رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تكريم رئاسى.. انتظرناه!

لا يختلف اثنان فى مصر على الدكتور مجدى يعقوب.. جراح القلب العالمى.. فهو رجل يعشق تراب مصر، ويعشق المصريين.. لذلك كانت سعادة المصريين بالغة، حين كرمه الرئىس مبارك، وحين منحه قلادة النيل العظمى.. ولا خلاف أيضاً أن التكريم الرئاسى قد صادف أهله.. وكثيراً ما كنت أسأل نفسى إذا ما كان الدكتور يعقوب، قد حصل على هذه الجائزة العظمى أم لا؟.. كنت أتساءل لكننى كنت أخشى أن يكون السؤال، من قبيل من يزايد على مقام الرئاسة.. كنت أعرف أن العدالة البطيئة تورث الإحساس بالمرارة، كما يقول الرئىس.. صحيح أن الجراح العالمى لم يكن ينتظر، ولم يكن يخطر بباله شىء من هذا.. ولم يكن حين أقام مشروعه الإنسانى، يفكر فى أى عائد أدبى أو مادى أو حتى إعلامى.. بدليل أنه لم يفعل شيئاً فى القاهرة.. وبدليل أنه ابتعد عن صخب القاهرة.. وذهب إلى أهل الصعيد فى مكانهم.. من جهة لأنه يعشق أسوان.. ومن جهة أخرى، لأنه وجد أن أهل أسوان، يعانون مشقة الذهاب إلى القاهرة!

لا مجدى يعقوب فكر فى العائد أبداً، ولا هو فكر فى الجائزة.. فقد شبع العَالِم الكبير جوائز دولية.. لكن حين يكون التكريم مصرياً.. وحين تكون الجائزة من مصر.. فلابد أن لها أثراً آخر، فى نفس الدكتور مجدى يعقوب.. ولابد أن لها أثراً مختلفاً حين  تكون قلادة النيل العظمى.. فهى أرفع وسام مصرى.. وأعتقد أن الجائزة تستعيد مكانتها الآن، بعد أن حصل علىها أشخاص ووزراء.. حامت حولهم علامات استفهام كبرى.. الآن فقط تستعيد الجائزة مكانتها، وتسعيد قيمتها.. فالدكتور يعقوب أعطى ولم ينتظر.. وتميز بإنسانيته الرفيعة.. وراح يمسح دموع المرضى »الغلابة«.. وذهب إليهم، ولم ينتظر أن يأتوا إليه فى قصر العينى مثلاً.. بالعكس.. فقد حدد هدفه من

البداية.. وقرر أن يعمل فى الطب.. ولا يقترب من السياسة!

وربما كانت أهم ميزة فى الدكتور مجدى يعقوب، أنه حين عاد إلى بلاده قرر الاشتغال بالطب، وتطليق السياسة.. ولهذا السبب كان قريباً من الجميع.. ولم يثر حساسية أى أحد.. فمن المؤكد أن رموز مصر سوف يكونون على الرأس، حين يتحدثون فى العلم فقط.. وسوف يحصلون على أرفع وسام مصرى.. مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور البرادعى.. ولكن سوف يتبدل الحال تماماً، حين يخوض أحدهم فى السياسة، أو يتحدث عن التغيير.. وأظن أن الموقف الرسمى يختلف تماماً من مجدى يعقوب عن زويل والبرادعى.. وإن كانوا جميعاً قد حصلوا على قلادة النيل العظمى، وأقيمت لهم الاحتفالات.. الأمر يختلف حين يتحدث أحدهم فى السياسة.. تتغير المواقف كلية.. وتتغير المشاعر.. مجدى يعقوب آثر السلامة، فقرر الرئىس تكريمه على جهوده العلمية.. ليس فقط، وإنما دعا الحكومة والقطاع الخاص، لدعم جهوده العلمية.. وهذه أول مرة يدعو فيها الرئىس المستثمرين لدعم نشاط عالم كبير.. ولو أنه فعل ذلك مع الدكتور زويل لكان »حلمه« أصبح له ظل فى الواقع.. ولكنه لم يفعل.. لأن الدكتوز زويل جعل العلم بوابة لتغيير الأوضاع فى مصر!