رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقالة من أمانة السياسات!

تتوالى الاستقالات من الحزب الوطنى، وأمانة السياسات.. وهذه استقالة من الدكتور إبراهيم البحراوى، إلى السيد رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الوطنى.. هذا نصها:

عندما جاءنى خطاب التكليف من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء عام 1973 للعمل ضابطا برتبة المقدم، تحت قيادتكم بالقوات المسلحة وتحديداً بالقوات الجوية.. داخلنى الشعور بالفخار والعزة، فلقد كانت بنادقنا وطائراتنا ودباباتنا ومدافعنا موجهة إلى صدور العدو الغاصب لأرضنا الوطنية.

وعندما جاءتنى الدعوة باسمكم للانضمام إلى لجنة مصر والعالم، التابعة لأمانة السياسات بالحزب الوطنى عام 2002 راودنى الشعور بالأمان، فى اصلاح سياسات النظام ومحاربة الاستبداد والقهر والفساد ونهب الثروة الوطنية لحساب قلة حاكمة ومكافحة التخلف الإدارى والحضارى الذى جعل مصر فى مؤخرة الأمم ومكافحة الفقر الذى فرضته عمليات النهب الواسعة على أربعين فى المائة من المصريين.

أما اليوم وبعد ان استمعت ليلة أمس على قناة دريم إلى الشاب وائل غنيم، الذى اختطفته قوات الأمن من بين الشباب المتظاهرين لمدة اثنى عشر يوما، وبعد أن شاهدت بكاءه المرير عندما علم بمقتل ثلاثمائة من زملائه على يد قوات الأمن المصرى فى شوارع مصر!

فإننى أشعر بالخزى ويجرفنى شعور بالعار لهذه الجرائم الدامية فى حق شعبنا.

هل من المعقول يا سيادة الرئيس ان يدور الزمن بنا لدرجة أن ندير فوهات بنادقنا إلى صدور أبنائنا لمجرد أنهم يطالبوننا بمكافحة الاستبداد والفساد والفقر والتخلف ويلحون علينا للنهوض بأوضاع مصر المتردية؟؟

إن جرائم سفك دماء شعبنا بالرصاص الحى وبالدهس تحت عجلات المصفحات التابعة للشرطة وبالضرب المفضى إلى الموت بالاسلحة البيضاء على أيدى البلطجية.. هى جرائم تستوجب المحاكمة العادلة لكل من أصدر الأوامر وشارك فى التنفيذ وليس المماطلة والمناورة والتسويف الذى أراه.

ان هذه الجرائم تصمنا جميعا بالعار إذا واصلنا الصمت عليها فالسكوت فى عرف شعبنا يعنى الرضا يا سيادة الرئيس.

لقد كشفت الثورة يا سيادة الرئيس عن حقيقتين ناصعتين لا لبس فيهما.. الأولى: أن جيلى وجيلكم يا سيادة الرئيس قد أصابه التخلف، وأصبح معزولا عن لغة الديمقراطية، واحترام حقوق الانسان مسافات شاسعة.  والثانية: أن جيل الثورة الجديد جيل طاهر، يملك مفاتيح العصر ولغته ويحوز شجاعة المواجهة، ويمتلك القدرة على قيادة مصر الى آفاق النهضة الجادة والحرية والعدالة الاجتماعية.

سيادة الرئيس.. ولأننى مقاتل حر لا أملك قدرة السكوت على الباطل.. فإننى أقدم لكم استقالتى مفتوحة بعد أن سلمتها الى ديوان الرئاسة صباح اليوم" أمس".

بقى أن أقول حفاظا على ما بقى لكم عندى من ذكرى المحارب القديم النبيل.. إننى أطالبكم وأنصحكم بالتوقيع فوراً، على بياض على التعديلات الدستورية التى ستتوصل إليها لجنة الدستور الشعبية وبتفويض كافة سلطاتكم إلى نائبكم، ليشكل حكومة انتقالية تضم شباب الثورة فى الدرجة الأولى.. وبأن تستريح بعيداً عن المسئولية، حقنا للدماء وحفاظا على مكانتكم وكرامة شعبكم.

حفظ الله مصر وطناً وأرضاً وشعباً.

دكتور ابراهيم البحراوى

أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس