رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الممر " ميدان بطعم التاريخ وشاهدا على الثورة

ميدان الممر
ميدان الممر

"ميدان الممر " شاهدا علي تاريخ نضال شعب الاسماعيلية، بداية من الفدائيين المناضلين ضد المحتل الانجليزي، إلي أن احتضن شباب الثورة.

توسطته الحدائق العرضية المكسوة باللون الاخضر وعلى جنباته زينت رسوم الجرافيتي جدران بنايته وعلى أطرافه انتشرت المتاجر والمطاعم والمقاهي والنوادي والمتنزهات وفي منتصفه وقف الساري رافعا إعلاه علم مصر يدلل في كل لحظة أن التاريخ مجسدا هنا .
توسط الممر مدينة الاسماعيلية رابطا بين أحيائها الثلاثة الكبري وتحكم بوسطيته في سير حركة المرور الرابطة بين خطوط المواصلات العامة .

احتضن على اعتابه في السابق طلاب الاسماعيلية الأحرار الذين خرجوا من مدارسهم في 16 اكتوبر 1951  ليطالبوا برحيل المحتل الانجليزي من خط القنال، وعلى بعد مئات الأمتار منه سقط  56 من رجال الشرطة في معركتهم الشهيرة  مع المحتل الانجليزي في 25 يناير 1952 وتعرض للقصف مرارا  بطائرات الجيش الاسرائيلي طوال 7 سنوات في حرب الاستنزاف .
وفي الثمانينيات أقيمت على حدائقه المهرجانات الدولية للفنون الشعبية ، وفي العقدين الأخريين كان قبلة للمحتجين على ضرب العراق وانتفاضة الاقصى ، وداخل الميدان انطلقت ثورة يناير ولايزال حاضنا للثوار في الاسماعيلية.
من الممر إلى الحرية ..غير الثوار اسم الميدان وأطلقوا عليه ميدان الحرية في أعقاب إسقاط النظام السابق في 11 فبراير عام 2011 . لكن اسم الممر ظل رغم مرور عاميين على تغييره هو الاسم الباقي في وجدان الجميع ربما لكونه لايزال ممرا ومعبرا نحو الحرية التي لم نحصل عليها حتى الآن رغم إسقاط النظام السابق. وربما لأنه ممرا لشريط الذكريات التي سجلت لحظات الفرحة و الانكسار وشهدت أحداث قتل وعنف للثوار وقليلا من لحظات النصر والانتصار.

كان الممر ولايزال عاكسا لفوران ميدان التحرير بالقاهرة  وللاربعين بالسويس ، وأحيانا مبادرا بانتفاضته وتحول الميدان من مكان حاضنا للثوار وشاهدا على الاحتجاجات لمركز لعقد المؤتمرات الجماهيرية للقوى السياسية المختلفة وساحة لصلاة العيدين على مدار العامين السابقين .

 

بل بات مركزا لدى منظمات العمل المدني والجمعيات الأهلية للاعلان عن أنشطتهم الخيرية والتنموية .وأقيم داخل الميدان سرادق ضخم تلقي فيه الثوار العزاء في فقدان 2 من شباب الثورة من أعضاء حركة 6 ابريل لقوا حتفهم في حادث مروع أدمى قلوب أهالي المدينة .

ورغم ان الميدان كاد في بعض الاوقات مصدرا لازعاج ومخاوف السكان واصحاب المتاجر بالمنطقة الا ان ما تقوله نرمين يوسف احد سكان المنطقة ان اسعار العقارات والوحدات السكنية بالمنطقة المحيطة به ارتفعت قيمتها لاكثر من 50% خلال العام الماضي وافتتحت عدد من المقاهي والمتاجر بالمنطقة  والتي لاقت رواجا تجاريا واسعا .

كانت بداية ميدان الممر مع الثورة يوم 27 يناير عام 2011 عندما خرجت المظاهرات من قلب الميدان تهتف بالحرية وتندد بممارسات سياسة الحزب الوطني المنحل .
وعن بداية الممر مع الثوار يقول الناشط السياسي محمد نحاس منسق ائتلاف شباب الثورة بالاسماعيلية "كانت الاسماعيلية هي المحافظة الوحيدة بمصر التي قررت معاودة  التظاهر  يوم 27 يناير بعد تظاهرات يوم 25 التي جابت شوارع المدينة على مدار 9 ساعات متواصلة وانتهت بعدما فرقتها قوات الأمن المركزي بالمياه .

ويضيف   " لم نكن ننتوي أن ننظم أي فعاليات يوم الخميس 27 يناير وكنا قد بدأنا بالفعل التجهيز لحشد المتظاهرين ليوم الجمعة 28 يناير الا اننا علمنا مساء يوم 26

أن الوضع بالسويس سيء للغاية وان هناك اكثر من 14 حافلة امن مركزي محملة بالجنود متجهة من معسكر الامن المركزي بالاسماعيلية الى السويس للقضاء على المظاهرات التي اشتعلت هناك. ودفعتنا هذه المعلومة للتحرك بسرعة والاعلان عن الحشد والتظاهر يوم الخميس 27 بالممر ومن هنا كانت البداية مع ميدان الممر  ".

ذكريات الممر طوال أيام الثورة وعقب ذلك لايزال محفورة في ذاكرة شباب الثورة ولم تمحوها تعاقب الأحداث .هنا كان لقاءنا الأول .وهناك تقاسمنا فراش الحديقة للجلوس والتحاور .ويمينا كان هناك نقاش حار وفي هذا المكان كنا نجتمع لاداء الصلاة في جماعة على اسفلت الميدان . وكانت هنا سجدة الشكر التي ادينها فرحا وشكرا لله لحظة تنحي النظام السابق .

تقول منى يوسف ناشطة سياسية : "لا زالت اتذكر يوم 27 يناير اننا  ظللنا محاصرين لاكثر من سبعة ساعات تقريبا وان الأمن رفض ان يجعل الاهالي ينضموا لنا ، واتذكر اننا ظللنا نهتف لساعات دون ماء او طعام وبعد ما أصابنا الارهاق ونحن محاصرين قام عدد من الأهالي بجلب المياه والطعام لنا ".

ويقول محمد حنفي " افترشنا حدائق الممر طوال 18 يوما في بداية الثورة وكانت شوارعه المتفرعه مسجدا لجمعنا ومظلاته حماية لنا من الامطار التي طالما تساقطت علينا في شتاء 2011 ."

ويضيف عبدالله كوماندوز عضو اولتراس النادي الاسماعيلي واحد شباب الثورة " الممر بالنسبة لنا البيت والمأوى لافكارنا وجمعنا وشاهدا على ثورتنا وعاكسا على احزاننا وخيباتنا "

رسوم الجرافيتي جسدت احداث الثورة ومطالب الثوار على جدران العقارات المحيطة بالميدان وهناك رسمت صورة لماجد يوسف –أصغر شهداء الثورة بالاسماعيلية – وعلى الجانب الاخر رسمت نقوش وصور للشهداء كتب اسفل منها الثورة لازالت مستمرة .

وتقول مي الشامي ناشطة سياسية " كل شبر داخل هذا المكان يحمل من الذكريات الكثير وعلى جدران العمارات السكنية قام الفنانون بنقش رسومهم الجرافيتيع المعبرة عن أحزاننا وافكارنا ". وكانت أصعب الاحداث التي شهدها الميدان في نوفمبر من عام الثورة في مواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين والتي خلفت قتيل "ماجد مدحت يوسف -15 سنة" أصغر شهيد في الثورة بالاسماعيلية وايفرت عن اصابة 12 بأعيرة نارية .