رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستشفى درين حبر على ورق

بوابة الوفد الإلكترونية

مازال الشعب المصرى يعيش نتائج العصر البائد الذى استمر أكثر من ثلاثين عاماً، فنجد إهمالاً فى جميع المرافق العامة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض الفتاكة من فشل كلوى أو كبد أو السرطانات المختلفة، وهذا يعود إما لتلوث مياه الشرب أو المبيدات المسرطنة التى جلبها حيتان النظام السابق.

وأمام هذا نجد إهمالاً جسيماً فى جميع مستشفيات محافظات مصر كلها بلا أى استثناءات، وذلك إما نقص فى المبانى أو الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية والتى تصل لعدم وجود سرنجة لإعطاء حقنة لمريض وحكاية مستشفى قرية درين التابع لمركز نبروه خير دليل على ذلك والتى بدأت أحداثها منذ حوالى خمس عشرة سنة.
منصور البنا، ناظر مدرسة أشرف جاويش الثانوية، يقول: تقرر تحويل الوحدة الصحية بدرين لمستشفى تكاملى ليخدم القرية وقرى ميت عباد وأفنيش وكفر الدكرورى وبانوب وابستو وتيرة وعزبة الشيخ سليم وكفر الأبحر بتمويل من المعونة الإيطالية استجابة للطلب الذى تقدم به فؤاد بدراوى، عضو مجلس الشعب، عن الدائرة فى 1997 لوزير الصحة ـ آنذاك، تم تخصيص مائة ألف جنيه للبدء فى تحويل المستشفى وإمداده بالتجهيزات بخطة 1997/1998 على أن يستكمل تجهيزاته لخطة 1998/1999 مع فتح الباب للجهود الذاتية.
إلا أن تشغيل المبنى تعطل عقب الانتهاء من الإنشاءات لعدم توفير الأثاث والمعدات الطبية اللازمة.
وائل السواح، الموظف بالكهرباء، وخالد عبدالرسول يشيران إلى أن الأزمة تفاقمت عندما قررت مديرية الصحة بالدقهلية تحويل مبنى المستشفى إلى مخزن لمستلزماتها لعدة سنوات حتى استجاب وزير الصحة والمحافظ، وجميع الجهات المعنية لاستغاثات الأهالى فتقرر إخلاء المبنى من الأسرة والكراسى والمخلفات القديمة، فيما عقد المجلس المحلى للقرية جلسة طارئة وقتئذ لمناقشة أوضاع ما بعد إخلاء المستشفى، فطالب مدير الإدارة الصحية لمركز نبروه بتنظيف المبنى وإجراء بعض الإصلاحات للشبابيك والأبواب فتبرعت الجمعية الخيرية بالقرية بـ12 ألف جنيه حتى تم الانتهاء من جميع الإصلاحات المطلوبة.
المحاسب محمود قاسم يوضح: مرت الأيام والشهور والسنون ولم تظهر أية بادرة أمل لتشغيل المستشفى سوى إصدار مديرية الصحة بالمحافظة لقرارات على أوراق بتكليف مدير للمستشفى، ثم استيقظ الأهالى على نقل موظفى وأطباء الوحدة الصحية لمقر المستشفى الجديد، وتعيين طبيب وممرضة حتى السابعة مساء ونوبتجى كل ليلة، وتحديد راتب للأخير عشرين قرشاً فى الليلة أى ستة جنيهات بالتمام والكمال فى الشهر بينما لا يستطيع أن يرفض لأن نصيبه سيكون تحويله إلى الشئون القانونية والخصم من راتبه وقد تصل العقوبة إلى حد الفصل من العمل.
علاء عبدالحكيم حسانين يؤكد أن النائب الوفدى فؤاد بدراوى كان له السبق فى المطالبة بإنشاء المستشفى الذى كان من المفترض أن يخدم ربع مليون مواطن، مشيراً إلى اقتصار المستشفى على ما يشبه الطب الوقائى، أما من يريد العلاج فعليه بالذهاب إلى مستشفيات أخرى وقد توافيه المنية قبل الوصول إليها.
ويوضح منصور السيد متولى ومحمد حسنى السلامونى أن الوحدة الصحية للقرية تغلق أبوابها فى الثانية والنصف بعد الظهر، فماذا يفعل المرضى وأين تذهب حالات الحوادث والنساء والتوليد، فالمسافة بين درين ومدينة المنصورة 15 كيلومتراً.
عبدالله أبوغازى يضيف: فقدت حفيدى فى لحظة كان قادماً من المدرسة فصدمته سيارة ففارق الحياة لعدم وجود مستشفى بالقرية والتأخر فى تجهيز السيارة التى كان من المقرر نقله إلى مستشفى الأطفال بالمنصورة بها.
عادل عبدالحميد عبدالهادى يتذكر مأساته قائلاً: كان ابنى الوحيد يلعب أثناء التجهيز لأحد أفراح القرية فدهسته سيارة الأثاث خلال عودتها للخلف فسقط تحت عجلاتها فتجمع الأهالى وحاولوا

