عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إزاحة صورة الرئيس مبارك!

انشغلت الصحف بأمرين أمس.. الأول: الساعات الأخيرة للرئيس مبارك.. الثاني: القرارات التي أصدرها المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وهي تتضمن حل البرلمان وتعطيل الدستور.. وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.. لكن كانت هناك صورتان علي جانب كبير من الأهمية.. الأولي لعروسين يتصوران أم دبابة بملابس الزفاف.. الثانية لموظفي مجلس الوزراء، يزيحان صورة الرئيس مبارك.. ومن المؤكد أن الساعات الأخيرة لمبارك كانت حافلة بالارتباك.. تدخلت فيها أسرته، فتأخر القرارالرئاسي بالتنحي!

 

كان يفترض أن يعلن الرئيس مبارك استقالته من منصبه الخميس الماضي، وقد توقع الجيش هذه الخطوة، وحتي الدكتور حسام بدراوي قابل الرئيس، وطالبه بالتنحي وجها لوجه.. لكن مبارك رفض التنحي رغم استمرار المظاهرات الحاشدة، المطالبة بذلك في جميع أنحاء البلاد.. وقال المراقبون إن مبارك لم يدرك أو لم يكن راغبا في إدراك، أن تنحيه الفوري عن الرئاسة، هو الخيار الأفضل، لإنقاذ البلاد من الفوضي التي تعصف بها.. وعلق مصدر حكومي بارز إن مبارك، كان يفتقر للآلية السياسية، التي يمكن أن تقدم له المشورة الصحيحة، عما حدث في البلاد.. ولم يكن الرئيس ينظر أبعد مما يبلغه به نجله جمال، ولذلك كان معزولا سياسياً، وكانت كل خطوة يتخذها محدودة جداً وفي غير أوانها!

وكاد صبر الجيش أن ينفد بسبب فشل مبارك، ونائبه عمر سليمان، في إنهاء الاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة، بعد أن اجتاحت المظاهرات والإضرابات والاعتصامات أنحاء البلاد تقريباً.. المهم حدث التنحي وبدأت مرحلة جديدة تحت قيادة الجيش، الذي نجح من أول لحظة، في بث الطمأنينة في النفوس.. وأكد علي شرعية الثورة ومدنية الدولة.. فتم حل البرلمان وتعطيل الدستور، والإشارة إلي إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.. وكلها كانت مانشيتات الصحف.. فهو برلمان مزور، وكان لابد من طي هذه الصفحة.. والخلاص من رموز فاسدة مثل فتحي سرور وصفوت الشريف.. خربوا البلد لحساب العصابة الحاكمة!

هذا هو ما انشغلت به أغلب الصحف..

وهو مطلوب بالطبع.. لكن كان هناك صور صحفية تاريخية.. تراجع ترتيبها في صحف القاهرة.. وكانت لها دلالة كبري في صحف دولية.. الصورة التي أعنيها هي صورة الرئيس مبارك، عندما كان يزيحها موظفو مجلس الوزراء.. وهي إشارة إلي انتهاء عهد الرئيس مبارك، الذي حكم البلاد 30 سنة.. ولم يكن يتصور، لا هو ولا غيره هذا اليوم، الذي تنزل فيه صوره.. فملأت المكاتب الرسمية والميادين، وحتي الشركات الخاصة من قبيل النفاق، أو الابتزاز أو التهديد.. هناك صورة أخري، وهي واحدة من صور الزفاف الكثيرة، بعد أن أصبحت الصورة المفضلة لكل عروسين.. الشعب في حضن الجيش.. يحبه ويفرح معه.. الجيش الذي تصور النظام، أنه أداته لقمع الثوار.. بينما هذا الجيش لم يوفر الحماية للرئيس!

المعني واضح في الساعات الأخيرة للرئيس.. وواضح في بيانات الجيش الدستورية.. وواضح أيضاً في صور الزفاف.. لكنه يجب أن يكون أكثر وضوحاً في إزاحة صورة الرئيس.. ويجب أن يكون درساً للرئيس القادم.. فلا يضع أحد صوره في المؤسسات والمكاتب الرسمية، ولا الميادين.. إما أن نضع علم مصر، أو لا نضع أي شيء.. فقد سئمنا تسمية كل شيء باسم الرئيس.. المدرسة والكوبري والشوارع والميادين والمترو.. والآن فقط سقطت دولة الفرد.. ونزلت صورة الرئيس!