عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إدانة حقوقية لمنع المسئولين من التحدث للإعلام


أدانت مؤسسة "حرية الفكر والتعبير" القرار "السري" الصادر عن مجلس الوزراء، والذي يقضي بمنع المسئولين من التحدث لأي وسيلة إعلامية، إلا بعد أخذ الموافقة الشخصية للوزير المختص.

ويأتي هذا الإجراء متزامنا مع القرار "الشفهي" الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي يحظر على مسئولي وزارة المالية من التحدث للإعلام.

الجدير بالذكر، أن كلا من القرارين جاء في جو من السرية الشديدة، ففي تصريحات لإحدى الصحف قال مسئول في وزارة المالية،" إن هذه التعليمات لم تصلهم عبر منشور رسمي، بل عبر تعبيرات شفهية عن الوزير شخصيا"، حيث برر المسئولون بالوزارة أن تلك التعليمات هدفها، ما هو إلا وقف بلبلة الرأي العام التي حدثت في الفترة الأخيرة بسبب تناقض تصريحات المسئولين في الوزارة، في فترة يعتبرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة "حساسة".

وترى مؤسسة "حرية الفكر والتعبير، أن مثل هذه القرارات، تعتبر انتهاكا خطيرا لحق المواطن في معرفة القرارات المصيرية التي يتداولها المسئولون في الحكومة بحقه، وهو الأمر نفسه الذي كان يحدث طوال الـ30 عاما الماضية في حقبة ما قبل الثورة، كما يعتبر تعارضا خطيرا مع مبادئ الثورة التي تزعم الحكومة الحالية أنها تستظل بشرعيتها .

 

تأتى هذه الإجراءات الحكومية المقيدة لحرية تداول المعلومات في الوقت الذي تعد فيه الحكومة قانوناً جديداً للحق في الحصول على المعلومات، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن مدى جدية الحكومة في هذا القانون، وأي مبادئ سوف يتضمنها، إذا كان نفس المسئولين الذي يصدرون قرارات المنع والحظر،

هم من سيصدقون على مشروع هذا القانون.

وتؤكد المؤسسة أن الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر، تلقى على عاتق السلطات التزاماً بأن تفصح عن كافة المعلومات التي تؤثر في حياة المواطنين اليومية ومستقبلهم، وعلى وجه الخصوص السياسات العامة، مما قد يسمح بمستوى أكبر من الشفافية، وثقة أكبر من المواطن تجاه صانعي القرار، وإضفاء قدر من المراقبة الشعبية على أداء السلطات المعنية، وأيضا إعطاء الفرصة للمواطنين لتمكينهم من تنفيذ أهم أهداف الثورة، وهو "حكم الشعب"، وإلغاء الفكرة القديمة الأبوية، التي كانت تلغي سلطة الشعب تماما، وتمكن فقط المسئولين الفوقيين من اتخاذ القرارات بدلا من المواطن، وبدون التشاور معه، وهو الأمر الذي أدى إلى غياب الشفافية تماما طوال الأعوام الماضية،

كمان نؤكد أن هذه الأشياء جميعها لن تتحقق بدون كف يد السلطات عن التعدي على حرية الإعلام، لأنه بدونها سوف تحدث هوة عميقة في التواصل بين السلطة والمواطن، مما قد يؤدي إلى تردي الأوضاع كما كان في السابق.