رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علماء يطلبون خطابا إعلاميا للحركات الإسلامية


دعا عدد من العلماء والمفكرين والخبراء إلى صياغة ميثاق إعلامي إسلامي يحدد ملامح الخطاب الإسلامي الإعلامي خلال المرحلة المقبلة، مشددين علي أن يركز هذا الخطاب الإعلامي الجديد للحركات الإسلامية علي ما يجمع هذه الحركات من وحدة الهدف والأصول وإحياء قيمة العمل وتقديم الكوادر الإسلامية المتخصصة في كل المناحي.

وقالوا - فى حلقة نقاشية نظمها موقع (علامات أون لاين) القطري القاهرة بجمعية الشبان المسلمين اليوم الاثنين - وحضرها الدكتور مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية والدكتور عصام العريان المتحدث باسم جماعة الإخوان والشيخ محمد حسان والدكتور عبد الرحمن البر ومحمود خليل رئيس إذاعة القران الكريم والدكتور عمار علي حسن ، أن الخطاب الوسطي المعتدل يجب ان ياخذ فرصته من اجل تقديم صورة سليمة عن الحركات الإسلامية .

التكامل لا التآكل

فقد أكد الداعية الشيخ محمد حسان أن ما حدث في مصر من ثورة أطاحت بالنظام السابق وقع وفق إرادة الله الكونية، وأنه بمثابة استجابة منه لدعوات المقهورين والمعذبين، وأنه "لو اجتمع شباب العالم كلهم، لن يقوموا بما حدث لو إرادة الله"، قائلا : "لا تسود دول، ولا تزول دولة إلا بأمر الحق سبحانه وتعالى، فهو كل يوم في شأن".

وقال حسان: "إن المرحلة التي تحياها مصر مرحلة حرجة، وأن ما نشاهدة من مشاهد الحرية، نراها حرية منفلتة، يقوم بها بعض أصحاب الأجندات الخاصة دون مراعاة لمستقبل هذا البلد الكريم"، مشيرا إلى أن دور رجال الإعلام في هذه الفترة هو غاية الخطورة، وطالبهم بأن أن يعوا خطورة ما يقومون به، قائلا: "للأسف إن الباطل يملك ما يمكلك من وسائل الإعلام أكثر من أهل الحق".

وطالب حسان الإعلاميون أن يركزوا خلال الفترة المقبلة على متطلبات المرحلة والتي تتضمن التركيز على التطهير والتغيير، قائلا: "التغيير لا يمكن أبدًا أن يتأتى بالدساتير، مع احترامنا له، فالتطهير يحدث من أعماقنا، لقوله: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فلابد أن يبدأ التغيير من كل فرد فينا".

ودعا حسان كافة العاملين للإسلام أن يلتقوا على ما يجمعهم قائلا: "يجب أن يركز العلماء على أصول الخلاف وأدبه، لا حرج أن نختلف، فالتضاد في هذه المرحلة ما دام في الفروع، فلا حرج مادام الاختلاف في الفروع لا في أصل، لأن اختلاف الفروع سيظل إلى يوم القيامة. ونلتقى على الأصول والقضايا الكبيرة".

وطالب العلماء بالتكامل بدلا من التآكل، والتناصح بدلا من التقاذف، فلن يستطيع أن يقوم فيصل إسلامي بمفرده بالقيام بنهضة هذه الدعوة، فهناك السياسة ومحترفوها، وهناك الشرعي ومحترفوه، فالمطلوب هو التكامل بين فصائل العمل الإسلامي، مشيرا إلى أن الخلاف الآن هو "خلاف التضاد".

ودعا حسان للتركيز علي إحياء العمل قائلا : "نحن لسنا أقل من الشباب في أوروبا، أو أمريكا فالعمل ليس الخطابة علي المنابر وإنما أن يركز كل فرد في عمله علي قيمة العمل "، داعيا أن يركز الإعلام على ما فسد من أخلاقنا، فأزمة الأمة أزمة أخلاق، مشيرا إلى أن البعض يعتقد أنه لن يخدم دين الله إلا وهو على المنبر، واصفا إياه بالخلل الكبير.

بلبلة مفتعلة حول الاسلاميين

وأكد الدكتور محمد مختار المهدي الرئيس العام للجمعيات الشرعية في مصر ضرورة أن يتجمع العاملون في الإسلامي من كافة الحركات على منهج وسطي موحد لنشر قيم الدين الإسلامي الوسطية والمعتدلة، والعمل على الموائمة بين متطلبات الفترة الحالية وتحدياتها ومتطلبات الناس في آن واحد.

