رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

1000 تاجر يبيعون المخدرات فى المنيا

بوابة الوفد الإلكترونية

الإدمان شبح يهدد الشعوب، فهو مرض العصر كما وصفته منظمة الصحة العالمية، والأخطر على الإطلاق فى تدمير المجتمعات بجميع طوائفها لكونه يدمر العقول، والاقتصاد،

فيما نجح أعدائنا فى غزونا فكرياً، واحتلال عقول شبابنا بتصديرهم للكيف والمخدرات والثقافات الأخرى الدخيلة، ليكون بديلا عن احتلال الأراضى.

بينما استخدم النظام الأمنى بمصر أسلوب التاجر المرشد، الذى يبيع ويشترى، مقابل توريد عدة قضايا شهرية من ضحايا زبائنه للأمن، وحصول ضباط المباحث على ترقيات، وعلاوات.

فى المنيا، كشفت الإحصائيات الرسمية لمنظمات المجتمع المدنى، وتقارير مستشفيات علاج الإدمان، ومحاضر الشرطة بالمحافظة عن وجود نحو 13 ألف مدمن للمخدرات بالمنيا، وما يقرب من ألف تاجر للمواد المخدرة، بينهم نحو 250 تاجراً بصفة مرشد لرجال الأمن بالمحافظة.

يشيرمنصور رسلان، وكيل مديرية التأمينات الاجتماعية، إلى أن الإدمان ظاهرة بيئية جغرافية تختلف حسب طبقات المجتمع، وأرجع الأسباب إلى مثلث الرعب (الفقر، والجهل، والمرض)، فهى التى تدفع شبابنا إلى المستنقع، بالإضافة إلى غياب، أو اختفاء دور العبادة عن تقوية الوازع الدينى لدى الشباب.

ولا ينكر «رسلان» دور البطالة، فالعاطل لا توجد له أهداف يسعى لتحقيقها، فيتوهم تحقيق ذاته بالتعاطى، أما الفقر فيسكن المناطق الشعبية ومساكن الإيواء، ليولد ثقافات جانحة، ويفرز عادات سيئة، من بينها الإدمان، لتوافر البيئة الخصبة من أصدقاء السوء، فضلاً عن الدور السلبى لوسائل الإعلام فى تلك القضية، متهماً إياها بالدعاية السوداء للمخدرات من خلال الأفلام والمسلسلات، ونظام الحكم السابق بالتخاذل، بعد أن تخلى عن مسئوليته، فى توفير فرص عمل للشباب، وتركهم فريسة للإدمان، وما زاد الطين بلة مباشرتها المشكلات من على الأسرة البيضاء، مطالباً بتضافر المؤسسات الرسمية، وزيادة البحوث والدراسات لحل هذه المشكلة، مناشدا أئمة المساجد والكنائس ومؤسسات المجتمع المدنى بالإرشاد والنصح فى خطبهم.

فيما يرى جمال قطب، مفتش قسم شرطة المنيا، أن الإدمان مرض قبل أن يكون ظاهرة اجتماعية، مؤكدا أننا بحكم طبيعة عملنا كرجال شرطة، فإننا نرى أن معظم معتادى الإجرام مدمنون، وأن نسبتهم فى المجتمع فى تزايد مستمر، خاصة الشباب لغياب الوعى الدينى وانحسار المبادئ الأخلاقية، فهناك من يتعاطون المخدرات لمجرد التجربة، أو عن طريق الصحبة، وآخرون يتعاطونها للهروب من الواقع والمشكلات التى تواجههم، مشيراً إلى أن ضباط المباحث فى حاجة إلى مرشد لكى يدله على بقية التجار، ولا يستطيع أن يفعل ذلك إلا تاجر من الفئة نفسها، نافياً أن يكون ذلك خيانة للقسم وللوطن، موضحاً أنه من الصعب القضاء على ظاهرة الإدمان، ولكن نحاول تقليصها عن طريق التاجر المرشد.

ويضيف «قطب»: أن رجال حرس الحدود لايؤدون دورهم بكفاءة، لكننا لا ننكر حيل التجار وخداعهم فى عملية تهريب وإخفاء المخدرات فى أشياء من الصعب اكتشافها، موضحاً أن المخدرات لا تأتى فقط من الخارج، وإنما أيضا تزرع فى الصحراء، وبكميات كبيرة تصعب على شرطة المكافحة ضبطها، فأصحابها لديهم مرشدون يرشدونهم عن الحملات الأمنية، كما أنهم مسلحون ومحصنون، وطالب بتأهيل، وإعداد شرطة المكافحة لتتمكن من اختراق الأماكن، وتضافر جهود أجهزة

الدولة والمجتمع المدنى، وتجنب أصحاب السوء، وتشديد الرقابة على الصيدليات.

وتقول نهى على عبدالرازق، دكتورة صيدلانية بالمنيا: أثناء وجودى بالصيدلية جاء إلى أحد المدمنين يطلب عقارا يعتقد أن به كمية من المخدر، رفضت فهددنى بإلقاء زجاجة (ماء نار) كانت فى يده على وجهى ولحسن حظى استطعت الهروب خارج الصيدلية وأغلقت الباب عليه واستنجدت بالشرطة فأنقذنى الأهالى منه، مؤكدة أن الإقبال على تلك العقاقير اعتقاداً منهم بدورها فى تحسين الحالة المزاجية لهم.

بينما أكد الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم الإكلينيكية والإدمان بجامعة المنيا، أن الدافع وراء تعاطى تلك الأدوية، أنها تحدث تأثيراً إما منشطاً، أو مهدئاً، مصحوباً بحالة من النشوة والإحساس بالسعادة الزائفة، وعادة ما ينتشر فى سن المراهقة، إما بغرض التجربة، أو التباهى، أو إثبات الرجولة، وقد يكون الإحساس باليأس، لعدة عوامل اجتماعية مثل البطالة وفقدان الأمل، مما يدفعه للهروب من الواقع المؤلم.

بينما يختلف إدمان الشخص، وتأثيره على جهاز مناعته وقدراته من عقار، ومن شخص لآخر، ويوجه أستاذ السموم إرشادات للعائلات لاكتشاف أحد أفرادها الذين يقعون ضحية للإدمان فيقول : يلاحظ زيادة طلبه للأموال، بشكل مبالغ فيه، ويميل للعزلة، وعدم الاختلاط بالأسرة كعادته، بينما تختل المنظومة الاجتماعية لديه، كما يميل للعنف وافتعال المشكلات لأسباب واهية، أما فى حالة عدم تلبية مطالبه وزيادة مصروفه، فيلاحظ غياب بعض الأشياء الثمينة من المنزل كما يبدو شاحبا وهزيلا لفقدانه الشهية وإصابته المتكررة بنزلات البرد حتى فى غير المواعيد الطبيعية مع وجود احمرار فى العينين أحيانا ورشح فى الأنف مع معاناته من مشكلات بالجهاز التنفسى.

مضيفاً أن أى مدمن من الممكن علاجه شريطة وجود الإرادة للاستشفاء من ذلك المرض الخبيث وفى الغالب يجب إدخاله مصحات متخصصة لتلقى العلاج اللازم والذى قد يمتد لعدة شهور، كما يجب أن تتحلى الأسرة بالصبر والعزيمة ولا تفقد الأمل فى معاودة علاجة لإمكانية حدوث انتكاسة بعد الشفاء الظاهرى الأولى بالعزيمة على معاودة العلاج ولا يفقدون الأمل فى شفائه.