عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العياط تدفع ثمن رفع المياه لأراضي الجولف

هذا الموضوع‮ ‬يتطلب تدخلاً‮ ‬عاجلاً‮ ‬في‮ ‬ضوء ما قد‮ ‬يكشف عنه من فساد مارسه النظام السابق وبشكل خاص حكومة نظيف‮. ‬ففي‮ ‬إطار خدمة مشاريع رجال أعمال النظام السابق تم إقرار إقامة محطة مياه بالعياط بدعوي‮ ‬خدمة مدينة أكتوبر،‮

‬فيما‮ ‬يؤكد الأهالي‮ ‬إنها تستهدف خدمة المنتجعات وملاعب الجولف في‮ ‬المنتجعات الموجودة بالمدينة‮. ‬ويزيد من حدة الأزمة أن هذا المشروع المشبوه سيستنزف نحو مليار متر مكعب من المياه سنوياً،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تواجه فيه مصر خلال الفترة المقبلة معركة من أجل حصتها علي‮ ‬موارد النيل‮.. ‬من أجل ذلك أصبح التحرك السريع مطلوباً‮ ‬لكي‮ ‬لا نهدر المياه من أجل خدمة رموز الفساد في‮ ‬النظام السابق‮.‬

البداية هي‮ ‬قيام الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي‮ ‬باختيار مكان علي‮ ‬النيل لإقامة محطة مياه شرب عملاقة لتوصيل المياه إلي‮ ‬مدينة‮ ‬6‮ ‬أكتوبر وكان من الطبيعي‮ ‬وقتها ومنذ حوالي‮ ‬ثلاثة أعوام بالتحديد أن‮ ‬يتم اختيار منطقة قريبة من أكتوبر أو موازية لها فكان من الأولي‮ ‬أن‮ ‬يتم أخذ هذه المياه من منطقة ساقية مكي‮ ‬بالجيزة أو تدعيم المحطات الموجودة بالجيزة لتوصيلها إلي‮ ‬مدينة‮ ‬6‮ ‬أكتوبر لانها أقرب نقطة موازية للمدينة ولكن كما‮ ‬يعلم الجميع أنه لا‮ ‬يوجد شبر علي‮ ‬نهر النيل بالجيزة أو ساقية مكي‮ ‬لإقامة مثل هذه المحطة أو حتي‮ ‬زيادة قدرتها نظراً‮ ‬لأن حيتان التعدي‮ ‬علي‮ ‬النيل أشرس من أي‮ ‬جهة مهما كانت فحاولت الشركة الاتجاه جنوباً‮ ‬ناحية أبوالنمرس لإقامة المحطة علي‮ ‬ضفاف النيل ولكن فيلات المشاهير أمثال فاروق حسني‮ ‬وزير الثقافة الأسبق والفنادق والشاليهات بهذه المنطقة وهي‮ ‬منطقة عزبة البكباشي‮ ‬حالت دون ذلك فحاولوا البحث عن مكان آخر بعيداً‮ ‬عن هؤلاء الحيتان فاتجهوا نحو منطقتي‮ ‬الحوامدية والبدرشين فوجدوا فيلات لنظيف وأبوالعينين وهاني‮ ‬شاكر وغيرهم من المشاهير‮.‬

‮(‬ظلم العياط‮) ‬

ظلت الشركة تتجه جنوباً‮ ‬حتي‮ ‬وصلت إلي‮ ‬عزبة بسيطة تابعة للعياط هي‮ ‬عزبة التابوت تعتمد علي‮ ‬الزراعة وتقع علي‮ ‬نهر النيل ولا‮ ‬يزيد منازل هذه القرية علي‮ ‬300‮ ‬منزل وهي‮ ‬من أفقر العزب علي‮ ‬مستوي‮ ‬مصر وتم اختيار هذا المكان بالذات لأن هذه القرية لا‮ ‬يوجد بها حوت أو أحد من المشاهير رغم أنها تبعد حوالي‮ ‬40‮ ‬كيلو متراً‮ ‬عن الجيزة وتبعد عن أكتوبر حوالي‮ ‬80‮ ‬كيلو متراً‮ ‬خلاف المساحة التي‮ ‬ستنتزع فيها الأراضي‮ ‬من النيل شرقاً‮ ‬وحتي‮ ‬الصحراء الغربية‮ ‬غرباً‮ ‬لمد هذه المواسير للوصول إلي‮ ‬أكتوبر كما‮ ‬يؤكدون فبدأت المساومات علي‮ ‬نزع الأرض بدون تعويضات حتي‮ ‬إقامة المشروع وبعدها‮ ‬يتم صرف ملاليم للمتضررين ولكن أهالي‮ ‬القرية والذين‮ ‬يمتهنون الزراعة فقط رفضوا التنازل عن أراضيهم بسهولة وكان الحل الوحيد هو تدخل رجال أمن الدولة المشبوهين ومعهم رجال مباحث أكتوبر وجحافل الأمن المركزي‮ ‬بتمكين الشركة من إقامة المحطة في‮ ‬هذا المكان بالذات رغم أن هذه العزبة تقع منازلها علي‮ ‬نهر النيل ولا توجد بها محطة مياه إرتوازية أو مرشحات وتعتمد علي‮ ‬المياه من قرية كفر الرفاعي‮ ‬المجاورة والتي‮ ‬تعاني‮ ‬أيضا من نقص حاد في‮ ‬مياه الشرب كما أن نصف شوارع القرية بدون مواسير ويعيش أهلها علي‮ ‬ضفاف النيل ويقومون بشراء المياه من القري‮ ‬المجاورة‮.‬

