عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصدقاء‮ "‬جمال مبارك‮" ‬حصلوا علي عقد احتكار لساحات وأرصفة ميناء الإسكندرية


واقعة اهدار للمال العام ومخالفات فنية وادارية صارخة يكشفها تعاقد ابرم بين هيئة ميناء الاسكندرية وشركة الاسكندرية الدولية لمحطات الحاويات بالأمر المباشر وبشروط تسببت في خسائر كبيرة للخزينة‮ ‬العامة للدولة بالملايين،‮ ‬كان ذلك محتوي بلاغ‮ ‬انور عصمت السادات عضو مجلس الشعب السابق للنائب العام والذي طلب فيه فتح التحقيق في ذلك الملف الغامض الذي وصفه بالفساد والانحراف،‮ ‬اشار في بلاغه الي أن تلك الشركة تم تأسيسها في احدي الجزر البريطانية‮ ‬ويساهم بها رجلا أعمال من المقربين الي جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع،‮ ‬وقال هذان الرجلان هم أنفسهم الذين سبق لهم الحصول علي عقد تنمية وادارة ميناء العين السخنة من هيئة موانئ البحر الأحمر وقاما ببيعه والتنازل عنه لهيئة موانئ‮ "‬دبي‮"!!‬

محققين مكاسب خيالية علي حساب الشعب المصري‮! ‬وأضاف السادات في بلاغه‮: ‬انه سبق وتقدم باستجواب مفصل لرئيس مجلس الوزراء ووزير النقل في العهد البائد موضحاً‮ ‬به تلك التفاصيل بمجلس الشعب الفصل التشريعي التاسع نهاية عام‮ ‬2006‮ ‬وحذر السادات من خطورة هذا‮ "‬العقد المبرم‮" ‬وطالب بالغائه وطرح حق الامتياز لأرصفة الميناء في ميزاينة عالمية حقيقية للشركات المتخصصة لتحقيق أكبر عائد لموارد الدولة،‮ ‬وطالب بفتح التحقيق في ذلك الملف وأنه مستعد للادلاء بشهادته وبالمستندات‮.‬

البلاغ‮ ‬الثاني للنائب العام

تلقي النائب العام في‮ ‬21‮ ‬من ابريل الماضي بلاغاً‮ ‬ثانياً‮ ‬عاجلاً‮ ‬من المحاسب‮ "‬عبدالكريم علي أحمد‮" ‬عضو اللجنة النقابية عن العاملين بشركة الاسكندرية لتداول الحاويات والبضائع‮ "‬احدي شركات قطاع الأعمال‮" ‬تحت رقم‮ ‬6758‮ ‬طالب فيه بفتح التحقيقات مما وصفه باهدار المال العام والانحراف الفني والاداري في التعاقد الذي ابرم بين هيئة ميناء الاسكندرية وشركة الاسكندرية الدولية لمحطات الحاويات الدولية بالامر المباشر واستند في بلاغه الي تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والتي كان لها تأثير سلبي خطير علي الشركة الوطنية التي يعمل بها وعلي المئات من عمالها والامن القومي داخل الميناء‮.‬

