المواصلات رحلة عذاب في القليوبية
أصبحت حالة المرور في القليوبية أشبه بالمرض المزمن الذي يهدد مستقبل تلك المحافظة بعد أن تسببت الأوضاع المرورية الحالية في معاناة يومية يخوض غمارها الآلاف من أبناء المحافظة والوافدين عليها.
وقد أخذت الأزمة منعطفاً جديداً بعد عجز المسئولين والقيادات التنفيذية والشعبية عن إيجاد مخرج يخفف وطأة الأوضاع الحالية المتردية.وتأتي مشكلة غياب الرقابة المرورية لتزيد الأزمة تعقيداً، حيث احتلت مافيا السرفيس شوارع المحافظة رغم عدم صلاحية معظمها، فضلاً عن قيام السائقين بعملية بلطجة وتقسيم خطوط السير حسب الاهواء فيما بينهم.
يقول تامر بسيوني سكرتير عام لجنة الوفد بشبرا وعضو المجلس المحلي لحي شرق شبرا الخيمة: صارت الأوضاع المرورية في شبرا الخيمة أشبه بالمرض المزمن ننتهي إليه حين نستيقظ وحين ننام فمافيا السرفيس سيطرت علي المدينة وسط غياب واضح للرقابة المرورية فعدد الركاب يزيد علي المسموح والتعريفة المرورية تطبق حسب أهواء السائقين لا حسب قرارات الحكومة وتقسيم خطوط السير أمر لا يمكن السكوت عليه ومثال علي ذلك المسافة بين المؤسسة - مسطرد يتم تقسيمها إلي4 مسافات ولكل مسافة أجرة مستقلة وهي مؤسسة - قهوة شرف - آخر الشارع - مسطرد وسط غياب واضح لدور مباحث المرور والرقابة المرورية والمسافة بين منطقة الوحدة العربية والمظلات لا تزيد علي 2 كيلو متر تم مضاعفة سعرها ليتعدي الجنيه بالإضافة إلي المواقف العشوائية والأغرب أنه لا يوجد موظفون كارتة والدفاتر تباع بالجملة والسائقون معظمهم من الصبية الصغار غير الحاملين لأي تراخيص والمشاجرات تتم علنياً وبالسنج والمطاوي دون رادع والوقوف في الممنوع صار سمة رئيسية للشوارع، وهناك التوك توك الذي احتل الشوارع بلا أي تنظيم فهو تابع للحي ولا توجد رقابة عليه وبفضل التوك توك والسيارات الأجرة التي حولها بعض السائقين إلي شقق مفروشة متنقلة صار أبناء شبرا يخشون علي بناتهم فبعض الأنفاق أسفل الدائري يستغلها بعض السائقين في الأعمال غير المشروعة.
وعن الأحوال المرورية في مدينة بنها يقول رمضان العطرب (محام) أن بنها بها أكثر من 1000 سيارة سوزوكي غير صالحة لأنها صنعت أساساً لحمل البضائع وليس لنقل البشر، كما ساهم عددها الكبير وعدم التزامها بخطوط السير في زيادة أزمة المرور بالمدينة وقيام السائقين بتقسيم خطوط السير إلي عدة مراحل دون الالتزام بالتعريفة المحددة وصارت استفزازات مافيا السوزوكي للمواطنين البسطاء تتم تحت سمع وبصر المسئولين، فضلاً عن العمل في المخصوص في أوقات الذروة وأخيراً رفع الأجرة بنسبة 100٪ وعدم وجود رجال مرور في الشوارع واعتداء السائقين علي الركاب الأمر الذي وصل إلي تحرير محاضر بأقسام الشرطة ولكن بلا جدوي.
أما علي مجاهد، عضو المجلس المحلي لمركز بنها ـ وفد، فيقول: تقدمت بطلبات إحاطة عديدة بخصوص أزمة السيولة المرورية داخل المدينة ومعاناة المواطنين من ابتزاز وبلطجة أباطرة السرفيس والفوضي الناجمة عن قصر الحركة المرورية علي
ويضيف مجاهد أنه رغم مناقشة تلك القضية في معظم الدورات إلا أنها لم تحرك أحداً من المسئولين لمواجهة التدني الواضح في الحركة المرورية، والتي وضعت بنها في مؤخرة مدن الجمهورية في التخطيط المروري السليم، ويتساءل: لماذا لا يتم تكليف إحدي الوحدات الاستشارية للنقل والمرور والموجودة بكليات الهندسة لعمل دراسة للحركة المرورية الحالية للمرور علي شبكة الطرق بالمدينة وتعديل وتخطيط التقاطعات الرئيسية بما يتلاءم مع الكثافة المرورية المتوقعة واستيعابها بتقديم مستوي خدمة جيد إضافة إلي استغلال المحاور البديلة.
وفي كفر شكر، لم تختلف الأوضاع كثيراً، فيقول عبدالمجيد طلب، عضو المجلس المحلي للمحافظة، عن مدينة كفر شكر، هناك قصور واضح في الحركة المرورية والمرور فالسائقون يتلاعبون بالمواطنين ويفرضون أجرة مضاعفة عليهم.
وفي شبين القناطر، يقول أحمد المسلمي، عضو المجلس المحلي، للمحافظة: أين الرقابة المرورية من عربات نقل الموتي المستخدمة في نقل الركاب فعربات الكبوت التي تستخدم في نقل البضائع استخدمت في نقل البشر وهناك خطوط محرومة من أي خدمات مرورية ونحن نطالب بوضع تخطيط سليم للوضع المروري بشبين القناطر.
وفي قليوب، يقول عمر الشواربي.. إلي متي يستمر الوضع المروري بالمدينة بهذا السوء وإلي متي سيظل السائقون يتحكمون في المواطنين وإلي متي ستظل الطرق بهذا السوء والتوك توك وعربات السرفيس غير الصالحة للاستخدام الآدمي وغياب الرقابة المرورية ودور مباحث المرور، صارت قاسماً مشتركاً لأبناء قليوب.
والأزمة لم تنته بعد فأصبح المرور في قبضة أباطرة السرفيس وصار البلطجية من السائقين يتحكمون في كل شيء وصار شعار القوة والبلطجة هو الحاكم فتم رفع الاجرة بين بنها والقاهرة بنسبة 50٪ وصارت المشاجرات اليومية عنواناً للمواقف في القليوبية، وخاصة موقف بنها العمومي وموقف الزراعة ورفع السائقون شعار إحنا هنرفع الأجرة واللي مش عاجبه تتكسر دماغه، مما دفع الأهالي للمطالبة بتوفير وحدات ثابتة للشرطة العسكرية بتلك المواقف.