إسعافه إلا أن القدر كان أسرع.
ويقول أحمد العوضى: أصبت بارتفاع فى ضغط الدم وأنا مصاب بالسكر فحدث تلى غيبوبة فلم يكن أمام أبنائى سوى نقلى إلى مركز العيون فى المنصورة، ولتأخر الحالة وكثرة المضاعفات فقدت عينى، فمن يعوضنى عنها، ويلتقط الحديث ممدوح إبراهيم الصباحى، المدرس بمدرسة سعد الشربينى الثانوية الصناعية، مضيفاً: ابنى أصيب بوعكة صحية وذهبت به لأحد الأطباء تبعه طبيب آخر ومنه لمستشفى الأطفال بالمنصورة بسبب عدم وجود أطباء بالوحدة الصحية بالقرية، ويوضح جمال عبدالمنعم العرابى: فقدت ابن شقيقى منذ بضعة أيام وهو فى ريعان الشباب، بينما كان يستعد للسفر إلى السعودية، نقله أصدقاؤه لمستشفى نبروه المركزى بـ«التوك توك» وسيلة المواصلات المتوافرة لإغلاق مستشفى درين، إلا أنه فارق الحياة، ويضيف أن المستشفى يعمل بأقل الإمكانيات كان سينقذ ابن شقيقى من الموت.
ويتساءل خالد عبدالعزيز عزت: ماذا يضير الحكومة فى توفير أطباء ومعدات وأجهزة طبية، مضيفاً: لا يخلو منزل فى درين إلا سقط منه أحد أفراده فالحوادث شبه يومية على طريق نبروه ـ درين فالطريق ضيق لكنه حيوى فهو يربط بين الدقهلية وكفر الشيخ والغربية.
الدكتور وليد الحداد، اخصائى طبيب الأطفال، يؤكد أنه لا يوجد بالمستشفى سوى عامل واحد فقط، ومعمل تحاليل باطنة، أما الأثاث فمستهلك، مشيراً إلى أن أهل درين نسوا الخدمة الصحية وإذا قابلوا طبيب الوحدة مصادفة فيكتب لهم ورقة بتحويلهم إلى مستشفى نبروه المركزى لعدم توافر أجهزة أو أدوية، وتقول زينب على: حتى عندما تذهب السيدات لأخذ حقنة منع الحمل فى المستشفى فإن الطبيب يطلب منهن شراء سرنجة لعدم وجودها.
وفى الوقت الذى أشار فيه عدد من المسئولين بالوحدة المحلية أو بالصحة إلى عدم علمهم بالمشكلة وأنهم لم يروا المبنى من قبل، قال فؤاد بدراوى، نائب الدائرة السابق، قمت بمسح شامل لقرى وعزب الدائرة منذ تمثيلى فى مجلس الشعب من 1995 حتى 2005، لمعرفة متطلبات المواطنين فوجدت عجزاً صارخاً فى المستشفيات فاهتممت بإنشاء العديد منها، فأنشئت مستشفيات كفر الحصر، وميت الكرما على طراز أوروبى، وتم تجديد مستشفى صدر بهوت ونبروه المركزى ليخدما المحافظة كلها، إلا أن بعض المشروعات توقفت ولم تكتمل بفعل فاعل خلال الفترة التى كنت فيها خارج المجلس، وما يحدث فى مستشفى درين وغيره مثال صارخ.