الجهاز المركزي للمحاسبات يكشف مخالفات خطيرة

حصلت‮ "‬الوفد‮" ‬علي نسخة من تقرير رقابي للجهاز المركزي‮ ‬يوضح مخالفات العقد المبرم بين الهيئة والشركة كشف تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات في صفحاته عن تدني فئة مقابل الانتفاع بالساحات والاراضي التي خصصتها هيئة ميناء الاسكندرية لشركة الاسكندرية لمحطات الحاويات الدولية،‮ ‬حيث حدد بواقع‮ ‬3‮ ‬دولارات للمتر المربع سنويا كمبلغ‮ ‬ثابت طوال فترة الترخيص ومدته‮ ‬25‮ ‬عاماً‮ ‬اشار الجهاز المركزي في تقريره الي أن القرار الوزاري رقم‮ ‬142‮ ‬لسنة‮ ‬2004‮ ‬حدد فئة مقابل الانتفاع بواقع‮ ‬15‮ ‬جنيها للمتر المربع للشركات المصرية يزاد بنسبة‮ ‬10٪‮ ‬سنويا وبواقع‮ ‬24‮ ‬دولارا للمتر المربع سنويا للشركات الاجنبية،‮ ‬أكد التقرير ان هذا المقابل يعتبر متدنيا مقارنة بفئة مقابل الانتفاع بالترخيص الذي سبق للهيئة منحه الي شركة الشرق الاوسط للصهاريج وخطوط الانابيب‮ "‬ميدتاب‮" ‬عام‮ ‬1999‮ ‬والتي تبلغ‮ ‬نحو‮ ‬29‮ ‬جنيها للمتر المربع وقابل للزيادة علي فترات زمنية علي الرغم من أنه كان للادارة تحفظات علي هذا الترخيص وتم ابلاغها للهيئة في حينه‮! ‬واشار الجهاز المركزي الي أنه في هذا الصدد ان تكلفة انشاء وتعميق وتجهيز تلك الأرصفة والتي تسلمتها الهيئة خلال عام‮ ‬1998‮ - ‬1999‮ ‬بلغت نحو‮ ‬115‮ ‬مليون جنيه تتحمل عنها الهيئة أعباء تمويلية سنوياً،‮ ‬كما اكد التقرير تدني فئة مقابل الترخيص للحاوية حيث تحددت بواقع‮ ‬20‮ ‬جنيها للحاوية وارد علي أن تزاد بواقع‮ ‬5‮ ‬جنيهات للحاوية كل‮ ‬5‮ ‬سنوات بواقع دولارين للحاوية ترانزيت‮ ‬20‮ ‬قدماً‮ ‬و4‮ ‬دولارات للحاوية ترانزيت‮ ‬40‮ ‬قدماً‮ ‬مع ثابت فئات الحاويات الترانزيت طوال فترة الترخيص في حين أن العقد المبرم بين الهيئة العامة لموانئ البحر الاحمر وشركة تنمية ميناء السخنة في مايو‮ ‬1999‮ ‬لانشاء وادارة واستغلال محطة الحاويات بنظام‮ ‬B.O.T‮ ‬حدد فئة تداول لكل حاوية مكافئا بمبلغ‮ ‬5‭.‬7‮ ‬دولار ويتم زيادتها بعد‮ ‬5‮ ‬سنوات الي‮ ‬7‭.‬35‮ ‬دولار ثم الي‮ ‬8‭.‬10‮ ‬دولار بعد‮ ‬11‮ ‬عاما‮!!‬

كما كشف التقرير عن أن العقد المبرم بين الهيئة وشركة رجال الأعمال تضمن بنوداً‮ ‬في‮ ‬غير صالحها رصدها الجهاز المركزي للمحاسبات والتي شملت ان البند‮ ‬4‮ -‬2‮ ‬والذي قضي بأن تتعهد الهيئة ببذل قصاري جهدها لاخلاء الساحات المبنية بالملاحق‮ ‬1‮- ‬2‮ "‬رصيف‮ ‬71‭/‬‮ ‬81‮ ‬ورصيف‮ ‬98‮ ‬بميناء الدخيلة‮" ‬الامر الذي قد يقتضي نزع بعض الملكيات وتعويض الاطراف المتضررة وسوف تتحمل الهيئة بمفردها تكاليف اخلال،‮ ‬تلك الساحات وكذلك البند‮ ‬4‭/‬‮ ‬4‮ ‬ويقضي بأن‮ "‬فور التسلم ستوقع الشركة‮ - ‬علي نفقتها الخاصة‮ - ‬بالفصل المادي بين المشروع وباقي موانئ الاسكندرية والدخيلة بما في ذلك اقامة اية اسوار وبوابات وهو الامر الذي قد لا يتفق مع‮ "‬أمن الميناء‮".‬

كما يقضي البند‮ ‬9‮-‬1‮ ‬بأن تضمن الهيئة أن العمق بجوار الأرصفة مطابق للعمق التصميمي للأرصفة وذلك طوال مدة سريان ذلك العقد،‮ ‬وكذلك بند‮ ‬11‭/‬‮ ‬2‮ ‬والذي يقضي بأن‮ "‬يكون للشركة دون‮ ‬غيرها الحق في الرقابة والاشراف علي تشغيل المشروع وادارته بما في ذلك الامور المتعلقة بالموارد البشرية والتنسيق والقيام بكافة ما يلزم لانجاز العمل وكذلك بند‮ ‬12‭/‬‮ ‬1‮ ‬ويقضي بأن يكون للشركة مطلق الحرية في تحديد وفرض

الرسوم التي تتقاضاها عن الخدمات التي تقدمها للعملاء بالمشروع مع حقها في ادخال أية تعديلات علي هذه الرسوم وسوف تقوم الشركة بابلاغ‮ ‬الهيئة بهذه الرسوم وبأية تعديلات ترد عليها‮ "‬الأمر الذي قد يترتب عليه عدم التسعير الاقتصادي للخدمات التي يقدمها المشروع‮".‬

