رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرضاوي يؤيد تأسيس حزب ديني


أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن أكبر بلاء ومصيبة ابتليت بها الأمة الإسلامية هو فقدان الحرية، مؤكدا أننا لسنا أحرارًا لنفكر كما نشاء ونعمل كما نشاء بسبب قوانين الطوارئ التي تحكمنا على مدار أكثر من ثلاثين عاما، لافتا إلى أن أيام الملك التي كان يصفونها بالفاسدة لم تكن مثل هذه الأيام خاصة أن الملك كان فى أيامه ينتقد على صفحات الجرائد من خلال وضع صور الفقراء والمحرومين وكتابة "رعاياك يا مولاي" وهو ما لم يحدث الآن ولم يجرؤ أحد على انتقاد أي مسئول أو حاكم .

 

وقال القرضاوي خلال حديثه لبرنامج "الحياة والناس" الذي تقدمه الإعلامية رولا خرسا على فضائية "الحياة": إنه لا يعارض إنشاء حزب ديني إسلامي أو مسيحي في مصر، متسائلا: "هو الدين حرام"؟، كما شن هجوما حادا على ما يتم في مصر من محاكمة بعض المعارضين في محاكم عسكرية وتسميتهم بالجماعة المحظورة ضاربا المثل بمحاكمة د.عصام العريان، مطالبا ترك العنان لهذه الجماعات بأن تعمل في العلن وأن تشارك في بناء وطنها مثلها مثل غيرها لافتا إلى أن السادات كان يعترف بهم ويشركهم في العملية السياسية.

وأضاف أن من حق كل جماعة أن تنشئ كيانا سياسيا لها طالما أنها لم تتجاوز القانون ومن حق أي جماعة دينية أن تنشئ حزبا لها، متسائلا لماذا لا يسمح للمتدينين أن يساهموا في بناء وطنهم، وما هو الغرض من التصدي لتطبيق الشريعة خاصة في ظل الاستبداد الذي نعيشه هذه الأيام خاصة بعدما شاهدنا ما قيل عن التزوير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي لم يتوافر لها المناخ الصحي ، وتساءل لماذا لم تتداول السلطة في مصر ونستطيع أن نحاسب المسئول أو الوزير أو الحاكم إذا ثبت خطأه، مؤكدا أن هذه الأشياء هي ما أدت إلى هذه الحالة في الأمة الإسلامية.

وتتطرق القرضاوي للحوارات التي لا تجدي نفعا للمسلمين مع المسيحيين في الغرب كما لا تجدي الحوارات بين المسلمين والشيعة، معللا ذلك بأن الغرب له مرجعية يرجع إليها وكذلك الشيعة لهم مرجعية لا يستطيعون أن يأخذوا قرارا إلا بمشاورته وأخذ إذنه، أما نحن فلا نجد لنا مرجعية في العالم السني والعربي.

ولفت إلى أن العالم الغربي الذى يدعي العلمانية متشبث بالكنيسة حتى الآن رغم هجرته لها، مشيرا إلى أنهم يقيمون المؤتمرات وينفقون المليارات لتنصير المسلمين في العالم الإسلامي ويدخلون حروبهم في العراق وأفغانستان تحت راية الصليب، في حين همش الحكام العرب المؤسسات الدينية مثل الأزهر الذى اقتصر دوره في هذه الأيام على تأييد السياسة المحلية والنظام الحاكم والمشاركة في المحافل الحكومية، وهذا ما لا يليق بمكانة الأزهر العالمية والذي أنشئ للعالم أجمع ولخدمة المسلمين في كل مكان.

وأشار إلى زيارته لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقال كان سببها تهنئته بتحمل المسئولية وتذكيره بالعمل على رفعة هذه المؤسسة العظيمة والعمل على الإصلاح والتجديد لأن الأزهر فى حاجة إلى تطوير شامل يشمل المعلم والتلميذ والمنهج لنعرف كيف نخاطب الغرب .

وشن القرضاوي هجوما حادا على القنوات الفضائية الدينية التي اقتصر دورها على تفسير الأحلام والعيادات الطبية وإخراج الجن والهذيان بكلام غير مفهوم حتى فسدت أذواق الناس وأصبحوا لا يفرقون بين الغث والسمين، مؤكدا أن العالم هو الذى يصحح عقول البشر ويخرجهم من الظلمات إلى النور وهو الذي يذهب ليتعلم قبل أن يعلم منتقدا بعض الدعاة من غير المتخصصين الذي نصبوا أنفسهم مفتيين في كل المسائل حتى ضاع الدين

بين أيديهم، رغم أن عمر بن الخطاب بمكانته هذه كان يقول حينما تعرض عليه المسألة إنه يجمع إليها أهل المدينة.

وعن محاولات التقريب بين المذاهب الفقهية وبين السنة والشيعة يقول القرضاوي إنه أمر ضرورى لكي تقف الأمة أمام أعدائها خاصة في ظل تشتت المسلمين بين سنة وشيعة وسلفية وصوفية ، لافتا إلى إنه ذهب إلى الشيعة وعرض عليهم أكثر من مرة العمل على التقريب مع السنة ولكن عليهم أن يتوقفوا عن سب الصحابة ونشر المذهب الشيعي في بلاد السنة وترك ما يسمى بمصحف فاطمة وغيرها من الأشياء المستفزة للسنة ، مشيرا إلى أن العقلاء من الشيعة قالوا له إنهم يمتنعون عن ذلك الآن وأصبحوا يدرسون سير الصحابة في المدارس الابتدائي مثل سير أبو بكر وعمر وعائشة، مضيفا أن الشيعة حينما يحاولون نشر المذهب الشيعي في بلاد السنة يخسرون العالم الإسلامي ككل مهما يحققون من مكاسب طفيفة فى تشييع عدد قليل من أهل السنة.

وقال إنه يحاول والكثير من علماء الأمة الإسلامية التقريب بين السنة والشيعة للوقوف ضد أعداء الإسلام، والتغلب على الخلافات القائمة

وتطرق لفتواه بإجازة العمليات الإستشهادية للفلسطينيين ضد أعدائهم اليهود لحاجتهم في الدفاع عن أراضيهم ومقدساتهم التي هي مسئولة من العالم الإسلامي أجمع لكنه حرم ضرب المدنيين في الدول الغربية بتفجير طائرة مثلما حدث في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر مؤكدا أن ذلك حرام لأنه فيه اعتداء على أناس ليس لهم ذنب فيما تقترف حكوماتهم، لكنه أشار إلى أن العمليات الإستشهادية بدأت تقل بسبب تسلح المقاومة في حماس وحزب الله بالصواريخ رغم أنها بدائية إلا أنها أغنتهم عن تفجير أنفسهم بعض الشىء.

وأكد أنه يرفض السلام مع إسرائيل لأنه سلام يخدم مصالح إسرائيل وأمنها على حساب أرواح المسلمين وتدنيس مقدساتهم، مؤكدا أن المسلمين لم يحصلوا إلا على السراب بعد معاهدات السلام التي أقاموها مع الصهاينة متسائلا: ما هو الشىء الذى حققه العرب والمسلمون بعد معاهدات السلام مع الصهاينة.. لم يحققوا إلا أمن إسرائيل وفقدان المزيد من المقدسات الإسلامية والأراضي العربية.

وطالب القرضاوي المسلمين أن يعملوا من أجل استعادة مقدساتهم وأن يعيدوا الحق لأهله خاصة أن مرور الزمن لا يجعل الاغتصاب مشروعا ويجب على النظام الحاكم في فلسطين مقاومة الاحتلال ووقف المفاوضات التي لا تثمرعن شىء.