رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"بن علي" يجهز طائرة الرئاسة!

هل يركب زين العابدين طائرته ويغادر البلاد؟.. هل بدأ يأخذ احتياطاته فعلاً؟.. وهل يرتب حساباته حقاً؟.. هل جزء من هذه الحسابات أن يهرب، ويترك البلاد مشتعلة وينفد بجلده؟.. هل البديل أن يطلق علي رأسه الرصاص وينتحر؟.. أم أنه لن يهرب ولن يغادر ولا يفكر في تجهيز طائرته.. ولا أي شيء من هذا القبيل.. لأن النظام البوليسي أقوي من الشعب.. ولأن الجيش ممكن أن ينزل، ويحسم الصراع لصالحه؟!

كيف يتصرف الرئيس بن علي؟.. هل كان الخطاب الرئاسي كافياً للتهدئة؟.. هل كان اعتذاره وانكساره كافياً، حتي تهدأ القوي الغاضبة؟.. الحقيقة لا أحد يعرف أي شيء الآن.. فالواضح أن التوانسة لم يكتفوا بإقالة وزير الداخلية، ولا المستشار الرئاسي للرئيس، ولا المتحدث الرسمي باسم الرئاسة!

الواضح أنهم يطلبون الرئيس نفسه، ويتجهون إلي قصر الرئاسة ذاته.. لأن زين العابدين هو الذي سمح بكل هذا في وجوده، حتي كان الانفجار.. صحيح أنه قال سامحوني.. كانوا بيخدعوني.. وكانوا بيغالطوني.. وسأحاسبهم.. لكن يبدو أن التوانسة لم يقبلوا الاعتذار.. ولم يقتنعوا بالخطاب، رغم أهمية ما جاء فيه للمرة الأولي في تاريخ تونس.. ورغم طريقة الرئيس أيضاً!

الخطاب الرئاسي كان أقرب إلي الاعتذار، ومع ذلك لم يقبل الغاضبون، وخرجوا أيضاً إلي الشوارع.. رغم حظر التجول، ورغم أن الرئيس قد تخلص من أهم الناس حوله.. لكن الرصاص الحي كان قد حصد أرواح المتظاهرين، وحول العاصمة إلي ساحة من الشهداء.. فلم يعد ينفع الاعتذار ولا بد أن الرئيس سوف يدفع الثمن وحده.. ولا أحد غيره!

لا أظن أن الرئيس قد ينام بعد الخطاب.. أولاً: لأن الخطاب يكشف حالة الفزع، التي وصل إليها بن علي نفسه.. ثانياً: لأن الخصوم أصبحوا داخل

القصر الرئاسي، بعد أن أصبح يتخلص منهم واحداً بعد الآخر.. ثالثاً: لأن الشعب لا يصدق كثيراً مما يقوله الرئيس، بشأن تركه الرئاسة في 2014 ويريده أن يتنحي من الآن؟!

المعطيات علي الأرض تدفع الرئيس كي يفكر في ثلاثة أشياء.. الأول: أن يتنحي الآن إن كان صادقاً في حب تونس وخدمة الوطن.. الثاني: أن يركب طائرته ويغادر هو وأسرته إلي مكان مجهول.. الثالث: أن يطلب اللجوء إلي فرنسا.. أو يتدخل قصر الإليزيه لتقديم ضمانات.. منها تعديل دستوري فوراً.. يضمن الرئاسة مدتين فقط.. ومنها إقرار الديمقراطية وحرية الإعلام.. ومنها إقالة الحكومة كلها، وتشكيل حكومة جديدة!

ولا أعرف ماذا يختار زين العابدين، من بين كل الحلول المطروحة؟.. ولا أعرف كيف يتصرف الجيش؟.. ولا أعرف لماذا يترك الرؤساء مصيرهم للحظة الأخيرة؟.. فلا يخرج أحد بطريقة كريمة تجعله زعيماً شعبياً.. إنما يخرجون إما علي طريقة صدام حسين.. وإما هاربين علي طريقة زين العابدين.. مع أن الإصلاح كان أقرب إليهم من حبل الوريد!

الإصلاح الذي كان مضمون رسالة هيلاري كلينتون، في منتدي الدوحة.. بينما كانت عينها علي ما يجري في تونس الخضراء!