رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشهر نجار كنائس.. مسلم !


خلفيات كثيرة جعلت سيد عبد الرحيم ذلك الرجل الأربعينى البشوش لا يتحفظ على العمل في مهنته ويبدع فيها، أولها أنه نشأ في منطقة لا تعرف التفرقة بسبب الدين، وثانيها متانة العلاقة التي مازالت تربط سكانها من المسلمين والأقباط .

وعلى تلك الخلفيات بدأ عم سيد رحلته مع تلك المهنة منذ طفولته حتى أصبح حاليا أشهر نجار كنائس في محافظة قنا وربما الصعيد . يقول عم سيد وهو يمسك الأزميل ليحفر على الخشب نقشا بارزا للسيدة مريم وهى تمسك السيد المسيح عليه السلام ، عندما كنت طفلا اصطحبني والدي إلى المقدس فكرى جورجيوس في إحدى القرى التابعة لمركز نجع حمادي جنوبا لأتعلم مهنة النجارة وقال والدي للمقدس:"يا فكرى سيد ولدك علمه النجارة ولو أخطأ اضربه".

ويسترسل في البداية علمني المقدس فكرى صناعة أثاث المساجد من شرفات ومشربيات، فقد كان متفوقا للغاية ومنه تعلمت أن تلك الصنعة تتطلب إحساسا بالقطعة التي تعمل فيها فضلا عن الدقة الشديدة في تركيب أجزائها وخاصة الأرابيسك لذلك فقد " شربت الصنعة منه" ، وبعدها طلبت منه أن أتعلم صنعة نجارة الكنائس، فسألنى مندهشا هل تريد أن تصبح نجار كنائس؟ ولأننى أجد انه لا فرق بين بناء مسجد أو كنيسة فقد دخلت المهنة الجديدة بحماس شديد .

سألت عم سيد وماذا عن الانتقادات التي واجهتك؟ أنا أقف على أرضية ثابتة فديني لا يحرم أن يقوم المسلم بالمساهمة في تأسيس الكنيسة ولا يوجد أحد ينتقد مهنتي فأنا أربى أولادى بالحلال ولأننى كما قلت لدى ثوابت لا تتغير، فمثلا في القرية التي أعيش فيها مع أولادى السبعة وزوجتي تعلمنا أنه لا فرق بين المسلم والقبطي والمسجد والكنيسة وهكذا الحال في العادات تجمعنا سويا فأخوتنا الأقباط في القرية يصطحبون أطفالهم الصغار الذين تأخروا عن المشي وهم يرتدون أساور مصنوعة من خوص النخيل ليقوم

أول مصلٍ يخرج من مسجد الشيخ شعيب بفك الطفل حتى يصبح بعدها قادرا على المشي !

وفى طفولتنا كنا نشارك الأقباط احتفالاتهم بأعيادهم ففي عيد أحد الشعانين كنا نجتمع لنصنع ألعابنا من الخوص ـ سعف النخيل ـ ونخرج إلى شوارع القرية ونطوفها ونحن نحمل تلك الألعاب، وعندما كنا نمرض كانوا يصطحبونا للقسيس الذي كان يصلى لنا، وتلك المظاهر جعلتنا ندرك تماما أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي، كما أن معظم الكنائس التي تبنى يشارك فيها المسلمون سواء بالعمالة أو بالتبرع وهو ما يحدث كثيرا .

ولكن ماهى أطرف المواقف التي واجهتها في مهنتك؟

كثيرا ما يندهش الإخوة الأقباط من وجود نجار مسلم يدخل الكنائس ويعرف أدق تفاصيلها المعمارية بحكم أن المشغولات الخشبية التي يتم تأثيث الكنائس بها تتطلب إدراكا لتلك التفاصيل مثل الحجاب والهيكل وغيرها، كما أن هناك تقاربا كبيرا بين مهنة صناعة المشغولات الخشبية في الكنائس ومثيلاتها في المساجد وهى في كل الأحوال ليست صنعة عادية بل هي مهنة شاقة تتطلب موهبة وحبا لما تصنعه حتى تخرج القطعة بشكل جيد، ولأننى أعشق مهنتي فقد أتقنتها للغاية وأصبحت من المعروفين في المهنة وشاركت في تأثيث عشرات الكنائس في كل ما يدخل في صناعته الخشب.