عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تهريب الدقيق وراء أزمة الخبز بالإسماعيلية

بوابة الوفد الإلكترونية

سبع ساعات قضتها «أم أحمد» جالسة على الرصيف تنتظر دورها للحصول على رغيف خبز أمام أحد المخابز بوسط مدينة الاسماعيلية. برودة الطقس وسقوط الأمطار لم يمنعاها من الخروج

من منزلها بقرية الضبعية بالاسماعيلية لتقطع مسافة تزيد على 15 كيلو متراً إلى مدينة الإسماعيلية حتى تحصل على احتياجاتها من الخبز.
الطابور الذي ينتظر فيه أكثر من 60 مواطناً تصفه «أم أحمد» بأنه مشهد معتاد يتكرر يوميا. والمشاجرات والمشاحنات بين بائع الخبز وصاحب الفرن وبين المواطنين متكررة في كل ساعة. ولكنها باتت مشاهد معتادة جعلت من اللامعقول شيئا طبيعيا.
الجميع أمام هذا المخبز الكائن بمنطقة وسط البلد وتحديدا بحارة عبد الحميد بشارع سعد زغلول من عزب المنايف والضبعية والسبع آبار وأبو عطوة وغيرها من العزب والقرى المجاورة لمدينة الاسماعيلية يأتون للمخبز هذا ولغيره من المخابز مرة كل يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ما يكفيهم من الخبز. وحتى يحصل المواطن منهم على احتياجات تكفي أسرته لثلاثة أيام يأبى بائع الخبز أن يبيع لهم دون أن ينال نصيب من الجنيهات ليحصلوا على كميات إضافية، مشهد يراه الجميع أمام المخابز طبيعيا في ظل انعدام الرقابة من الأجهزة المختصة وتهريب الدقيق المدعم واستمرار المنظومة الإدارية وسياسات الحكومة الهشة لمواجهة الأزمات الحياتية.
تقول أم أحمد حسن «61 سنة - من الضبعية»: خرجت من بيتي في السادسة صباحا وبرودة الطقس جعلتني غير قادرة على حمل النقود في يدي من شدتها ولكنني مضطرة للذهاب إلى الإسماعيلية كل ثلاثة أيام لأحصل على احتياجاتي واحتياجات ابني وأولاده من الخبز. فالمخبز المتواجد لدينا بالقرية يبدأ عمله في الثانية فجرا وقبل شروق الشمس يكون قد انتهى من خبز العيش وبيعه. ورغم الزحام الشديد الذي يعيشه الأهالي فاننا لا نحصل حتى على رغيف واحد وهو ما يضطرني للحضور إلى الإسماعيلية كي أحصل على ما يكفينا لمدة ثلاثة أيام. ولكن أصحاب المخابز في مدينة الاسماعيلية لا يوافقون على إعطائنا العيش إلا بعد أن ندفع جنيها واحدا له عن كل 4 جنيهات من العيش نحصل عليها.
أهالي المدينة وأصحاب المخابز فاكرين إننا بناخد العيش للطيور والمواشي هو احنا لاقيين ناكل عشان نجيب طيور ونربي مواشي «هكذا رمت سيدة في العقد الرابع من عمرها بكلماتها أثناء محاورتنا لسيدة أخرى كانت تفترش الرصيف في انتظار دورها.
وتقول صفاء محمد علي «18 سنة من عزبة العالي بالمنايف»: الأفران في العزبة لدينا لا يوجد عليها رقيب ويقوم أصحاب المخابز ببيع الدقيق وتهريبه على مسمع ومرأى من الجميع والعيش المنتج لا يكفي 10% من سكان العزبة وينتهي قبل السادسة صباحا وهو ما يضطرنا للمجيء للاسماعيلية أنا وأخت زوجي لنحصل على ما يكفي الأسرة لمدة أسبوع. وبابتسامة رضا رددت «أنا بقالي 4 ساعات

هنا مستنية دوري» وتلتقط أطراف الحديث هبة حسن من عزبة العالي بالمنايف وتقول: أدفع لبائع الخبز 5 جنيهات وأحصل على خبز بـ 4 جنيهات فقط بعد أكثر من أربع ساعات انتظارا في الطابور. ولا مجال هنا للاعتراض فما يجود به من خبز علينا نعتبره مكسبا يرحمنا من الجوع. ويقول عبدالله محمود من عزبة هيصم بأبوصوير: إن المخابز في القرية لديه تخصص إنتاجها فقط لأقارب ومعارف صاحب المخبز فقط دون غيرهم والباقي لا نصيب لهم من الخبز الذي يقوم صاحب الخبز بتهريبه».
المعاناة أمام المخابز لا تقتصر على رحلة الخروج من قراهم إلى المدينة ولا حتى على ساعات الانتظار وما يدفعونه للحصول على احتياجاتهم ولكن الأمر يمتد إلا أن هذه الأرغفة التي يحصلون عليها مقابل خمسة قروش لكل رغيف سيئة للغاية وناقصة الوزن ولا تصلح حتى كأعلاف تقدم للحيوانات. ولكن قلة الحيلة جعلتهم عاجزين حتى عن الاعتراض على ما يحصلون عليه.
وتقول صابحة عطا الله من منطقة التعاون: جئت اليوم للإسماعيلية لأحصل على خبز بأربعة جنيهات لأن لدي ضيوفاً ولأن المخبز لدينا لا يكفي احتياجات الأهالي اليومية اضطررت للمجيء هنا وتحملت تكاليف المواصلات لأحصل على الخبز. ورفعت بيدها رغيف خبز وقالت: «أهوه العيش ناقص الوزن ومحروق ومن غير خميرة ومحدش فينا يقدر يتكلم نص كلمة مع صاحب الفرن».
ويقول المهندس عبد السميع سويلم مدير عام التموين بالاسماعيلية إن نصيب الفرد من الخبز بالإسماعيلية كاف وأن المديرية تقوم بشن حملات تموينية مكثفة على أصحاب المخابز لضبط وقائع تهريب الدقيق وتحرير محاضر للمخابز التي تنتج خبزا ناقص الوزن وغيرها من المخالفات التموينية. وأكد أن المديرية بدأت في اتخاذ إجراءات لتحرير سعر بيع الدقيق المدعم في أول مارس المقبل كخطوة جادة من الوزارة للحد من عمليات تهريب الدقيق وبيعه بالسوق السوداء.