وأوضح المهدي أن "البلبلة الموجودة على الساحة حول الإسلاميين، هي مفتعلة على أيدي أولئك الذين لا يريدون الخير لوطننا وديننا الحق"، مشيرا إلى أن رؤية الجمعية الشرعية لمواجهة هذه الحملات هو العمل بشكل جماعي بين كل العاملين بالكتاب والسنة بعيدا عن أيه سياسة حزبية تجعلها في إطار معين .

ودعا جميع العاملين في الحقل الإسلامي إلى أن يكون هدفهم الأساسي تبليغ دين الله، لا السعي وراء المال أو السلطة أو إلى الدعوة إلى جماعته الحزبية فحسب"، قائلا : " إن الدعوة العملية أكثر إفادة من الدعوة الكلامية .

مشروع إعلامي ضخم للإخوان

وأشار القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسمها الدكتور عصام العريان الي أن المشروع الإسلامي أصبح الآن محط أنظار العالم، وأصبح مدعو الآن للتواجد كشريعة وكتصور شئنا أم أبينا بعد الثورات العربية ، والمشروع الإسلامي أصبح محط أنظار العالم، فنحن أمام تحدي كبير، فلابد أن يكون خطابنا متنوع بتنوع جمهور المخاطَبين.

وشدد علي أننا أمام تحدي تقديم المشروع الإسلامي للمسلمين وغير المسلمين، مشيرا لأن هناك قلق أصاب البعض من فتوى هنا أو هنا، أو بعض الأقاويل التي طرحت ، داعيا لعدم التخويف من الشريعة وبيان محاسنها والتعامل مع حملة التخويف من الإسلام بالرفق والتوضيح وعدم الانجرار للاستفزاز .

وأكد على ضرورة تعظيم القواسم المشتركة بين الدعاة وبين الناس، مثل الأخلاق والقيم العام التي اتفق عليها الناس كلهم، مطالبا بأن يركز الخطاب الإعلامي على التركيز على نشر فهم "عدم الاستدراج إلى المعارك الجدلية التي تشنها وسائل الإعلام المضادة، بل والعالم أجمع وما تشنه من حملات التخويف".

وأشار العريان إلى أن الثورة المصرية قامت بمشاركة الجميع، قائلا: "علينا دور كبير في إقرار تكامل الديمقراطية بالروح الإسلامية، وأن هناك اتفاق كبير جدًا بين الديمقراطية والروح الإسلايمة وقيمها، فنحن أمام تحد حقيقي، وتطبيق النظام الإسلامي المعاصر الذي يتوافق مع روح العصر، فأمامنا الكتاب والسنة نأخذ منهما ونستلهم منهما ما يتناسب وروح العصر، ونحتاج إلى لغة خطاب يتحدث عن الإسلام والتواصل مع العالم لنشر ثقافته، فنحن في حاجة للتواصل مع العالم لإزالة الغبار عن الإسلام وقيمه".

وكشف العريان عن أن جماعة الإخوان المسلمين تعمل على مشروع إعلامي ضخم لإطلاق بعض الوسائل الإعلامية التي تذب عن الإسلام في الداخل والخارج، الأمر الذي يحتاج إلى تضافر جهود الجميع".

خطاب ترغيبي لا ترهيبي

من ناحيته، أكد القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد الدكتور عبد الرحمن البر أن الفساد المنظم لا يزول إلا بالإصلاح المنظم، مشيرا إلى الحركات الإسلامية تحتاج إلى التواصل والتعاون فيما بينها.

وشدد البر على ضرورة إقرار عدة أصول قبل الوصول إلى خطاب إعلامي للحركات الإسلامية وهي: "إن أصحاب الدعوات الحقة كلهم طلاب حق، والتماس العذر لمخالفنا وتوقير واحترام الآراء الأخرى، والإنصاف اللائق في أهل العلم، وألا يجد العلماء غضاضة في الرجوع إلى إلى الحق، وأن الاختلاف الحاصل بين علماء الحركات الإسلامية لا يمس الأصول، بل في بعض مسائل الفروع، ولهذا لا ينبغى أن يكون اختلافهم داعيًّا إلى تفسيق أو تذبيح أو قطيعة أو غيره".

وحول الخطاب الإعلامي أكد البر ضرورة أن يكون خطابنا تجميعيًا توافقيًّا ظاهرًا وباطنًا، لا مجرد خطاب ظاهري، مزيلا للشبهات التي تلقى في طريق الإسلام ومنهجه، وأن يكون شاملا لكافة مناحي الحياة ومجالاتها، وأن يكون الخطاب الإسلامي قادرا على ترسيخ قيمة الشمول، وأنه جاء لسعادة الفرد في كافة مناحي الحياة، وأن يكون خاضعًا للتنقيح والانتقاد والمراجعة، ومعتدلا في تكوين النظريات والأشخاص والأحداث.

