رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

والد شهيد الجيش: احتسبت ابنى عند الله

كعادتها دائما كانت القوات المسلحة على مدى تاريخها المجيد هى الملاذ الأمن للشعب المصرى وعندما انحازت إلى جانب ثورة 25 يناير, وإعلانها شرعية مطالب الثوار, ودورها الكبير فى إنجاح الثورة وإجبار الرئيس السابق على التنحى، وكذلك ماجاء فى البيان الثالث عندما أدى المتحدث الرسمى باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة التحية العسكرية لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم .

ورغم ذلك لم تسلم القوات المسلحة من الخارجين عن القانون وأعداء الثورة الذين يريدون أن يعم الخراب والدمار ربوع مصرنا الحبيبة عندما أطلقوا رصاصات الغدر على الشهيد النقيب أشرف أحمد يوسف بربر أثناء قيامه بأداء واجبه فى مدينة بورسعيد .

بوابة الوفد الإلكترونية انتقلت إلى مدينة شبراخيت وبالتحديد شارع صلاح سالم حيث يقع منزل الشهيد, ولاحظنا أن أهالى الشارع امتزج حزنهم على فراق ابنهم بالفخر لاستشهاده فى سبيل الوطن .

فى البداية تحدث أحمد يوسف بربر والد الشهيد, وهو من رجال التربية والتعليم، وقال فى البداية احتسبت ابنى شهيدا عند الله وأدعو له أن يشفع لى يوم القيامة، كان ابني يحب الرياضة وحصل على العديد من الجوائز فى ألعاب القوى وكانت أمنيته أن يلتحق بالقوات المسلحة وهو ما تحقق عقب حصوله على الثانوية العامة بمجموع 79% والتحق بالكلية الحربية، وكان فى منتهى الالتزام طوال سنوات دراسته حتى تخرج والتحق بسلاح الإشارة .

وأضاف: ابنى الشهيد كان سعيدا جدا بثورة 25 يناير لكن كان قلقا جدا وخائفا جدا على مستقبل البلد .

وعن كيفية استشهاده, يقول ابنى كان وحدته الأساسية فى الإسماعيلية وبعد الثورة تم نقله إلى بوغاز بحيرة المنزلة فى بورسعيد وجاء يوم الخميس 10مارس وأثناء قيامه بأداء واجبه بتفتيش سيارة نصف نقل, وجد بها أسلحة وزخيرة وأجبر السائق على النزول وبدأ فى التعامل معه, فسمع فوضى بسيارة تأتى من الخلف بها العديد من البلطجية والخارجين عن القانون, وفتحوا عليه النيران وسقط فى بركة من الدماء وتم نقله إلى المستشفى الأميرى ثم المستشفى العسكرى لكن كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة .

وعلمت بالواقعة الساعة الواحدة صباحا عندما دق جرس التليفون فى هذا الوقت من قيادات القوات المسلحة والبقاء لله ابنك استشهد بعد إصابته بطلق نارى فى الصدر وسوف نصل بالجثمان صباحا وبالفعل حضروا وقمنا بصلاة الجنازة عليه عقب صلاة الجمعة وتم تشييع جثمانه فى جنازة عسكرية حضرها أكثر من 650 ضابطا وصفا من جنود القوات المسلحة.

وأكد والد الشهيد أن النقيب أشرف له خمسة أشقاء هم محمد بالصف الثالث الثانوى وخالد بالصف الثانى الإعدادى وعمر بالصف الأول الإعدادى ومنار حاصلة على ليسانس حقوق ومتزوجة من الملازم أول قوات مسلحة محمد ندا ومروة حاصلة على معهد كمبيوتر ومتزوجة من معيد بكلية التربية بدمنهور واختتم الوالد كلامه ابنى فى الجنة واستشهد من أجل الوطن وهو ليس أقل من شهداء الثورة, وأضاف أن اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة قد وعدنا باطلاق اسم ابنى الشهيد على مدرسة السعادة الابتدائية المجاورة لمنزلنا تخليدا لذكرى الشهيد .

