عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيادة الرئيس.. قليل من المحاسبة هذه ليست حرية

صدمت عندما تابعت عددا من مسلسلات شهر رمضان خلال اجازة العيد، للأسف جميع المسلسلات مليئة بالاسفاف والعنف والايحاء الجنسى والايماءات اللأخلاقية ومفردات عديدة امتلأت بها دارما رمضان هذا العام.

هذا اللوان من الدراما  لم نعتده من قبل، حتي في ظل النظام السابق لم يتماد المنتجون في انتاج مثل تلك المسلسلات البعيدة كل البعد عن هدف او رؤية او ضوابط او معايير.
تنافس القائمون على الأعمال الدرامية هذا العام فى الإكثار من المشاهد والألفاظ الخارجة التى تجرح وتؤذى آذان ومشاعر المشاهدين وأعينهم أيضًا، تكاد تظن انك تشاهد افلاما اباحية علي قنوات اوروبية وليست مصرية.
اعتقد المنتجون أنهم بهذا الأسلوب يجذبون أكبر عدد من المشاهدين وبالتالى الكم الأكبر من الإعلانات، وتكون النتيجة ملايين من الجنيهات فى جيوبهم غير عابئين بتأثير هذه الدراما فى المجتمع وأفراده.
لا ننكر ان نقول ان كم حوداث التحرش الجنسي التي حدثت خلال ايام العيد في المتنزهات والحدائق العامة ليس ببعيد عنها تأثير تلك المسلسلات المليئة بالايحاءات الجنسية بشكل غير مسبوق، بل هي انعكاس طبيعي لما شاهده الشباب والاطفال خلال شهر مضي من دراما لا تمت لواقعنا الذي نعيشه بصلة، قبل ان تحاسبوا المتحرشين حاسبوا ما دفعوهم وعلمهم ذلك من خلال الافلام والمسلسلات.
لم نهول اذا قلنا ان مشاهدة تلك المسلسلات اخطر من الغزو الفكري علي عقول الشباب والاطفال، فلا توجد في المسلسلات اي قيم او اخلاق اومعايير ضابطة، بل استغل المنتجون حالة الانفلات  الذي تعاني منة كافة مؤسسات الدولة عقب الثورة وباعوا القيم والاخلاق والهدف الاسمي من الدراما بملايين الجنيات ايرادات الاعلانات.
سيادة الرئيس قليل من المحاسبة والانضباط لهؤلاء، هذه ليست حرية الابداع التي نريدها او حرية التعبير عن الرأي هذه هي حرب منظمة وممنهجمة علي قيم واخلاق الاسلام.
من المعلوم أن كتاب مثل تلك

المسلسلات هم في الأغلب بكتاباتهم لا يمثلون المجتمع وإنما يمثلون اهواءهم النفسية التي تتضارب في أعماقهم وربما صاحبها انحراف يدفع إلى إثارة هذا الفن وإذاعته على أنه صورة واقعية للحياة.
إن حرية الفكر والابداع والتعبير ليست مجرد شعارات ترفع أو كلمات جوفاء يتشدق بها الناس، إنما لابد أن تكون واقعا حيا ملموسا وسلوكًا عمليّا يراه الناس ويمارسونه، لانها ليست نصوصا في دساتير ومواثيق إنما لابد أن تكون تطبيقًا مؤثرًا ودافعًا قويًا للإبداع والخلق.
سيادة الرئيس حرية الإبداع لا يمكن أن تكون حرية مطلقة لأنها بذلك ستصبح فوضى مطلقة فكل مجتمع له قوانين وأعراف تحكمه ولا يجوز تخطيها أو تجاوزها بحال من الأحوال ومن يفعل ذلك يجب محاسبته.
إننا لا نطلب من  المبدع او المنتج او المؤلف أن يكتب او يعرض  لنا رغمًا عنه في موضوعات بعينها، فله مطلق الحرية فيما يختار من أفكار ورؤى وموضوعات، لكننا نريد منه أن يصلح ولا يفسد أن يبني ولا يهدم، أن يرشد إلى الفضائل ويكف عن الرذائل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الخير ما استطاع إلى ذلك ما استطاع سبيلا. سيادة الرئيس نحتاج ثورة اخلاق وقيم.

بقلم - محسن سليم: