علماء النفس: تنظيف الشباب للشوارع امتداد لروح الثورة
لأول مرة في التاريخ نري شعبا يثور ثم ينظف مكان ثورته« هكذا كانت الأصوات الدولية مندهشة من نزول الشباب المصري الي الشوارع لتنظيفها.
بابتسامات ملونة بطعم انتصار الثورة يجوب الفتيات والشبان شوارع القاهرة حاملين أدوات تنظيف مصرين علي ازالة القمامة مثلما فعلوا مع رموز فساد النظام السابق.
ولأنها ظاهرة جديدة علي المجتمع المصري كان لخبراء علم النفس تحليلهم لتلك الظاهرة ومستقبلها بعد انتهاء الثورة، فيصف الدكتور أحمد العقباوي ـ استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر ـ تلك الظاهرة بالامتداد لروح ثورة الغضب مؤكداً ان دافعها هو احساس الشباب بالمسئولية تجاه الوطن وان ثورتهم حضارية لا تطالب فقط بتحسين مستوي المعيشة ولكنها ثورة الكرامة والانتماء، وقال »الشباب يريد أن يغير الصورة السلبية المأخوذة عنه باعتباره جيل الأغاني والاهتمام بالمظهر فقط »مشيراً إلي أن الفئة التي تولت عمليات التنظيف في الشوارع كانت من الشباب المتعلم الذي لا يعاني من أي مشاكل مادية مما يعني أنهم يريدون ايصال رسالة للعالم مفادها أن ثورتهم ليست ثورة جياع كما حاول النظام السابق تعميق هذه الصورة.
وتنبأ العقباوي باستمرار ظاهرة تنظيف الشوارع خلال الشهور المقبلة بل وأضاف »ممكن ان يتطور دور الشباب ليصبحوا رقباء علي المسئولين في النظافة في أحيائهم«.
وتؤكد الدكتورة منال أحمد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ـ ان تنظيف الشوارع هو مسألة رمزية لتطهير
وترجع الدكتورة ايمان الشريف استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ الظاهرة الي رغبة الشباب في ايجاد دور لهم في المجتمع بعدما أحسوا بانتهاء ثورتهم عقب مغادرتهم ميدان التحرير مؤكدة أن هؤلاء الشباب عانوا علي مدي سنوات اهمال المجتمع والدولة لهم مما دفعهم الي النزول للشوارع لتنظيفها لابراز أهميتهم وأشارت الشريف الي أهمية استغلال طاقات الشباب لاعادة بناء مصر.