وأما والدته فرفضت مقابلتنا نهائيا لسوء حالتها النفسية ثم أكدت الطفلة ملك ابنة الشهيد البالغة من العمر خمس سنوات والتى قالت بعفوية بابا ضابط فى القوات المسلحة بيدافع عن الوطن ويحمى الأمن من الخونة والمجرمين ثم تركتنا.

والتقينا بزوجة الشهيد مروة عبد الفتاح حسن ليسانس آداب لغة عربية التى سقطت دموعها بغزارة وبعد لحظات استجمعت قواها وقالت زوجى كان دايما نفسه فى الشهادة وربنا منحها له وتضيف آخر مرة رأيت فيها زوجى كان يوم الأحد 6 مارس قبل استشهاده بأربعة ايام عندما قطع إجازته وعاد إلى عمله يومها قال لى

خلى بالك من نفسك ومن بنتنا وكان أول مرة يقولى هذا الكلام وكأنه كان يشعر بدنو أجله.

وكان حريصا على أن يعلم ابنتنا القرآن الكريم علشان لما يستشهد تزوره فى القبر وتقرأ له القرآن وتدعو له, وتضيف الزوجة كان زوجى الشهيد دائما يتصل بى تليفونيا علشان يطمن علينا وبعد الثورة كنت انا اللى بيكلمه دايما وأتذكر آخر مرة كلمته فيها كان يوم الحد العصر وكان بيطمن على ابنتنا وأكد لى أنه بانتظارى يوم السبت وقد حجز لى فى أحد الفنادق هناك لنقضى معه بضعة ايام لكن قضاء الله نفذ. تضيف طول عمره يعشق العمل ويؤديه بمنتهى الالتزام وقد سبق له قضاء عام كامل ضمن قوات حفظ السلام فى جنوب السودان وحصل على العديد من شهادات التقدير لجديته فى العمل وتشير الى أن زملاءه الذين كانوا معه وقت استشهاده, أكدوا أنه أقسموا على الأخذ بثأره والانتقام من القتلة ولن يرتاح لى بال حتى يموتوا من قتلوا زوجى.

وتشير إلى أن زوجها كان دائما يقول لها الدنيا زائلة القبر متر x متر ولابد للإنسان أن يجتهد حتى يدخل الجنة وتصمت لحظات ثم تواصل كلامها قائلة كنت دائما أدعو له بأن يحصل على أعلى الرتب وربنا استجاب لى وهو الآن فى أعلى مراتب الجنة .

وتضيف أطلب من المشير محمد حسين طنطاوى والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بمنحى فرصة عمل حتى أتمكن من مواصلة تربية ابنتى فأنا حاصلة على ليسانس آداب قسم لغة عربية ودبلوم تربوى واجتزت اختبار رخصة القيادة الدولية فى الكمبيوتر وأرجو منهم الموافقة على عملى فى التدريس ولى مطلب آخر وهو تبديل الشقة التى حصل عليها زوجى فى مساكن القوات المسلحة بمنطقة العامرية التى تبعد عن محل إقامة أسرتى بمسافات طويلة أرجو تبديلها بشقة أخرى تابعة للقوات المسلحة سواء فى مدينة الإسكندرية أو دمنهور حتى أكون بالقرب من أسرتى .

وتقول منار شقيقة الشهيد آخر مرة رأيت فيها شقيقى كان من ثلاثة شهور عندما زارنى فى منزلى وقام بتعليمى كيفية التعامل مع اللاب توب وكيفية استخدامه لكنى كنت دائما أكلمه فى التليفون وآخر مرة اتصلت به كان تانى يوم تنحى الرئيس السابق ويومها قال إنى مش سامع حاجة علشان أصوات المظاهرات, وأكد لى أنه سيعاود الاتصال بى مرة أخرى ولم أسمع صوته مرة ثانية ثم تذهب فى نوبة بكاء متواصل.