عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإسكندرية والتعذيب: 3 ضحايا في 6 شهور

ألو حضرتك أخو مصطفى عطية.. أخوك بينضرب وبيموت على إيد مخبرين... إلحق أجري شوفه في المستشفى"، كان هذا مضمون مكالمة من مجهول

وقعت كالصاعقة على مسامع إبراهيم شقيق المجني عليه مصطفى عطية الذي قتل مساء الثلاثاء على يد مخبرين بشارع الإخشيد في منطقة القباري في الإسكندرية، حيث تعدى عليه 3 مخبرين بالضرب والسحل مما أدى إلى مصرعه إثر تعذيبه.

 

"بوابة الوفد" التقت أقارب مصطفى بعد أن خيم الحزن داخل أنفسهم وأصبحت الدموع لا تفارق أعينهم لما أصيب به شقيقهم، مصرين على أخد حقه مهما كلفهم الأمر، ملقين بالتهديدات والضغوط عرض الحائط، حتي لا يذهب دم نجلهم هدرا، وخوفاً من تكرار الواقعة بعد ذلك كل يوم بل كل ساعة، خاصة بعد أن تم حفظ البلاغ في قضية مقتل الطالب أحمد شعبان، وفر المتهمان يستمتعان بالحرية لارتكاب المزيد من الجرائم وحصد المئات من الأرواح.

قالت شقيقة مصطفى لـ"الوفد" وسط آهات وصرخات حزن "أخويا اتقتل على يد مخبرين بلا قلب... عذبوه وضربوه بلا شفقة.. ودمه في رقبة الداخلية". أضافت أن المخبرين قاموا بضربه وسحله لمسافة تجاوزت الكيلومتر، وبتعذيبه أكثر من 20 دقيقة حتى فارق الحياة.

وأوضحت أن شقيقها يبلغ من العمر 39 عاماً ولديه 3 أطفال وهم: آسر "4 سنوات"، وحنين "سنتان"، وسما "سنة واحدة"، وأن المجني عليه صاحب سوبر ماركت قام بأخذ قرض من أحد البنوك، إلا أنه تعثر فى السداد لإجرائه عملية في القلب صرف فيها كل ما يملك، فقام البنك برفع دعوى قضائية ضده، فتقدم  بالتصالح مع البنك وسدد المبلغ، غير أن المجني عليه لم يقم باستخراج شهادة "كف بحث"  لتقديمها إلى القسم، لاعتقاده بأن القضية انتهت بالتصالح.

وقالت إن شقيقها، طبقاً لأقوال الشهود لهم، توسل للمخبرين قائلاً لهم "أبوس إيدكم سبوني أنا عندي 3 عيال معيش فلوس أديكم حاجة، أنا خلاص اتصلحت مع البنك" وظل يتوسل إليهم ليتركوه ليذهب إلى منزله ليحضر لهم الأوراق التي تثبت سداد المبلغ المطلوب من البنك. غير أن المخبر لم يرأف به واستعان باثنين آخرين ليشتركا معه في سحله، بعد أن سحبه إلى شجرة وقام بخبطه بها، إضافة إلى محاولات خنقه عن طريق جذبه من القميص، وتوثيق ذراعه، ما تسبب في وجود كدمات في جميع أنحاء جسده وتمزق في ذراعه.

واستكمل محمد، ابن شقيق المجني عليه، الحديث قائلاً: إن المخبرين شاهدوا المجني عليه وهو يصارع الموت، إلا أنهم لم يتوقفوا عن ضربه اعتقاداًَ بأنه يمثل عليهم، ففوجئوا به يقع على الأرض دون مقاومة، فانتابهم الرعب وأسرعوا بإرساله إلى مستشفى الزهراء. رفض المستشفى استقباله بعد تأكده من وفاته، فأرسله المخبران إلى المشرحة، بعد أن قاموا بفرض حراسة عليها ومنع الأمن سكان المنطقة والجيران من المشاركة فى تشييع جثمان مصطفى، بعد أن رفضت  قوات الأمن خروج الجثمان من المشرحة إلى منزله حتى يشارك الأهل في تشيع الجنازة إلى مدافن الأسرة. أمرت قوات الأمن سيارة الإسعاف بالتوجه مباشرة إلى أقرب مقابر، بدعوى أنها احتياطات أمنية لحفظ الأمن في المنطقة.

وعلى الصعيد الآخر، أضاف محمد أنه بعد الواقعة مباشرة توجهت قوة من قسم مينا

البصل إلى منطقة الواقعة وألقت القبض بطريقة عشوائية على شهود العيان لإرهابهم والضغط عليهم لتغير شاهدتهم، واستمر حجزهم من الساعة الثالثة عصراً حتى الخامسة فجراً، إلى أن تم عرضهم على النيابة ليشهدوا أمامها أن وفاته طبيعية.

وقال إنه فوجئ بوجود الشهود أثناء ذهابه إلى النيابة لتقديم بلاغ رقم 8821 لسنة 2010 ضد مخبرين قسم مينا البصل، متسائلاً: كيف يأتي شهود بالأخبار قبل تحرير محضر بالواقعة، مستاءً من سلبيتهم، موضحاً أن الدور سيأتي عليهم إذا لم يعاقب الجناة وتقيد حريتهم بالحبس، وأشار إلى أنه تلقى اتصالاً من شاهد عيان أمس أكد فيه أنه شاهد الواقعة مع خالته أثناء مروره بالشارع، وأنه سوف يذهب إلى النيابة لإدلاء بشهادة الحق دون أن يبالي بأي تهديدات من قبل الأمن.

وأضاف محمد أن عمته الصغرى لم تصدق خبر وفاة شقيقها وأصيبت بحالة هستيرية، قائلة: "اخويا عايش مش ميت" وأمسكت بتليفونها لتتصل بمحمول شقيقها قائلة "هيرد عليا دلوقتي.. أكيد هيرد"، في حين امتنعت زوجته عن الحديث لإصابتها بانهيار بعد تلقيها خبر وفاة زوجها تاركاً لها مسئولية 3 أطفال في عنقها تواجه بهم مصاعب الحياة دون سنيد.

وعلى الجانب الآخر، صدر بيان أمني يوضح أن الشرطة كانت تحاول إلقاء القبض على مصطفى عطية لتنفيذ حكم قضائي فيه لتعثره في سداد قرض من أحد البنوك، وأن وفاته كانت طبيعية، نافية أية شبهة جنائية حول أسباب وفاته، مستنكرة ما قيل من أنها كانت جراء التعذيب أو الضرب.

ناشدت أسرة الضحية النائب العام سرعة التدخل لانقاذ المصريين من التعذيب.. وركل كرامتهم.. وكهربه مشاعرهم... وتصفية أجسادهم على يد بعض من عناصر الشرطة الذين تحولت قلوبهم إلى أحجار لا تحس ولا تشعر بما يقومون به من تعذيب إخوانهم المصريين الذين يعيشون على أرض واحدة معاً، خصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية بل الثالثة التي يلقى فيها مواطن مصرعه على يد المخبرين من دون أي ذنب، لذلك نطالب بمحاكمة عاجلة للجناة... حتي يكونوا عبرة لغيرهم... حتي تسترد الشرطة ثقة الشعب مرة أخرى... لتسترد احترامها وتقديرها.