رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذهب الأبيض "حاله واقف" فى الغربية

القطن المصرى محصول استراتيجى له تاريخ حافل بالخير والعطاء لمصر ويعتبر دعامة قوية وأساسية فى بناء الاقتصاد المصرى، ويفوق فى جودته الأقطان العالمية،

حيث يتميز بصفات طبيعية وغزلية فهو يحتل مركز الصدارة للأقطان الطويلة.
وقد تعرض فى الآونة الأخيرة للعديد من المشاكل والتحديات التى أثرت عليه، مما أدى إلى الانخفاض الشديد فى كميات إنتاجه، حتى وصل إلى ما يقرب من 2 مليون قنطار شعر، وانعكس ذلك بانخفاض المساحة المزروعة وبالتالى قلة كميات الإنتاج والأقطان المتداولة والمساهمة فى السوق المحلية.
المصيبة الأكبر ما يعانيه المزارعون بالغربية، خاصة مركزى كفر الزيات وبسيون من عدم تسويق القطن وأصبح يهدد بكارثة للمزارعين من الفلاحين البسطاء وغير القادرين على حد سواء بعد أن أغلقت أمامهم جميع السبل لتسويق المحصول.
فى قرية كفر العرب مركز كفر الزيات قال أحمد السيد عوض الله: زرعت فداناً ونصف الفدان وكل يوم أبحث عن مشتر له فلم أجد، الجمعية الزراعية وفرت السعر المناسب للشراء ولا جمعية المحاصيل بطنطا، كما تعودنا فى السنوات الماضية، صرفت أكثر من 4 آلاف جنيه عليه وأصبح القطن فى بيتى بدون مشتر.
وقال رضا عبدالعظيم من القرية نفسها: زرعت فدانين قطن وحتى الآن لا أجد مشترياً وعندى خمسة أبناء فى التعليم مش عارف أعمل إيه!! ولم أسدد ديون الزراعة، أصبح القطن فى الأكياس بالمنزل أتحسر عليه كل يوم.
راغب السيد البرى زرع فداناً، ويقول آخر مرة أزرع قطن بسبب عيشة المر التى أعيشها أنا وأولادى الستة نتيجة عدم تسويق القطن وبيعه فتحت المجمعات السعر 1200 جنيه للقنطار وهو سعر أقل مما تم صرفه على الزراعة وبسبب زيادة المعروض انخفض السعر إلى 950 جنيهاً.
رجب أحمد السروجى، فلاح، قال: إيجار الفدان أسود 6 آلاف جنيه ويصرف الفلاح على زراعة القطن ثلاثة آلاف جنيه أى تسعة آلاف تكلفة الزراعة فى فدان القطن، وسعر القنطار 950 جنيهاً لو ضربناها فى 9 قناطير وهو المتوسط للفدان، أى سيحصل على 8 آلاف و550 جنيهاً قيمة القطن فى الفدان، يعنى الفلاح يتعب ويشقى ويغرم كمان 50 جنيهاً.
وقال الحاج عبدالله إبراهيم،رئيس جمعية كفر العرب: إن الجمعية وفرت صحيح المجمعات السعر للفلاحين 1200 جنيه للقنطار فى العام الماضى واليوم وصل السعر إلى 1800 جنيه لكن السعر ثمن الزراعة وبالتالى السعر انخفض إلى 950 جنيهاً يمثل كارثة للمزارع ويجلب عليه

الديون والخراب.
يشرح المهندس رجب عبدالغنى عيسى، مهندس إرشاد بالإدارة الزراعية ببسيون، بسبب تواجدى الدائم وسط الفلاحين بالأرض، لا حديث لهم إلا عن سوء وعدم وجود تسويق لمحصول القطن إلا بالخسارة الفادحة لدرجة أن الحاج فوزى غنيم من كوم النجار لديه أكثر من 500 قنطار إنتاج 9 أفدنة موجودة لديه دون وجود تسويق لهم، ما يمثل كارثة له لكون نصف مليون جنيه موجودة فى أجولة بالمنزل.
المشكلة ليست فى هذا الفلاح وحده بل موجودة للعديد من الفلاحين، الذين زرعوا القطن فى 5 آلاف فدان ببسيون وحدها، مما يعادل 50 ألف قنطار مازالت فى بيوت الفلاحين دون تسويق لهم أى ما يعادل 5 ملايين جنيه على أقل تقدير.
المستشار حسن خليل أكد أن الفلاح المصرى كان ينتظر جنى القطن لتسديد الديون المتراكمة عليه وللصرف على أولاده وشراء كسوة الشتاء منه، فهو يمثل المصدر الرئيسى له وترتيب معيشته عليه بعد جنى القطن وتسويقه، لكن ما يحدث الآن من كارثة لهم، بسبب خصخصة النظام السابق لكل شىء فى مصر حتى محصولها الرئيسى الذى اشتهر فى العالم بالذهب المصرى الأبيض.
وأضاف «خليل»: قرار وزير الزراعة الأسبق د. أمين أباظة من بيع المحالج وخصصت القطن جعلت الفلاح فى مهب الريح وتحت رحى المستثمر الرئيسى له من أصحاب المصانع والمحالج الخاصة، فقد أصبح الأمر عسيراً على الفلاح تسويق القطن بعد ثورة 25 يناير.
أناشد الدكتور الجنزورى رئيس الوزراء أن يقف بجانب الفلاح المصرى لشراء محصول القطن وإيجاد وسيلة لتسويقه لإنقاذ آلاف الفلاحين من خراب ديارهم وتشريد أولادهم.