رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اقرأ كتابك.. يا »فقي«!

»اقرأ كتابك.. كفي بنفسك اليوم عليك حسيباً«.. تذكرت هذه الآية الكريمة لأول وهلة، عندما عرفت أن المتظاهرين في ميدان التحرير، طاردوا الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري، والمستقيل مؤخراً من الحزب الوطني، من الميدان الشهير.. والذي لا أميل إلي تغيير اسمه، إلي أي شيء آخر غير »ميدان التحرير«.. فقد قام الدكتور الفقي بزيارة مفاجئة إلي الميدان.. وهو يتصور أنهم قد يحملونه علي الأعناق.. فقوبل بعاصفة من الغضب، وتعالت الأصوات بخروج »الفقي« من الميدان.. حيث اعتبره المتظاهرون ضمن أحد رموز النظام.. وهو ما دفع »الفقي« إلي مغادرة الميدان في حماية الجيش، وسط تهليل من الشباب، وهتافات بسقوط النظام الفاسد ورموزه!

لا ينسي الشباب أقوال »الفقي« عن الرئيس مبارك، وآراءه المؤيدة له.. حيث أعلن في وقت سابق دعمه للرئيس مبارك في الانتخابات.. وقال »يبقي قليل الأدب، اللي يترشح ضد الرئيس مبارك لحكم مصر«، ولا يمكن أن ينسي أحد هذه المقولة.. وبالتالي فليس مقبولاً من رجل محسوب علي النظام الفاسد، وكان من أنصار التمديد مدي الحياة، وربما التوريث لو حدث، أن يأتي اليوم كواحد من أنصار التغيير، بأي حال من الأحوال.. وهو يري للعجب أن الانتخابات قلة أدب.. وإن كان قد أصدر تصريحات تؤيد الثورة وتشجع أبطالها.. هذا التأرجح في المواقف، هو الذي دفع أيضاً الوزير أنس الفقي، لكي يتهم »الفقي« الأول بالتذبذب.. ما يعني أنه شكك في ذمة مصطفي الفقي السياسية.. وهو ما جعل »الفقي« يقول »أنا الشرف نفسه«!

لا يستطيع أحد أن يمنح صكوك الوطنية لأحد، ولا يمنعها عن أحد.. هذا صحيح.. ولكن في الأوقات الملبدة بالغيوم، يعرف »الثوار« المناضلين الحقيقين.. كما يعرف المزيفين أيضاً.. هؤلاء الثوار يعرفون أيضاً الذين

شككوا في وطنيتهم، وتلقيهم تمويلاً من الخارج، والتظاهر بوجبة كنتاكي.. كما يعرفون الذين قالوا إنهم ينفذون أجندات.. والذين قالوا إنهم مأجورون.. والذين قالوا إنهم عشرات، لا يمثلون المصريين.. والذين قالوا إن هناك 80 مليونأ، لا يرضون عما يحدث في ميدان التحرير.. والذين دافعوا عن الفساد بحجة الاستقرار.. هؤلاء جميعاً منافقون معروفون.. يكتبون لمن يدفع، وولاؤهم لم يملك ويحكم!

لا تلوموا الشباب علي أنهم طردوا »الفقي« الأول.. ولا تلوموا الشباب لأنهم يلعنون »الفقي« الثاني.. كلهم باع القضية وقبض الثمن.. ولا تلوموهم لأنهم طردوا أحمد السقا، وتامر حسني.. فقد كانت رقابهم علي أكفهم، وأرواحهم علي أكفهم.. ثم حصد الرصاص الغادر، ثلاثمائة من أطهر وأشرف الرجال.. شباب وفتيات.. بينما كان هناك من يناضل علي الفضائيات، من أجل الاستقرار.. ويبكي، ويتمزق من البكاء.. وهناك من قال إن مصر تبكي.. ودموع في عيون مصر.. مع أن مصر اليوم في عيد.. مصر تسعي للديمقراطية.. ومصر تسعي للتحول المدني.. ومصر تنتفض في وجه الفساد.. فهل كان علي هؤلاء، أن يرجعوا إلي ماضيهم؟.. وأن يتذكروا أرشيفهم.. وأن يقرأوا كتابهم.. فاليوم نقول لكل واحد منهم: اقرأ كتابك!!!!