ودعا البر إلى أن يكون الخطاب الإعلامي الإسلامي معتدلا، وعالم بمتطلبات العصر وتطبيقات المرحلة، ويتبنى هموم الامة، ويشعر به رجل الشارع بأن من يتحدث يملك حلا إسلاميًّا عمليًّا لا مجرد نظريات لا حياة فيها، وأن يكون قائما على التخطيط والمؤسسة مشجعًا على العمل الجماعي".

الإعلام مرآة الصراع

من جهته، أكد الكاتب الإسلامي جمال سلطان أن الإعلام هو مرآة في أي مكان أو مجتمع لعملية صراع سياسي أو اقتصادي واجتماعي وثقافي، مطالبا أصحاب المشروع الإسلامي بأن لا يتعاملوا مع الإعلام بطيب نفس زائدة أو بحسن نية مجانية ، محذرا من المكائد الإعلامية التي يشنها مناهضو الدعوة الإسلامية".

وأكد أن المشروع الإسلامي الآن ليس له منبر إعلامي والمطلوب من الإسلاميين هو إيجاد وسائط إعلامية متنوعة، قائلا: "نحن في حاجة إلى توسيع نطاقنا على كافة المستويات، على الإنترنت والفضائيات، وأن "اول شيء لابد الإعلام الإسلامي أن يتحلى إلى حد كبير هو الإحاساس بالمسؤولية، فالأن لابد أن يكون الخطاب مسؤول تجاه الوطن وإلى روح البناء".

وقال: "لابد أن تكوت المهنية حاضرة وفي المقدمة، فمن الممكن أن يكون إسلاميًا ومحترمًا إلا أن أقل مهنية، والعكس، لذلك لابد أن الإعلام الإسلامي فائمًا على اكتاف المهنيين والمحترفين، والكفاءات المهنية والتكنولوجية، فهي التي تنجح العمل الإعلامي"، مشددا على ضرورة أن يكون هناك قدر كبير من الذكاء، وحضور بديهة وسرعة اللمح، موضحا أن العمل الإعلامي لا يعرف الاسترخاء، بل يعتمد على حضور البديهة.

خطاب محاصر

من جانبه، أكد الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن علي ضرورة انفتاح الخطاب الإسلامي للنقد البناء، مشيرا إلى أن الخطاب الإعلامي الإسلامي كان يتسم بعدة خصائص سلبية، أهما أنه متمايز لا متماثل، فهو يرفع من شأن التيار على شأن العامة، وأنه إعلام يتسم بالمحاججة، التي دمرت الكثير من اجتهادات تراث الإسلام، فهذا عوق كثيرًا الخطاب الإعلامي الإسلامي.

وأضاف: "إن الخطاب الإعلامي الإسلامي يستعير النص القديم فقط، وكأنه ليس بين المعاصرين مجتهد إعلامي محترف، فخطاب الشيخ الشعرواي، كان خطابه بسيطًا يصل إلى كافة الناس وشرائحهم، أما الآن فأغلب الخطاب هو خطاب فئوي، يؤثر في فئة معنية فقط من الناس، كما أنه خطاب تعبوي، يعتمد على العاطفة على حساب الصواب، إلا أن الصواب أن العمل الإسلامي يقوم على الإثنين. فالإخلاص بلا صواب عمى، فإذا كانت الحركة الإسلامية عليها أن تمتلك الصواب في خطابها الإعلامي".

وأردف قائلا: "إن الخطاب الإسلامي يقدم الفقة على الحضارة، فهو طيلة الوقت بالفقه في الوقت الذي غيب فيه الأدب والفنون، فلابد أن نشدد على أهمية الحضارة في صقل التاريخ الإسلامي ليس فقط الفقه، فالخطاب الإسلامي في المستقبل عليه أن ينتقل من الدعاية الى الاحترافية، والانفتاح على كل الأشكال الأخرى، الرواية والإبداع والمسرح والقصة".

وفي ختام الندوة جرت مناقشات شارك فيها عدد من الصحفيين والباحثين والكتاب حول مقترحات معينة لتحسين الخطاب الإعلامي للحركات الإسلامية أبرزها تدريب مسئولي هذه الحركات الإسلامية وتثقيفهم إعلاميا والبعد عن التصريحات الساخنة التي يتصيدها البعض لتشوية صورة التيار الإسلامي ودفعه باستمرار إلي الدفاع عن نفسه دون تقديم البدائل والمبادرات ..