عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجارديان: مقابر مصر تفضح الفساد


لتسليط الضوء على الهوة السحيقة بين الفقراء والأغنياء، شنت الصحف المصرية مؤخرا حملة شرسة على ما أصبح معروفا بمقابر الـ"خمس نجوم"، وهي مقابر يقوم أبناء الطبقة الغنية ببنائها لموتاهم بأفضل مواد البناء من رخام وسيراميك ويطلقون عليها مقابر "سوبر لوكس"، وتتواجد بمنطقة باب الوزير، وتكلفت إحداها بحسب أحد أبناء المنطقة نحو 3ملايين جنيه (500 ألف دولار).
تلك الأموال الباهظة التي تنفق على المقابر في وقت يوجد فيه نحو 1.5 مليون مصري بدون منازل، ومثلهم يعيشون في المقابر مع الأموات، دفعت صحيفة "الجارديان" البريطانية للسخرية والتساؤل هل الفساد في مصر وصل لهذه الدرجة التي تبنى للأموات مقابر "سوبر لوكس"، وملايين الأحياء بلا مأوى.
وتصف الصحيفة في تقرير بعنوان "مقابر المصريين للسكن"، تلك المقابر بأن واجهاتها مبنية بالرخام، وتحتوي على فناء كبير جدرانه أيضا من الرخام، ولا يختلف عن غرف المعيشة، والقبر نفسه يكون بالرخام والجرانيت, كل هذه الفخامة تدفع الصحيفة للتساؤل لماذا كل هذا؟ فصاحب القبر ربما لا يكون أحد النجوم أو المشاهير، وهو متوفى لن يحتاج لكل هذه الفخامة!
وتضيف الصحيفة بنبرة ساخرة، الناس في مصر قديما كانوا يعتقدون أن المتوفى لا يأخذ ثروته معه، إلا أن الحال تغير الآن، ففي واقع الأمر إن هذه الأماكن هي بالفعل غرف للمعيشة، فهي توفر لأفراد الأسرة الراحة عندما يزورون موتاهم في عطلة نهاية الأسبوع أو

خلال الاحتفالات الدينية.
وقارنت الصحيفة بين ما يحدث في مقابر السعودية ،التي تعتبر أغنى من مصر، وبين ما يحدث في بلد لا يتجاوز دخل الفرد سنويا 6 آلاف دولار، وترتفع فيه نسبة البطالة والفقر وجزء كبير منهم يعيشون تحت خط الفقر الذي حددته الأمم المتحدة بدولارين يوميا.
وأوضحت الصحيفة أن أزمة السكن التي تعيشها مصر منذ فترة أجبرت الكثيرين على العيش في المقابر، رغم أن العيش هناك فكرة مرعبة، الأمر الذي دفع الكثيرين لتغيير اسم منطقة باب الوزير أو الإمام الشافعي من مدينة الأموات إلى مدينة الفقراء ، وهو ما يعتبره الكثيرون دليلا جديدا على أن الفساد أصبح ينخر في جسد هذه الدولة التي يتمنى الكثير من أهلها الهروب منها. البيت الذي يشبه القبر أو القبر الذي يشبه البيت، مصطلح عزز فكرة راسخة لدى المصريين وهي أنهم أحياء أموات، بل إن الأموات أفضل حالا منهم.