رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لماذا بقي سامح فهمي؟!

يتساءلون لماذا بقي الوزير سامح فهمي، في وزارة الدكتور أحمد شفيق؟.. عندي رسالة تكشف هذا اللغز.. يقول صاحبها بعد الثورة السلمية الرائعة، التي قادها شباب مصر بروح العلم والمعرفة والفداء، وهم في العقد الثاني والثالث والرابع من العمر.. وبعد أن أثبت هؤلاء الاحباء وفلذات القلوب أن التغيير هو سنة الحياة.. نري القائمين علي أحداث التغيير يتحدثون بلغة لا تنبئ بأن تغييراً قادماً في إدارة مصر وشأنها الاقتصادي.. التغيير الذي نتحدث عنه هو إلي الآن إزالة نصوص في الدستور، ما كان يجب لها أن تكون فيه.. فهذا عودة إلي الحق وليس تغييراً.. والشيء الآخر أننا مازلنا نري في الحكومة وزراء انتهي زمنهم الافتراضي.. ونسمع كلاماً غريباً عن أن مصر لا تستطيع أن تجد شابا قادراً علي إدارة ثروتها البترولية، وأن قدر مصر أن تقبل الإدارة الحالية، إلي الأبد، أو لحين إشعار آخر!

ألا نعي بعد أن شباب مصر، هو الذي أبهر العالم بقدرته علي التخطيط وإدارة ثورة غير مسبوقة.. فنحرمهم من فرصتهم المستحقة في بناء مستقبلهم؟.. هل يعتقد عاقل أن وزير البترول، أي وزير بترول، هو الذي يكتشف البترول وينتجه ويكرره ويصدره ويستورده إلي آخره دون كيان تنظيمي تحته بقيادات قادرة علي التخطيط واتخاذ القرار؟؟.. فإذا لم يكن كذلك فإن وزير البترول، يكون قد ارتكب جرماً كبيراً في حق هذا الشباب.. لأنه أعدم كل من حوله من القيادات!

ألا نتعلم الدرس بعد..؟.. فليس هناك في العالم الآن الرجل الأوحد، والعبقري الذي لا أحد غيره والملهم الذي يأتيه الوحي من السماء.. هؤلاء أثبتوا أنهم يقودون القاطرة إلي الهاوية.. لماذا..؟؟ لأن العالم تطور خلال عقود قليلة بصورة مذهلة في علوم الإدارة، وتناول المعلومة وتحليلها وسرعة وكفاءة اتخاذ القرار وتحليل المخاطر، وأمور كثيرة لا يمكن لفرد واحد أن يقدر علي استيعابها.. العمل الجماعي والاستعانة بخبرة المتخصصين، والتركيز

علي الأهداف المخطط الوصول إليها، والتنافس يحتم أن يكون توفير الدولار قبل المليون.. هذه هي اللغة التي يتحدث بها العالم الآن.. أما أن نقول إن فلاناً لا يمكن الاستغناء عنه، لأننا لا نجد له بديلاً.. وأنه اكتشف البترول والغاز وحل مشكلة البطالة وأنشا النوادي والحدائق العامة (وكأننا نصف طلعت حرب!).

الأمر الذي أحزنني كثيراً هو ما قيل تبريراً للاستعانة بوزير أمضي أكثر من 10 سنوات في موقعه يعد ولا يفي.. يقول ولا نري واقعاً يؤكد القول.. يبشر ثم يتضح أن الأرقام مفبركة.. فأرجو أن تسعفنا الذاكرة لنرتب خططه منذ جاء لنري أنها لم تكن خططا بالمعني المفهوم.. وسوف أترك وصفها لحضراتكم.. يقال إنه نجح في توفير البوتاجاز والبنزين لمصر..لم يسأل أحد نفسه كيف.. وبكم.. ومن أين؟.. وكأنه ساحر يملك عصا موسي؟!

وسوف أتابع بتحليل مالي للحساب الجاري لهيئة البترول عن العام المالي 2009 - 2010 لأثبت لسيادتكم أن قطار البترول يسير بلا بوصلة، قاصداً المجهول منطلقا علي قضبان متشابكة، تحول مساره من الشرق إلي الغرب بلا تخطيط أو دراية من سائقه.. كل ما في الأمر أنه يملأ الدنيا صخباً وضجيجاً.. ويطلق صفارته (عمال علي بطال).. انتهت الرسالة فتأملوها.. ربما تعرفون لماذا بقي الوزير؟!