رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المديرة تعترف!

اللحوم هى الفاسدة.. أم الضمائر نفسها فاسدة أصلاً؟.. سؤال كنت أحاول الإجابة عنه، من خلال الرسالة التى بعث بها إلينا الدكتور أحمد يوسف.. الذى شرح قصة الفساد، فى مديرية الطب البيطرى بالقاهرة.. لكن يبدو أنه اختفى لأسباب تتعلق به.. عندما قامت القيامة داخل مديرية الطب البيطرى للبحث عنه.. ولا خلاف بداية على أن هناك أزمة حقيقية، ومافيا فى مجال تجارة اللحوم.. سواء محلية أو مستوردة.. فضلاً عن وجود فساد كبير يهدد الأمن الغذائى فى مصر.. وهو الذى دعا الدكتور حسين منصور، رئيس جهاز سلامة الغذاء، ليقول إن وضع الأمن الغذائى في مصر وصل مرحلة الخطر.. والمستقبل سيكون أخطر، إذا لم نعمل بآلية مختلفة.. وأرجع منصور خطورة وضع سلامة الغذاء، إلي تعدد التشريعات.. حيث يبلغ عدد تشريعات سلامة الغذاء 230 تشريعاً.. فضلاً عن  انعدام الحوار بين المشرع والمنفذ والمطبق للتشريع، وأضاف: إن منظومة سلامة الغذاء معطلة، لأن الحوار بين واضع التشريع ومنفذه ومطبقه غير موجود، مما يستوجب بحث مشاكل منظومة الغذاء، لوضعها في الاعتبار وقت سن التشريعات!

وحين تلقيت الرسالة السابقة شعرت بصدمة شديدة، لأنها كشفت عن فساد كبير، داخل هيئة مهمة للغاية، فقمت بنشرها فوراً.. كما اهتم بالتعليق عليها الكاتب الصديق، والإعلامى اللامع أحمد المسلمانى، فى طبعته الأولى.. وكنا معاًً نحاول دق ناقوس الخطر.. دون أن نستهدف أحداً، ودون أن تكون لنا معاًًً سابق معرفة.. لا بصاحب الرسالة ولا بمديريته.. كان الموضوع هو القضية.. وبالأمس تلقيت اتصالاً من الدكتورة عزة رمضان، مديرة الطب البيطرى بالقاهرة.. بالإضافة إلى ملف كامل عن نشاط المديرية.. ذكرت الدكتورة عزة أنها لا تعرف طبيباً بهذا الاسم.. ولا يوجد فى المديرية كلها أحد اسمه أحمد يوسف.. وقالت إن هناك من يشنون عليها حرباً شعواء.. لأنها حاصرت مخالفات بعض الأطباء المنحرفين.. لم أهتم بفكرة التناحر الوظيفى.. كان كل همى القضية أولاً.. هل ما جاء فى الرسالة صحيح أم لا؟.. المفاجأة المؤلمة أن الدكتورة عزة

كى تثبت أنها تعمل، أكدت أنها حررت 2250 محضراً، فى مجال اللحوم وحدها فى عام.. وهو رقم مخيف فعلاً.. الأنكى بقى أن هذه المحاضر، لمحلات شهيرة جداً نتهافت عليها.. وهى سلاسل المحلات الكبرى.. من أول كارفور إلى مترو وخير زمان وألفا والمحمل وفاميلى ماركت إلى مصر والسودان.. وغيرها!

لا أخفى أن خطابها زادنى قلقاً، أكثر من الرسالة السابقة.. لكن أكثر ما كان يؤلمها موضوع تلقى الأموال والمكافآت.. وقالت: هناك فعلاً هروب أثناء الحملات، فتقيد القضية ضد مجهول.. أما الأطباء المخالفون فيتم إحالتهم إلى النيابة الإدارية.. وهو ما خلق لها الأعداء بالطبع.. وفيما يخص المكافآت فهى مكافآت المصادرة.. وتوزع بنسبة معينة.. وتذكر أن العينات مشكلة حقيقية، وتلقى بالكرة فى ملعب وزارتى الصحة والزراعة.. النقطة الأخيرة تتعلق بمكافحة الكلاب والقطط، وقد أشارت الدكتورة عزة إلي أنها تخلصت من 18 ألفاً و559 كلباً ضالاً، بالإضافة إلى 7 آلاف و173 قطة ضالة.. نرجو ألا تكون قد تسربت إلى المائدة المصرية.. وفى النهاية تقول الدكتورة عزة، إنها لاتنكر وجود المشكلات، لكنها تحاول جاهدة، حلها مع بعض الشرفاء.. وتشير إلي أن هناك مخالفات عديدة فى النيابة الإدارية.. هى التى قدمتها بنفسها للنيابة.. ونحن معك يا دكتورة فى أى شيء، قبل أن نأكل اللحوم الفاسدة، أو لحم القطط والكلاب الضالة!