتتدفق نضالاً، وتقف خلف فكرة رائعة، مثل فكرة »محام لكل صندوق«.. ولم أصدق أنها تقود هذه العملية مع أشقائها المحامين.. بكل الحماسة والوطنية والحب.. سألتها: هل تقودين هذه الحملة؟.. قالت: الفكرة ليست فكرتي، وأنا مجرد مشاركة فقط.. فهم محامون، وأنا طبيبة.. المحامون هم الذين يقودون الحملة ضد التزوير، وأنا معهم.. سألتها: هل نري انتخابات نزيهة، تصبح مضرب المثل في المحلة؟.. قالت: بإذن الله.. فقد تم استخراج التوكيلات للمحامين.. وعندنا فائض، جري تصديره لبعض الدوائر الساخنة.. سألتها: هل لهذه الحملة علاقة بتيارات هنا أو هناك.. قالت: لا.. وإن تم استخدام بعض الآيات القرآنية.. فهي كلام ربنا.. ومن شاء أن يضيف إلي البيان، أو يحذف منه، فليفعل.. قلت لها:

ولكن الفكرة رائعة، وهي بديل ممكن لتجربة »قاض لكل صندوق«.. أجابت: ياريت كان ممكن نعمل كده من بدري.. خاصة أن عدد المتطوعين من المحامين يزداد كل يوم.. وعندنا نصف مليون محام علي مستوي الجمهورية.. وهنا قلت لنفسي: الشعب المصري فعلاً قادر علي المواجهة، وقادر علي الإبداع!

اليوم.. يستطيع الشباب أن يفعلها.. ويستطيع أن يمنع التزوير، ويستطيع أن يحرس صناديق الاقتراع.. وأن يقف في مواجهة البلطجة والرشوة، وأن يقول: »لا.. للتزوير«.. وحملة المحلة تستطيع أن تكون نواة لمشروع كبير.. تبناه المحامون في المدينة الغاضبة.. ويجب أن يستمر هذا المشروع في السنوات القادمة.. فليس شرطاً أن يكون هناك قاض لكل صندوق.. ممكن أن يكون علي كل صندوق محام.. وهو أشد شراسة، لا يستطيع أن يرهبه ضابط، ولا أمين شرطة.. ولا يستطيع أن يأخذ كارنيهه، ولا أن يطرده.. من هنا كان الشخص المناسب في المكان المناسب.. وكان من الممكن أن نحمي الصناديق في مرحلة الاقتراع والفرز.. المرحلة التي يتغير فيها مسار مصر، والمرحلة التي بهدلت سمعة مصر علي مدار 30 سنة.. لذلك نرفع القبعة لكل المحامين، من أصحاب فكرة »محام لكل صندوق«.. ونرفع القبعة للمحلة.. المدينة الغاضبة.. في مواجهة الفساد مرة.. ومواجهة التزوير مرة أخري!