‮»‬استفزاز الأهالي‮«‬

وقد أثار هذا الاختيار مشاعر أهالي‮ ‬القرية نظراً‮ ‬لوجود أراضي‮ ‬فراغ‮ ‬حول القرية واصرار الشركة المنفذة علي‮ ‬تمرير المواسير العملاقة التي‮ ‬تحصل علي‮ ‬المياه من المأخذ بين شوارع القرية ومعني‮ ‬ذلك أن الحفر سيتم حول هذه المنازل وحاول البعض اقناع الشركة بالاتجاه‮ ‬يمينا أو‮ ‬يساراً‮ ‬حماية لمنازلهم ولكن

دون جدوي،‮ ‬فتم نزع هذه الارض بالقوة الجبرية وقام أمن الدولة باعتقال البعض واحتجاز اخرين لتنفيذ هذا المشروع وصرفت تعويضات عن قيراط الارض‮ ‬30‮ ‬الف جنيه بشيكات دفعت فوراً‮ ‬بعد أن بدأ الاعلام‮ ‬يقوم بدوره دفاعاً‮ ‬عن بسطاء هذه القرية وهناك عدد من الاشخاص رفضوا تسيلم أراضيهم أو الموافقة علي‮ ‬التنازل عن أراضيهم نظراً‮ ‬لأن المواسير العملاقة ستقوم بهدم منازلهم إذا تم الحفر الجائر حولها كما أنهم رفضوا المبالغ‮ ‬التي‮ ‬حددتها الشركة نظراً‮ ‬لارتفاع سعر قيراط الارض في‮ ‬هذا المكان إلي‮ ‬120‮ ‬الف جنيه‮ »‬علي‮ ‬النيل مباشرة‮« ‬فكيف‮ ‬يتم قبول مبلغ‮ ‬30‮ ‬الف جنيه كما قبل بعض المزارعين في‮ ‬منطقة الرناوية وكفر حميد‮.‬

‮»‬شبهة المؤامرة‮«‬

ومما‮ ‬يؤكد وجود شبهة في‮ ‬تعاملات الشركة وأن هذا الموضوع سيخدم ملاعب الجولف وفيلات ومنتجعات الحرامية وان مدينة‮ ‬6‮ ‬اكتوبر ما هي‮ ‬إلا سكة لتوصيل المياه وأن محطة مياه الشيخ زايد تضخ المياه إلي‮ ‬مدينة‮ ‬6‮ ‬اكتوبر وكذلك حقيقة ان الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي‮ ‬التي‮ ‬دفعت لاصحاب الاراضي‮ ‬حقوقهم قبل بداية العمل هي‮ ‬نفس الشركة التي‮ ‬لم تصرف مليماً‮ ‬واحداً‮ ‬لمساحة‮ ‬23‮ ‬فداناً‮ ‬بالقرب من هذه المنطقة وتحديداً‮ ‬في‮ ‬قرية دهشور لإقامة محطة تنقية للصرف الصحي‮ ‬رغم أن النزاع تم عام‮ ‬2006‮ ‬أي‮ ‬منذ‮ ‬5‮ ‬سنوات‮.‬

وهذه التفرقة تؤكد أن رجال الاعمال والوزراء لا‮ ‬يريدون الشوشرة فخرجت التعويضات بأقصي‮ ‬سرعة،‮ ‬هناك رائحة مؤامرة وهناك مصالح وتتم من خلف ظهورنا وهناك ترعة الباشوات التي‮ ‬تستحوذ علي‮ ‬هذه المياه كما‮ ‬يردد الأهالي‮ ‬وهناك أزمة أكبر من كل هذا وهي‮ ‬نقص حقنا المؤكد من مياه النيل في‮ ‬نفس الوقت الذي‮ ‬سنقوم هذه المحطة بضخ مليون و700‮ ‬الف متر مكعب‮ ‬يومياً‮ ‬أي‮ ‬حوالي‮ ‬55‮ ‬مليون متر مكعب في‮ ‬الشهر أي‮ ‬ما‮ ‬يوازي‮ ‬مليار متر مكعب سنوياً‮.‬

الا‮ ‬يدعو هذا الامر إلي‮ ‬تحرك المشير حسين طنطاوي‮ ‬والدكتور عصام شرف وكذلك وزير الري‮ ‬وجميع الشرفاء في‮ ‬هذا البلد لمعرفة الغرض من اقامة هذه المحطة خصوصا أن الذي‮ ‬وافق عليها‮ »‬حكومة نظيف‮« ‬ونصفهم بالسجن والباقي‮ ‬لن‮ ‬يفلت من العقاب،‮ ‬والكارثة الخطيرة أن ناتج حفر هذه المحطة وهو آلاف الامتار المكعبة من التربة الطينية تذهب إلي‮ ‬ردم النيل بنفس المنطقة والمناطق المجاورة مضاعفة حجم الكارثة الأمر الذي‮ ‬يتطلب تدخلاً‮ ‬عاجلاً‮!‬