عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ساعات في المجلس العسكري!

لو عرضوا عليك الوزارة تقبلها؟.. لا أحد يريد أن يكون وزيراً.. سمعة الوزارة والوزراء، أصبحت في الحضيض.. وزارة يعني سرقة.. ووزير يعني حرامي.. هناك شرفاء "نعم".. هناك وطنيون "نعم".. نريد إقصاء "لا".. نريد استبعاد الآخر "لا".. هل نريد أن نتحول من ديكتاتورية الرئيس، إلي ديكتاتورية الثورة؟.. لا.. فقط نريد أن نطمئن.. ولذلك طالبنا بتغيير كل رموز النظام.. وهذا حق.. خشية الثورة المضادة!

كان المطلب الأول إقالة، حكومة الدكتور الفريق أحمد شفيق.. أولاً: لأنها الحكومة التي أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس السابق.. ثانياً: لأنها تضم أسماء استفزازية عديدة، منها مفيد شهاب وسامح فهمي وعائشة عبدالهادي.. ثالثاُ: لأن الدكتور شفيق نفسه، ربما كان علي اتصال بالرئيس مبارك.. لأسباب تتعلق بهما معاً.. ما دعا البعض أن يتهم الحكومة، بأنها ليست حكومة تصريف أو تسيير أعمال، وإنما هي حكومة تسريب أموال للخارج.. وهي تهمة قاسية للغاية.. لكننا الآن في زمن الشائعات!

هناك مخاوف بالطبع، أن تكون العلاقات الشخصية أو التاريخية، بين الرئيس المخلوع ورموز النظام، سبباً في فساد جديد.. وبالتالي كان عليهم أن يستقيلوا درءاً للشبهات، دون أن ينتظروا الخروج في حملة تطهير.. لكنهم لم يفعلوا، وكانوا يراهنون علي البقاء أطول وقت ممكن.. لا نعرف السبب وراءه.. وإن كنا لا نقلل من وطنية أحد.. لكنه في الوقت نفسه ليس مقبولاً البقاء في الحكم، أربعة عقود بالنسبة لبعضهم.. مهما كانت عبقرياتهم.. ومهما كانت كفاءتهم!

من أجل ذلك طالب شباب الثورة، بضرورة التظاهر بمليونية جديدة.. هدقها إقالة الحكومة.. نحن أيضاً أبلغنا هذه الرسالة بوضوح شديد، في لقاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. كان لقاء رائعاً استمر خمس ساعات.. طرح فيه الكتاب والأدباء، ما عندهم بصراحة متناهية.. لا تخلو من انفعالات أحياناً.. تعرض

الاجتماع لمواضيع حساسة جداً.. كان ممثلو المجلس العسكري، يستقبلونها برحابة صدر عجيبة.. وربما بابتسامة تمتص الغضب.. أحسست باطمئنان شديد.. يسمعون ويسجلون كل شيء.. دون ضيق!

أبدينا مخاوفنا من وجود الرئيس السابق، في شرم الشيخ.. تحدثنا عن جهاز أمن الدولة.. وتباطؤ محاكمة العادلي وشركاه.. والطلعة الجوية علي سماء القاهرة قبل تنحي مبارك.. وما هو المقصود منها.. تحدثنا عن الدولة المدنية، ومخاوف الدولة الدينية والخومينية.. كان القادة في منتهي الهدوء.. قالوا إنها مدنية، وتحدثوا عن برلمان منتخب حر، ورئيس منتخب حر.. ودستور حر وشعب حر، وجيش وطني يحمي مصر، ولا يحمي النظام.. اختلفنا حول توقيتات القرارات.. قالوا: هناك قرارات سريعة منها الحكومة الجديدة، ومنها إطلاق سراح المعتقلين.. وكانت القرات تصدر تباعاً قبل أن نقوم من مقامنا، والبقية تأتي.. فتعالوا نؤجل توقيت هذه المظاهرة اليوم!

لا أخفي شعوري بالطمأنينة.. ولا أذّيع سراً أن هناك من عبر عن هذا الشعور.. هم يعرفون أكثر من ذلك في المجلس العسكري.. ويعرفون أن البلاد أمانة في أيديهم.. يقولون إن هذه الأوضاع فرضت عليهم.. ويتعجلون الوقت الذي، يسلمون فيها مقاليد الدولة، إلي أصحابها الحقيقيين.. هكذا قالوا.. وهكذا صدقناهم!