عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمن الدولة يدير مصر!

في السابع من فبراير 2009 كتبت هذا المقال.. كانت هناك رغبة، لدي رئيس التحرير وقتها، أن أكتب مقالاً آخر، حتي لا أغلق الحزب والجريدة.. وأمام إصراري علي الرفض، نشر المقال.. وهو يقول ربنا يستر.. إليكم نص المقال المنشور.. هنا قبل عامين:

كل شيء حولنا يؤكد أن جهاز أمن الدولة، يدير مصر فعلاً.. وكل شيء حولنا يؤكد أيضا، أنه لا توجد أجهزة أخري لها الاعتبار نفسه.. أمن الدولة يدير كل شيء.. من أول مظاهرات الغضب في الشوارع.. مروراً باضرابات العمال.. وانتهاء بالتعيينات، في الأجهزة والهيئات السيادية.. سواء في الشرطة أو في القضاء.. وسواء في الجامعات، أو حتي في المساجد كمؤذنين.. ولا تسأل عن سر استبعاد أحد من التعيينات، في هذه الجهات الرسمية.. لا تنتظر أن يقول لك الحقيقة أحد.. فالأمر يتعلق بوجود عوار.. كما يقول القضاة.. أو يتعلق باللياقة الاجتماعية.. كما يتحججون في الشرطة والخارجية.. أو أن البند لا يسمح.. كما يقولون في الجامعة.. فلا شيء من ذلك صحيح.. ولا شيء من ذلك يمكن أن يكون سببا.. فالمسألة غير ذلك تماما.. فالذين لم يعيَّنوا في القضاء والشرطة، وراءهم أمن الدولة.. والذين لم يعينَّوا في الجامعات، وراءهم أمن الدولة.. وأخيراً الذين لم يعينوا مؤذنين أيضا، وراءهم أمن الدولة!!

والاعتراف الذي أدلي به، وكيل وزارة الأوقاف، في لجنة الشئون الدينية.. بأن أمن الدولة هو الذي شطب المؤذنين، لم يكن جديداً.. ولم يكن غريبا.. فقد كان "الوكيل" يرد علي اتهامات باللعب في تعيينات المؤذنين.. وقال إن الوزارة لم تشطب أحداً.. بل فعلها "أمن الدولة"، وهو صاحب القرار.. هنا حاولت أن أرصد ما يفعله أمن الدولة.. اكتشفت أنه يدير مصر فعلاً.. يختار المعيدين.. ويختار وكلاء النيابة الجدد.. ويختار الدبلوماسيين.. ويختار ضباط الشرطة.. ويتدخل في كل

شيء.. حتي من يعمل مؤذناً.. بعدها يخرج المسئول ليتحدث عن الضوابط، والاعتبارات.. والقواعد.. ويبرر أسباب استبعاد البعض فيقول "كل واحد عارف عيبه"!!

ولم يكن غريباً أن ترفع نقابة عمال السكة الحديد، لافتات تشكر فيها "أمن الدولة".. وليس وزير النقل.. مع أن الوزير هو الذي أمر بتقسيم الأرباح والحوافز علي دفعتين.. إحداهما في يوليو القادم.. والأخري أوائل يناير.. لم يكن ذلك غريباً، لأن العمال يعرفون أن الفضل لأمن الدولة.. ولم يكن ذلك غريباً، لأن الذين يدخلون الخارجية، لابد أن يمرُّوا علي أمن الدولة.. ولأن الذين يدخلون السلك القضائي.. لابد أن يمرُّوا علي أمن الدولة لتكون كلمة "التحريات" هي العليا.. وأي كلام عن التفوق ومراتب الشرف.. لا قيمة له إن أردت أن تكون مذيعاً.. أو وكيلاً للنيابة.. أو ضابط شرطة.. أو حتي مؤذنا في مسجد!!

يوم كتبت هذا المقال، لم يكن هناك أصوات، تعلو فوق صوت أمن الدولة.. ولم يكن هناك من يتصدي للفساد، في الجهاز المرعب.. كانت الناس تقول " يا حيطة داريني".. ورأيت أن أسلط الضوء مبكراً، علي ما يفعله هذا الجهاز بالمصريين.. ولو دفعت الثمن وحدي.. ولكن يبدو أن الناس تنسي.. أو فقدت الذاكرة!!