رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمى التسلح تجتاح القرى


انتعشت تجارة الموت في ربوع مصر بعد الانفلات الأمني الذي يسود البلاد حاليا و منذ أحداث يوم جمعة الغضب في 28 يناير الماضي ونشطت عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات عبر حدودنا في الجنوب في أسوان والغرب حيث يتدفق سلاح الثورة الليبية وأغرق مطروح بأسعار لا تقبل المنافسة ومن الشرق عند حدودنا مع غزة وسواحل البحر الأحمر عبر حلايب وشلاتين ولكن القبضة الحديدية لقوات حرس الحدود تقف بالمرصاد ونجحت في إحباط عمليات التهريب المحرمة.
و تسبب الانفلات الأمني في انتشار السلاح الذي لم يكن يحصل عليه سوى علية القوم، في حيازة الكثيرين له دون ترخيص بدعوى الدفاع عن النفس، فيما يستخدمه آخرون في أعمال البلطجة وإرهاب المواطنين.

القرى تتحول لسوق سلاح

و ذكرت صحيفة "الجمهورية" في تقريرها " حمى التسلح تجتاح الشارع المصري" الذي نشر اليوم أن بعض القرى و المناطق التي أصبحت معاقل لتجارة السلاح و منها قرية الشمول التابعة لمركز المنزلة بالدقهلية التي تحولت إلي بؤرة لبيع وتجارة السلاح بل وتصنيعه أيضا فهناك الكثير من ورش السلاح وكما يقول أحد سكانها أن هناك بيعاً بالتقسيط للأسلحة خاصة الآلية التي يتجاوز بعض أسعارها 20 ألف جنيه ويحملها بعض الصغار من أبناء العائلات الكبيرة.

و تحولت قرية سيدي أبوأحمد غازي في مركز كفر الشيخ إلي سوق مفتوحة للسلاح علي ايدي أربعة مواطنين يقومون بتصنيع السلاح الأبيض والسنج والمطاوي فضلا عن السلاح الناري الرخيص الذي لا يتجاوز سعره 500 جنيه , وفي البحيرة تحولت قرية الصغارية بكفر الدوار إلي بؤرة من بؤر تجارة وصناعة السلاح حتي أصبحت من أشهر منتجي السلاح الابيض علي الاطلاق.

ويوجد بقرية كفر محمد أبوجمعة بمركز ببا بمحافظة بني سويف ورش لصناعة الأسلحة البيضاء والنارية حيث أصبحت بؤرة تصدير السلاح لبني سويف والمنيا وكذلك بعض قري الصعيد الأخري حيث انخفض سعر الطبنجة 9 مللي إلي أقل من ثلاثة آلاف جنيه وكذلك انخفض الآلي الروسي والإسرائيلي من عشرة آلاف و15 ألف جنيه إلي أقل من ستة آلاف وسبعة آلاف بسبب الكميات التي دخلتها بعد الثورة.

الطريق إلى الفتنة الطائفية

حول هذه الظاهرة، يرى اللواء سامح سيف اليزل - الخبير الأمني والاستراتيجي ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية والأمنية - أن توفر السلاح مع المواطنين يعني استمرار أعمال البلطجة وزيادة عدد الجرائم ووقوع ضحايا أبرياء وطالب بوضع خطة علي المستوي القومي لنزع السلاح من البلطجية وقطاع الطرق والخارجين عن القانون حماية للأرواح واستقرار الوضع الداخلي الذي يعد مفتاح نجاح ثورة الشعب المصري العظيم.

واتفق معه اللواء علاء الهراس الخبير الأمني فى أن حيازة الشباب حديث السن للسلاح سواء ناريا أو أبيض يمكن أن تؤدي لفتنة طائفية وذلك كما حدث منذ عدة أيام عندما طعن شاب في ميكروباص شابا آخر للخلاف علي الأجرة وتصادف أن الشاب الآخر كان مسيحياً مما تسبب في اندلاع مشاجرة كبيرة بين المسلمين والمسيحيين كادت تتحول إلي فتنة طائفية حيث يدفع السلاح الذي يحمله جاهل إلي أزمات أمنية.

و حذر اللواء مسعد الشتتاوي الخبير العسكري من تحول الشارع المصري لسوق مفتوحة من السلاحين الأبيض والناري فالشعب المصري مسالم بطبعه ودفعه للدفاع عن نفسه سوف يدمر البنية الاجتماعية للمجتمع المصري ولذلك فيجب تغليظ العقوبة علي كل من يحمل سلاحاً بشكل غير قانوني لإعادة الاستقرار للشارع المصري.

و شدد اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق انه لا سبيل لمواجهة هذه الظاهرة القاتلة إلا بتدخل الحكومة لإعادة الاستقرار للشارع المصري ومطاردة حاملي السلاح غير المرخص ومصادرته.