رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تحركات هيلارى كلينتون!

أختلف مع الوزير أحمد أبوالغيط تماماً، بشأن تصريحه الذى قال فيه إن مصر ليست محل تقييم من أحد.. لا من الاتحاد الأوروبى، ولا من الولايات المتحدة الأمريكية، ولا من غيرهم.. والوزير يعرف أن الدول كلها محل تقييم طوال الوقت.. سواء فى أدائها الداخلى، أو حتى أدائها الخارجى.. فالعالم الآن قرية واحدة.. ولم يكن غريباً أن يكون صدى حادث مذبحة القديسين، قد تردد فى أركان الكرة الأرضية، من شرقها لغربها.. ومن شمالها لجنوبها.. إذن التقييم وارد، والتقييم يحدث شئت أم أبيت.. وأظن أن العالم يمكن أن يتدخل أيضاً، كما يحدث فى السودان اليوم، وكما حدث أيضاً فى كوت ديفوار.. والذين يتابعون الأخبار يعرفون أن هيلارى كلينتون، لا تتابع ما يحدث فى جوبا من مقر وزارة الخارجية الأمريكية، ولكنها كانت هناك بالأمس أثناء إجراء عملية الاستفتاء.. تراقب وتتابع وترسل رسائل إلى كل الأطراف.. وأولها عمر البشير.. وآخرها لطمأنة الجنوبيين  كى يختازوا ما يشاءون بكل ثقة.. ولو كان الانفصال!

هيلارى كلينتون كانت هناك، حيث يحتفل الجنوبيون بيوم الاستقلال تقريباً.. كانت هناك وهى تعلم أن الشمال يعلن الحداد.. لم تنشغل بما يمكن أن عليه الحال فى الشمال.. ولم تنشغل بعلاقتها بعمر البشير.. أمريكا هى التى قد ترفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب.. إن تم الاستفتاء بنزاهة وشفافية.. نزاهة وشفافية ليست كالتى تحدث عندنا، فى أىة استفتاءات أو انتخابات.. وضع تحت كلمة نزاهة ألف خط.. معنى هذا أن أمريكا تريد أن تجرب الديمقراطية مرة أخرى، دون إراقة دماء.. ودون حرب.. تريد أن تثبت أن تجربة العراق كانت استثناء.. وتريد أن تقول إن السودان ممكن أن يفعلها.. لذلك كانت »هيلارى« هناك تبث الطمأنينة،

وتشد على يد الجنوبيين.. والأرجح أن الانفصال سوف يحدث.. وسوف يكون هو القرار بعد أيام.. وربما يكون أوائل شهر فبراير القادم!

التحركات الأمريكية فى المنطقة يمكن أن نفهمها على نحو أو آخر.. هى تريد الديمقراطية.. وتريد تحرير الشعوب.. وقادة الشعوب لا تريد، ولا تتحرك.. لا فى اتجاهات الديمقراطية، ولا حقوق الإنسان.. فقط تنتظر عندما يأتيها الطوفان، أو الاستفتاء.. أو الحرب كما حدث فى نموذج العراق.. ويجب أن نرصد تحركات هيلارى كلينتون.. جايز أنها لا تريد فوضى خلاقة.. وجايز أنها تتميز بطريقة مختلفة عن كونداليزارايس.. لكنها فى النهاية تبحث عن الديمقراطية.. فتحركت إلى جوبا حيث الاستفتاء على الانفصال وليس الوحدة.. واليوم تتحرك نحو الدوحة، حيث تلتقى نشطاء مصريين فى قطر.. المبرر أن واشنطن قلقة من الأوضاع فى مصر.. وهى قلقة أكثر مما حدث فى الانتخابات البرلمانية.. أفهم أن واشنطن قلقة، وهيلارى غاضبة.. لذلك لا تلتقى مسئولين مصريين، ولا تزور مصر.. وإنما تلتقى ممثلى المجتمع المدنى.. تبحث معهم المستقبل والديمقراطية وحقوق الإنسان.. فاحذروا قلق واشنطن.. واحذروا تحركات هيلارى كلينتون.. وانظروا إلى استفتاء  جوبا.. وحصار رئىس كوت ديفوار أيضاً!