كما تضمن العقد بند‮ "‬3‭/‬‮ ‬1‮" ‬والذي ألزم هيئة الميناء بأن يكون للشركة حق الأولوية في تنمية وتشغيل الرصيف‮ ‬100‮ ‬بميناء الدخيلة والساحات المخصصة له قبل أو بحلول نهاية العام الحالي‮ ‬2011‮ ‬وقال التقرير وبالنظر لضخامة المبالغ‮ ‬التي يزمع للشركاء بالشركة استثمارها في هذا المشروع فسوف تمتنع الهيئة عن ان تمنح للغير أية ارصفة جديدة او قائمة لاستخدامها لمحطات حاويات وذلك الي أن يتم الانتهاء من الرصيف‮/ ‬100‮ ‬مما يعتبر من شروط الاذعان‮.‬

كما كشف التقرير ان بند‮ "‬13‭/‬‮ ‬2‮" ‬بالعقد يؤكد أنه اذا جدت الحاجة مستقبلاً‮ ‬في مصر لطاقات اضافية لتداول الحاويات‮ "‬بعد انشاء الرصيف‮/ ‬100‮" ‬فسوف يكون للشركة الاولوية في انشاء وتنمية وتشغيل وتولي هذا المشروع وفقاً‮ ‬للشروط والاوضاع التي يتفق عليها الطرفان‮".‬

لم يتضمن العقد المبرم بين الهيئة والشركة بنوداً‮ ‬في صالح الهيئة منها علي سبيل المثال بند يقضي بتعويض الهيئة عن الخسائر الناتجة عن توقف استقبال السفن علي الارصفة الممنوحة للشركة خلال فترة اعداد المشروع للتشغيل وبند تجديد موعد الانتهاء من المشروع والمعدات المطلوبة والتكنولوجيا المستخدمة،‮ ‬وبند بأيلولة معدات المشروع للهيئة مثل مشروع تاب بالهيئة والمشروعات المطبقة بالموانئ الاخري‮ "‬محطة حاويات العين السخنة بهيئة موانئ البحر الأحمر ومشروعات الغاز بهيئة ميناء دمياط‮" ‬رغم ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات وبند يلزم الشركة بالمحافظة علي الارصفة والساحات وجعلها صالحة للاستخدام طوال فترة العقد وتسليمها بحالة جيدة في نهاية فترة العقد كما لم يتضمن العقد وجود آلية للاشراف والمتابعة الفنية والمالية التي تكفل حسن استخدام الارصفة والمرافق وصحة حساب ايرادات الهيئة وبند يقضي بحصول الهيئة علي التعويضات اللازمة في حالة اخلال الشركة بأي التزامات او التسبب في اي اضرار بمرافق الميناء الامر الذي يستوجب اجراء التحقيق اللازم وتحديد المسئولية‮.‬

كما كشف التقرير ان الاتفاق الذي ابرم بين الهيئة والشركة قد تم بمعرفة مكتب استشارات قانونية تعاقدت معه الهيئة‮ "‬بالامر المباشر‮" ‬بمبلغ‮ ‬20‮ ‬الف جنيه دون الاستعانة بالادارة القانونية بالهيئة في اعداد مشروع العقد بالمخالفة لما يقضي به القانون رقم‮ ‬47‮ ‬لسنة‮ ‬1973‮ ‬في هذا الشأن ولم يوفر الجهاز المركزي للمحاسبات سابقة الخبرة للشركات المساهمة في الشركة المزمع تأسيسها خاصة ان بعضها مؤسس في جزر بريطانية ولم يطلع الجهاز المركزي علي عقود تأسيسها ونشاطها ورأي الملحقين التجاريين المصريين في البلاد التي تنتمي اليها هذه الشركات بشأن نشاطها في مجال ادارة الموانئ وتشغيلها،‮ ‬ولم يواف الجهاز المركزي بدراسة جدوي تأسيس هذه الشركة وتأثير انشائها علي عائدات الهيئة من مساهمتها في شركة الاسكندرية لتداول الحاويات والبضائع ولم يتم الالتزام بضوابط رأس المال الوارد بالقرار الوزاري رقم‮ ‬520‮ ‬لسنة‮ ‬2003‮ ‬والذي حدد فيه رأسمال شركة تداول الحاويات بما لا يقل عن‮ ‬100‮ ‬مليون جنيه علي حين بلغ‮ ‬رأسمال الشركة طبقاً‮ ‬للاتفاق المذكور‮ ‬15‮ ‬مليون دولار تعادل نحو‮ ‬86‮ ‬مليونا و100‮ ‬الف جنيه كما لم يوضح العقد صراحة احتفاظ الهيئة بنسبة‮ ‬10٪‮ ‬من رأس المال عند الزيادة كما اكد التقرير عدم مراجعة‮ "‬مجلس الدولة‮" ‬للاتفاق بالمخالفة لقانون في هذا الشأن‮.‬