رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان عندنا »فرعون«!

كان عندنا »فرعون«.. سيبقى عندنا رئىس »بشر«.. فلا بديل عن التنحى.. لأن شرعية الرئىس قد سقطت.. وهيبة الرئىس قد انتهت.. ولو أن الرئيس يسترجع ما قاله عمر البشير قبل أيام، فقد يكون هناك مخرج من الأزمة.. قال البشير: لن أنتظر حتى يخرج السودانيون، ليقولوا لى »غادر«.. ساعتها سوف أغادر من تلقاء نفسى.. لكننى سأعيش هنا.. وأدفن هنا!

فهل يسترجع الرئىس مبارك، ما قاله »البشير«؟.. وهل يكفيه أن الشعب يطالبه بالرحيل؟.. وهل يتحرك قبل أن تحترق مصر؟.. كان يكفى الرئىس مبارك ما حدث.. وكان يكفيه 30 سنة.. وكان يجب أن يتحرك لتلبية مطالب الشعب.. وكان يجب أن يتوقف عن اتخاذ قرارات جديدة، لم تمتص غضب الشعب، وليس لها مشروعية.. وربما تطلع فى الغسيل!

هناك سيناريوهان للخروج الآمن.. الأول: أن يعلن الرئىس صراحة أنه لن يرشح نفسه لفترة قادمة، وأنه سوف يكمل مدته.. على أن يجرى إصلاحات دستورية بنفسه، ثم يشرف على انتخابات رئاسية، ويسلم السلطة بطريقة سلمية.. الثانى: أن يتنحى من الآن، ويسلم السلطة لـ»عمر سليمان« كرئىس مؤقت، ثم يتم تشكيل حكومة إنقاذ، ويدعو بعدها إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. وهو الأقرب إلى الواقع!

أتصور أن الساعات القادمة سوف تشهد مفاوضات، بين أطراف هنا وهناك، للاستقرار على السيناريو الثانى، ويكون عمر سليمان رئىساً مؤقتاً للجمهورية.. وأتصور أن فرانك ويزنر المبعوث الأمريكى الخاص، الذى يتفاوض الآن، مع القيادة السياسية، لن يخرج عن هذين السيناريوهين.. المهم أن يستوعب الرئيس بسرعة هذه الفكرة، فى مقابل ألا يتعرض له أحد.. ونحافظ عليه كرمز وطنى له تاريخه.. وأنا أميل إلى هذا الرأى.. المهم أن يعود الاستقرار والأمن إلى ربوع البلاد!

التنحى هو الحل.. لأن الرئىس لا يستطيع أن يحكم بهذه الطريقة، فى الأيام القادمة، من ناحية.. ولأن الجيش لابد أن يعود إلى ثكناته لحماية حدود البلاد، وحماية الأمن القومى أولاً.. كما أن الشباب الغاضب فى ميدان التحرير لابد أن يهدأ.. وأن

يستريح.. شريطة أن يحدث ذلك كله، دون أن »نغيِّب« العقل، نرفض كل الحلول، وكل الوسطاء.. ونرفع فقط كلمة »لا«!

التفاوض مهم.. والاستماع إلى العقلاء والحكماء مهم.. وتشكيل جماعة حكماء مطلوب.. وتشكيل مجموعة قيادية، تدعو إلى هيئة تأسيسية، لوضع دستور جديد للبلاد.. البعض يرى إمكانية تطبيق النموذج الأمريكى، حيث يجرى انتخاب الرئىس ونائبه معاً، كما يحدث هناك.. وعلى رأس هؤلاء المستشار زكريا عبدالعزيز، والقضاة الذين معه.. وهؤلاء يرون أن ذلك يحدث فى الأندية الرياضية، فما بالك بالوطن؟!

هناك شىء عجيب يثير دهشتى.. وهو أنك حين تسمع صيحات الشباب، فى ميدان التحرير، تطالب بإسقاط النظام.. تسمع فى الوقت نفسه الأغانى الوطنية، تنطلق من الإذاعة المصرية.. تردد العديد من الأغانى التى ارتبطت بنا وارتبطنا بها.. خاصة فى أوقات الانتصارات.. وأهمها أغنية العظيمة »شادية«.. وهى تقول »ياحبيبتى يامصر«.. حتى تقول »أصله ما عداش على مصر«.. هناك شعور بأننا نقدم شيئاً كبيراً للوطن.. وهناك شعور بأننا نصنع »مصر الجديدة« التى لم يكن يعرفها الرئىس!

باق من الزمن ساعات فقط.. وكل شىء سوف يظهر.. الأحداث تتلاحق بسرعة.. نحن نكسب أرضاً جديدة.. نكسب الوطن.. قد يصبح عندنا رئىس سابق على قيد الحياة.. وهو أكبر مكسب صنعه الفراعنة بأيديهم... لم يعد هناك »فرعون«.. هناك رئىس »بشر«، وليس الرئىس الإله!!