رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ف. بوليسي: الإخوان "أب" هليكوبتر للحرية والعدالة


اعتبرت مجلة فورين بوليسي، في مقال، أن العلاقة بين الإخوان المسلمين وبين حزب الحرية والعدالة، الذي تعتزم إنشاءه، ستكون علاقة أبوية، مشيرة إلى توقعات بأن قيادة الحزب وإدارته ونشاطه السياسي سيخضع تماماً للجماعة، التي لن يخرج دورها عن دور "الأب الهليكوبتر"، الذي يحوم حول أبنائه لكي يقدم لهم الإرشادات ويحدد لهم الخيارات المتاحة.

واستهل ناثان براون، كاتب المقال، بالإشارة إلى خبرته في التدريس مشيراً إلى أنه بعدما بدأ عمله بالتدريس بقليل، جاءته طالبة إلى مكتبه لكي تشتكي من أنها كانت مريضة، وأنها لهذا السبب فاتها جزء من المنهج.

وأضاف: "ولم يكن هذا الأمر غير معتاد، لكن ما بدا غير معتاد قليلاً هو أنها أحضرت والدتها معها. وقد شرحت للطالبة أنها تستطيع أن تدرس فصلا دراسيا غير مكتمل، لكن ذلك كملجأ أخير، نظراً لأنه ليس من السهل أن تنجز العمل بعدما بدأت مجموعة جديدة من الدروس في الفصل الدراسي الثاني".

واستطرد الكاتب: "ولكن والدتها دخلت في الموضوع قائلة لابنتها: هو على حق يا ابنتي، فأنت تعلمين ما هو شعوري تجاه عدم اكتمال المنهج".

وتابع: "هنا وجدت نفسي أواجه أول حالات (الآباء الهليكوبتر)، وهم الذين يطوفون بالقرب من أبنائهم وبناتهم، لكي يشرحوا لهم الخيارات المطروحة عليهم، ويقدموا نصائحهم غير المرغوب فيها، ويتدخلون في حياتهم اليومية".

وشبه الكاتب هذه العلاقة بين الأم وابنتها بجماعة الإخوان المسلمين، بالقول: "ولا توجد صورة مثل هذه تحاكي سلوك جماعة الإخوان المسلمين المصرية تجاه الحزب السياسي الذي تقول إنها ستدشنه، وهو ما قد يمثل مشكلة للديمقراطية المصرية. فحزب الحرية والعدالة الجديد سيكون حراً في تحديد اختياراته، بحسب الآباء الإخوانيين المؤسسين. لكن الجماعة، باعتبارها "أب هليكوبتر" لا تستطيع أن تقاوم فكرة أن تقدم لأبنائها اقتراحات حول من سيكونون قادة الحزب، وما هي القضايا التي تهمه، وكيف سيقوم بنيانه التنظيمي، ومن سينضم إليه، ومن سيكونوا مرشحيه".

وأضاف أن الحزب مستقل تماماً في اتخاذ القرار، طالما يقوم بعمل ما يطلب منه. وفي الواقع، ليس الحزب فقط هو ما تصله تعليمات بما يجب أن يفعل، فقد قيل لأعضاء الجماعة الأفراد بألا ينضموا إلى حزب آخر وبأن يطيعوا نظام الحركة في المجال السياسي. وهذا النوع من العلاقة بين الحركة والحزب يجعل الجماعة بالفعل شريكا صعباً لفاعل

سياسي آخر، وعلى المدى الطويل، قد تجعل الإسلاميين فاعلاً سياسياً خطراً. والعلاقة القوية بين الحزب والحركة، كانت أمراً متوقعاً، لكن هذه العلاقة هي أكثر من وثيقة.

ودلل على قوة العلاقة بين الجماعة والحزب بأنه في لقاء قريب لمجلس شورى الجماعة، قام "الأب الحامي" للحزب باتخاذ عدد من الخطوات، التي تؤكد هيمنته على الحزب. فبعدما أعلنت الجماعة مراراً وتكراراً أن الحزب سيختار رئيسه، لم تستطع مقاومة ميلها للتدخل في شئون الحزب، وأعلنت أن ثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد سيديرون الحزب.

وبعد ذلك، أعلنت الجماعة، وليس الحزب، أنها وضعت اللمسات الأخيرة في هيكل الحزب، وأنها ستخوض الانتخابات على نصف عدد المقاعد البرلمان، بعد أن كانت أعلنت في السابق أن مشاركتها لن تتجاوز الثلث. وأكثر من ذلك، لم تحدد الجماعة العدد فقط، وإنما بدا من الجدل الدائر في الفترة الاخيرة أنها تختار الأسماء أيضاً.

وعندما يتحدث قادة الجماعة عن العلاقة الوثيقة بينها وبين الحزب، يتناولون الأمر كما لو كانوا يدافعون عن قضية ما، فيقولون إن هذه هي الطريقة الوحيدة للنهوض بالحزب.

وفي ختام المقال، توصل الكاتب إلى أن "مقارنة حزب الحرية والعدالة بتلميذتي التي كانت تفكر في الحصول على دورة دراسية غير مكتملة، ليس تحليلاً ملائماً. فعندما يتعلق الأمر بالتحول الديمقراطي، يقوم "الأب الهيلكوبتر" بمنح أبنائه النصيحة العكسية التي قدمتها والدة الطالبة، وهي التوصية بعدم إكمال الفصل الدراسي"؛ في إشارة إلى أن الجماعة لا ترغب في أن يكون الحزب مكتملاً فيستقل عنها تماماً ولا تستطيع التحكم فيه.